طبعت أجواء الفرحة والبهجة اغلب العائلات بسبب كثرة النجاحات واقترانها في وقت واحد فبعد نتائج شهادة التعليم الابتدائي ظهرت نتائج شهادة التعليم المتوسط وخلقت أجواء بهيجة أكثر من ذي قبل، طبعتها الدعوات المتبادلة بين الأقارب والأحباب والجيران وتنظيم "وعدات". وهو العرف الملزم الذي أبت العائلات إلا المحافظة عليه خاصة وانه يدخل من باب العادات المتّبعة إذا ما تعلق الأمر بالمناسبات السعيدة كالشفاء من مرض أو النجاح في الدراسة إلى غيرها من الأحداث السارة. وبالفعل تواصلت الأفراح بمختلف البيوت الجزائرية بعد نهاية الموسم الدراسي2010 /2011 واجتياز الامتحانات المصيرية على غرار شهادة التعليم الابتدائي لتليها شهادة التعليم المتوسط التي وصلت إلى نسب عالية فاقت 70 بالمائة مما أدى إلى خلق جو مميز على مستوى العائلات التي تشتمل على ممتحنين. اقتربنا من بعض العائلات للوقوف على بعض تلك الأجواء البهيجة وكذا تقاليدها في مثل هذه المناسبات المقترنة مع موسم الحر، قالت السيدة زوبيدة أن ابنتها نالت شهادة التعليم المتوسط بتقدير جيد جدا وبالنظر إلى فرحها ارتأت مكافئتها بتنظيم احتفالية على مستوى البيت تجمع الأقارب والأحباب لتمضية أمسية بهيجة تملاها الزغاريد والحلويات، ورأت أن ذلك شيء قليل تمنحه إلى ابنتها التي ثابرت طوال العام من اجل إرضائها وهي تمتن لها بذلك المعدل المشرف جدا، والذي ينبئ بمستقبل زاهر بقدرة المولى عز وجل. أما السيدة كاتيا فقالت أنها أجلت برنامج العطلة لأجل ابنتها خاصة وأنها تبرمج لإقامة "وعدة" للأقارب بعد نجاحها في شهادة التعليم المتوسط بعد أن تعثرت في المرة الأولى بسبب مرضها وارتباكها، وأضافت أنها حمدت الله كثيرا بعد أن كان النجاح ثمرة تعب ابنتها وسهرها الليالي خاصة وأنها كانت جد متخوفة إلا أنها نالت معدل مشرف جدا يقترب إلى 15 من عشرين وكان كنتيجة لمواظبتها وحرصها الشديد على النجاح في هذه المرة. أما صونيا التي نالت شهادة التعليم المتوسط فاختارت طريقة أخرى للاحتفال وعكفت على إقامة احتفاليه مع صديقاتها بعد أن ذهبن إلى حجز مطعم محترم بنواحي بن عكنون ودفعن أقساطا مالية مشتركة لذات الغرض لقضاء أمسية وسط الأصدقاء، خاصة وان اختلاف الفروع على مستوى الثانوية من شانه أن يفرقهم لا محالة، لذلك اختارت أصدقاءها وجعلتهم في أولى المراتب ليأتي الأهل في المرتبة الثانية، لكنها لم تضيعهم بل ستبرمج لهم أمسية أخرى على مستوى المنزل سيما وأنها رأت أن الأجواء التي يصنعها الاحتكاك بصديقاتها لا تضاهيها أجواء أخرى. هي إذن مختلف الأعراف التي التزمت بها العائلات مع نهاية الموسم الدراسي لتعيش بعده موسم النجاحات والأفراح تزامنا مع فصل الصيف، وفي انتظار نتائج البكالوريا التي ستخلق هي الأخرى أجواء مغايرة بحجم الشهادة، تستمر الدعوات والوعدات بين مختلف الأسر التي تجمع الأحباب والأقارب.