صدر عن دار نشر "بوتوماك بوكس" كتاب للصحفي جي إم بيرجر بعنوان "الجهادي الأمريكي: الأمريكيون الذين يذهبون إلى الحرب باسم الإسلام" وبحسب زهير الكساب في قراءة بمجلة "وجهات نظر" يحذر المؤلف من الخلط بين الإسلام كدين والأفكار المتطرفة لبعض العناصر، مشدداً على ضرورة احترام مسلمي أمريكا وصيانة حقوقهم كغيرهم من المواطنين الأمريكيين. يسعى الكتاب إلى تذكير الأمريكيين بأن مشاركة مواطنيهم في الإرهاب، ليست وليدة اللحظة، بل سبقت أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي يعتبرها البعض نقطة انطلاق الإرهاب وبداية مشاركة الأميركيين في أنشطته. وعبر كتابه يسترجع المؤلف تاريخ مساعدة المؤسسة الأمريكية الرسمية للجهاد في أفغانستان أيام الاحتلال السوفييتي، حيث ذهب بعض الأمريكيين المسلمين للالتحاق بصفوف الجهاد، فتلقوا التدريب كغيرهم من المجاهدين القادمين من دول إسلامية عديدة. وإلى جانب أفغانستان التي كانت نقطة الإنطلاق الحقيقية للجهاد، شارك المسلمون الأمريكيون في حرب البوسنة، كما يتذكر الكاتب حادثة اقتحام الحرم المكي عام 1979 مشيراً لانضمام أمريكيين مسلمين للجماعة التي احتلت الحرم، وأخيراً الكشف عن انخراط شباب أمريكي مسلم في صفوف تنظيمات جهادية حاربت القوات الأمريكية في الصومال. وبحسب المؤلف لم يبرز انتباه الأمريكيين إلى مواطنيهم الذين رفعوا لواء الجهاد في الخارج إلى السطح إلا مع تغير الهدف، فبعد فترة من استهداف تلك الفئة للخارج في الحروب المختلفة التي كان فيها المسلمون ضحية، مثل البوسنة والشيشان وأفغانستان، تحولت أنظار بعض المسلمين الأمريكيين، وهم قلة قليلة نحو الداخل الأمريكي بوحي من أيديولوجية دينية متشددة، حيث ظهرت أسماء مثل الرائد نضال حسن الذي أطلق النار في قاعدة "فورت هود" وأوقع عدداً من القتلى، وقبلها محاولات تفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك عام 1993 حيث تورط مسلمون أمريكيون في تسهيل المحاولة، وغيرها من الشخصيات التي كتب عنها المؤلف بكتابه، وفق المصدر نفسه .