عاشت معظم العائلات الجزائرية أجواء مفعمة بالفرح والبهجة مع ظهور نتائج امتحان شهادة التعليم الابتدائي نهاية الأسبوع الماضي ميزتها زغاريد النسوة وتوزيع المشروبات بين الجيران والأحباب وهو العرف الذي اعتادت على خلقه معظم العائلات الجزائرية في مثل تلك المناسبات السعيدة المتعلقة بنجاح الأبناء المتمدرسين وانتقالهم من مرحلة إلى أخرى في تعليمهم ويكون الغرض تشجيع الأبناء على مواصلة الجهد والمثابرة لتحقيق نجاحات أخرى خلال مشوارهم العلمي· وهي على العموم الأجواء التي تطبع دوما العائلات الجزائرية تزامنا مع ظهور نتائج الامتحانات سواء تعلق الأمر بامتحان نهاية مرحلة التعليم الابتدائي أو المتوسط أو حتى البكالوريا خاصة وأن تلك النجاحات تأتي بعد جهد وقلق كبير يعيشه الممتحنون خلال فترة الامتحانات، لذلك تعكف أغلب الأسر على تعويض الممتحن تلك الفترات بخلق أجواء الفرحة والبهجة مباشرة بعد نيله النجاح· في هذا الصدد اقتربنا من بعض السيدات كونهن المعنيات أكثر بخلق تلك الأجواء على مستوى الأسر كيف لا وهن اللواتي دوّت زغاريدهن صبيحة يوم الخميس واستيقظ الكل على إيقاع الزغرودة الجزائرية الأصيلة التي لا تضاهيها زغرودة أخرى· قالت السيدة زينب إنها لها ابنة اجتازت امتحان التعليم الابتدائي وأثمر بالنجاح بتفوق بعون الله تعالى وبدعاوى الوالدين، وأضافت أنه على الرغم من أن الكل يرون أن الامتحان هو امتحان جد بسيط إلا أن الحالة المتوترة التي يكون عليها الممتحنون قبل الامتحان مسألة لا مفر منها على الرغم من بساطته كما يراه الجميع إلا أنه يبقى امتحان يعيش التلميذ فتراته الصعبة هو وأولياؤه وحتى بعد الفراغ منه يبقى التلاميذ وأولياؤهم يترصدون النتائج على أحر من الجمر، وقالت إنها ما إن رأت النتيجة حتى راحت تطلق زغاريد أمام المدرسة والتي امتزجت بدموع الفرح سيما وأنه الفرح الأول بالنسبة لها، وبعد عودتها إلى البيت وزعت المشروبات على الجيران واستقبلت الأحباب ببيتها من أجل مشاركتها الفرح وتقديم التهاني لها ولابنتها على الفوز بجدارة ونيلها معدل مشرف ينبئ بمستقبل دراسي زاهر لها في السنوات المقبلة، لتضيف أنها ستنظم احتفالية خاصة لها بالمنزل من أجل تشجيع ابنتها على مواصلة جهودها· نفس ما راحت إليه السيدة وريدة التي قالت إن ابنها أو آخر العنقود كما قالت اجتاز امتحان الابتدائي ونال الشهادة باستحقاق مما أدى إلى ابتهاجها به وعولت على الاحتفاء بالمناسبة مثلما فعلت مع أبنائها الأولين الذين وصلوا إلى درجات من العلم بفضل مجهوداتها الجبارة ومساندتها لهم في كامل مشوارهم· أما السيد عادل فقال إن شهادة التعليم الابتدائي هي شهادة كغيرها من الشهادات وجب عدم الاستهانة بها من طرف الأولياء فهي مهما رحنا أو عدنا تدخل الطفل الصغير في حالة من التوتر والقلق باعتبار اجتيازه لأول امتحان في مشواره التعليمي يحتاج فيه إلى المساندة المعنوية من طرف العائلة ككل· وهو كذلك فشهادة التعليم الابتدائي بها يسدل الستار عن طور تعليمي قاعدي للانتقال إلى الأطوار الأخرى المتعاقبة فهي تعد نقطة البداية للانطلاق إلى المراحل التعليمية الأخرى·