تحضيرات مكثفة ونار الأسعار تُعكّر الأجواء العائلات الجزائرية تستعد مبكراً للشهر الفضيل تشهد الأسواق حركية واسعة في هذه الأيام وتعبق برائحة الشهر الفضيل الذي يفصلنا عنه حوالي 34 يوماً وهي فترة يراها البعض قصيرة مما دفعهم للانطلاق في تحضيرات مسبقة لاستقباله ما انعكس على الأجواء التي تطبع الشوارع والأزقة الكبرى بحيث اصطفت طاولات عرض مستلزمات رمضان على غرار الفواكه المجففة و الفريك دون أن ننسى الأواني التي يُعتبر تجديدها عادة لا مفر منها لدى ربات البيوت لكن ما استاء له أغلب المواطنين هو نار الأسعار التي عكّرت الأجواء وألهبت الجيوب. نسيمة خباجة ضعف القدرة الشرائية للجزائريين جعلهم يتخوفون من بعض المناسبات التي تتطلب مصاريف وميزانية خاصة على غرار الشهر الفضيل الذي يعد شهر للعبادة والصيام إلا أن فريضة الصوم وكما اعتاد الجزائريون تستلزم أطباقا معينة يدخل في تحضيرها اللحوم الحمراء والدجاج ومختلف المواد الرمضانية الأخرى مما دفع أغلب ربات البيوت إلى التفكير في التحضير المسبق والتدريجي للشهر الفضيل الذي يفصلنا عنه أكثر من شهر لكن لم يسلم المواطنون من نار الأسعار التي عكرت أجواء التحضير للشهر الفضيل رغم التطمينات التي تطلق من هنا وهناك حول التحكم في الأسعار والحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين. إقبال على المستلزمات الرمضانية اصطفت مختلف المواد الرمضانية على مستوى الأسواق الشعبية وعبر طاولات البيع فبساحة الشهداء بالجزائر العاصمة انتعشت تجارة المستلزمات والمواد الرمضانية لاسيما بالنسبة للفواكه المجففة على غرار الزبيب والبرقوق المجفف والموز والكيوي وغيرها من الفواكه المجففة التي تستعمل في الأطباق الرمضانية والتي تراوحت أسعارها بين 800 و1200 دينار للكيلوغرام الواحد من دون ان ننسى أنواع الفريك التي اصطفت ووصل سعرها إلى 450 دينار للكيلوغرام الواحد في حين كانت لا تتجاوز 380 دينار في الايام العادية ورغم ارتفاع الأسعار الا ان الاقبال كان كبيرا من طرف النسوة خصوصا أنها مواد تتطلب الحضور في الشهر الفضيل في كل بيت جزائري لتحضير الاطباق الرمضانية . اقتربنا من بعض النسوة من اجل رصد آرائهن حول التحضيرات المسبقة وكذا الأسعار قالت السيدة فايزة أنها اعتادت في كل سنة على التحضير للشهر الفضيل مسبقا لكي تقلّل من المصاريف التي تستنزفها التحضيرات فيما يخص شراء بعض المستلزمات الرمضانية التي تقبل التخزين على غرار الفواكه المجففة والفريك لتؤجل اقتناء اللحوم إلى الأيام الأخيرة أما عن الأسعار فقالت إنها ترتفع وستشهد وتيرة أخرى مع بدء العد التنازلي للشهر الفضيل لذلك فضلت اقتناء بعض المستلزمات مبكرا. زحمة على مستوى محلات الأواني تشهد محلات اقتناء الأواني زحمة واكتظاظا من طرف النسوة في هذه الآونة وذلك المشهد ليس بالغريب وينبع من عادة تجديد الأواني التي تلتزم بها ربات البيوت خلال الشهر الفضيل في مجتمعنا فلا بديل عن قدر الفخار لتحضير شربة الفريك التي تعبق رائحتها من البيوت وكذا صحون الفخار لإكرام الصائمين بطبق الشربة إلى جانب أطقم الكؤوس الزجاجية والأباريق وغيرها من المقتنيات الزجاجية والفخارية التي تتهافت عليها النسوة عبر المحلات لتجديد الأواني وإدخال البهجة على العائلة كما أن من العجائز من يربطنها بالفأل الحسن كما تقول الحاجة فاطمة التي أخبرتنا أنها خرجت للتجول مع كنتها في محلات الأواني من أجل شراء بعض الأواني للشهر الفضيل لأنها عادة التزمت بها منذ زمان وهي تعول على اقتناء قدر الفخار وطقم من الكؤوس خصيصا لرمضان إلى جانب إبريق الشاي وعن الأسعار قالت إن أصحاب المحلات ألهبوا الأسعار فالفرصة فرصتهن لتضخيم المداخيل على حساب جيوب المواطنين وقالت إن ثمن قدر الفخار ارتفع إلى 1200 دينار بعد أن كان لا يتجاوز 800 دينار. وعلى العموم لاحظنا الإقبال الكبير والحركية الواسعة التي خلقت جوا مميزا يعبق برائحة الشهر الفضيل شهر العبادة والصوم إلا أن ما عكر تلك الأجواء نار الأسعار التي أعلنها بعض التجار للكسب السهل والسريع واغتنام انطلاق تحضيرات رمضان لزيادة مداخيلهم .