تحضيرات استثنائية لرمضان في زمن كورونا العائلات الجزائرية تتمسك بعاداتها رغم الحجر *الحركية الزائدة عبر الأسواق تهدد بانتقال العدوى لم يعد يفصلنا على استقبال أعظم الشهور إلا أيام قلائل ورغم الظرف الصحي العصيب الذي نمر به إلا أنه لم يغيّب بعض العادات والتقاليد التي تتمسك بها العائلات الجزائرية منذ أمد بعيد إذ تتواصل التحضيرات في ظروف استثنائية بسبب كورونا وارتأى البعض تغليب الطابع الإيجابي والابتهاج باستقبال شهر رمضان المعظم ككل سنة رغم ظروف الحجر الصحي. روبورتاج: نسيمة خباجة تلتزم العائلات الجزائرية منذ زمن بعيد بالتحضير للشهر الفضيل وفق عادات تطبعها أجواء مميزة إلا أن في هذه السنة تحضر العائلات في ظروف استثنائية بسبب جائحة كورونا وإجراءات الحجر الصحي للوقاية من عدوى الفيروس. حملات تنظيف عبر البيوت يبدو أن حملات التنظيف فرضتها كورونا قبل استقبال الشهر الفضيل وزادت حركيتها خلال هذا الأسبوع تحضيرا لرمضان بحيث تسابق ربات البيوت الزمن لتنظيف بيوتهن وطلائها وتلميع الاواني النحاسية لاستعمالها خلال السهرات الرمضانية بحيث تجتهد النسوة لزرع الايجابية والقضاء قليلا على شعور التوتر والقلق الذي اضفاه الحجر الصحي على الكل. تقول السيدة مريم إنها تحضر للشهر الفضيل على قدم وساق رغم ظروف الوباء لكن تمسكت بالعادات والتقاليد ولم تسمح للجائحة بتغييب أجواء التحضير لرمضان وعن التنظيف قالت ان حملات التنظيف مست البيوت قبل شهر رمضان وفرضها الفيروس من اجل الحماية والقضاء على انتقال العدوى الا ان الوتيرة زادت مع اقتراب رمضان بحيث غسلت الجدران والفراش وقامت بطلاء ساحة المنزل بالجير وهي عادة متوارثة وفيما يخص غسل الاواني النحاسية وتلميعها فهي ستقوم بها قبيل رمضان قصد استعمالها خلال السهرات الرمضانية. وتجدر الاشارة ان عادة وضع الجير على الحيطان وطلائها هي عادة قديمة كانت تستعملها جداتنا في دويرات القصبة ووسط الدار كما تعرف من اجل تبييضها والباسها حلة رائعة قصد قضاء السهرات الرمضانية بحيث تلتف النسوة حول صينية الشاي والحلويات الرمضانية ويعقدن البوقالات في أجواء مميزة. اقتناء الفريك والفواكه الجافة عرفت محلات بيع الفريك والفواكه الجافة اقبالا منقطع النظير من أجل اقتناء تلك المواد الضرورية في رمضان قصد تحضير الشربة وطاجين الحلو بحيث تختار العائلات الجزائرية تحضير شربة الفريك فيما يفضل البعض تحضير شربة الفارميسال أو حتى المقطفة التي كانت تحضرها جداتنا في ايام الزمن الجميل قبل رمضان بواسطة العجين وهي شعيرات صغيرة لتحضير شربة رمضان كطبق اساسي واصطفت عبر المحلات انواع من الفريك والفواكه الجافة على غرار البرقوق والزبيب وانواع المكسرات الاخرى كاللوز والجوز التي تدخل في بعض الاطباق بحيث اقبلت النسوة على مختلف تلك المواد التي تحتاجها والتي اختلفت انواعها وكذلك أسعارها وهناك من رأى انها أسعار مرتفعة بحيث كان الجشع حاضرا في هذه المرة ايضا من طرف بعض التجار ونحن في اوج مخاطر عدوى كورونا بحيث وصل سعر الزبيب الى 1000 دينار للكيلوغرام الواحد والبرقوق الجاف عرض ب 800 دينار كما ان بعض ربات البيوت تقبل على انواع من المكسرات كاللوز والجوز لاستعمالها في بعض الاطباق الرمضانية على غرار طبق اللحم الحلو وارتفعت أسعار تلك المواد الى 1800 دينار بالنسبة للوز و2200 دينار بالنسبة لسعر الجوز كما توفرت انواع من الفريك وكانت النسوة تختار اجوده بحيث تراوح بين 350و 400 دينار للكيلوغرام الواحد. غلق المحلات يغيّب عادة تجديد الأواني تحتار الكثير من النسوة حول عادة تجديد الاواني وتطبيقها خلال هذه السنة خصوصا أن أغلب المحلات هي مغلقة بسبب تطبيق الاجراءات الاحترازية لمنع تفشي وباء كورونا والكثير من النسوة يحبذن عادة تجديد الاواني في رمضان واقتناء قدر الفخار كعادة ملزمة كما ان بعضهن ابدين حيرتهن حول اقتناء بعض المستلزمات الضرورية التي يحتجنها كاطقم الطاولة من نوع القماش أو البلاستيك الى جانب بعض الادوات الكهرومنزلية التي تحتاجها النسوة في المطبخ في رمضان على غرار الخلاط الكهربائي وانواع اخرى من الاجهزة ففي ظل غلق محلات الاواني عجزت النسوة عن خطوة تجديد الاواني في هذه السنة وينتظرن بشغف فتح بعض المحلات لضمان الحد الادنى من تلك الخدمات خاصة وان اقتناء الاواني يضفي جوا مميزا على الشهر الفضيل وهي عادة لا جدال فيها تقول الحاجة مسعودة في العقد السابع انها ألفت اقتناء بعض الصحون الجديدة وقدر الفخار لاستقبال الضيف العزيز الا ان المحلات الموصدة الغت لها العادة وهي تتحسر على ذلك لكنها تنتظر على أحر من الجمر فتح بعض محلات الاواني لاقتناء بعض المستلزمات وخلق جو حيوي ينسينا اليأس والقلق والتوتر الذي عايشته العائلات في هذه الفترة ودعت أن يرفع الله على الجزائريين والمسلمين الوباء والبلاء. الطاولات الفوضوية ضالة العائلات مع انطلاق التحضيرات للشهر الفضيل من طرف العائلات عادت الطاولات الفوضوية تدريجيا الى نشاطها بمحاذاة بعض الأسواق التي اغلقت تجنبا للزحمة وانعدام التهوية في بعضها فبعد غلق الأسواق اختار بعض التجار نصب الطاولات امامها خصوصا مع الاقبال الكبير عليهم خلال هذه الايام التي تسبق حلول شهر رمضان بحيث عرضت بعض المقتنيات المنزلية لاسيما لوازم المطبخ والطبخ وكانت وجهة لبعض ربات البيوت قصد اقتناء بعض المستلزمات الضرورية ووجدت فيها السيدات جوا مميزا لاقتناء بعض االاواني والاطقم للمطبخ وهو ما أوضحته السيدة سمية التي قالت انها بالفعل لاحظت خلال الايام الاخيرة عودة بعض الطاولات والزمها الامر اقتناء غلاف بلاستيكي من احدى الطاولات بباب الوادي على الرغم من شح انواع السلع والعودة المحتشمة للطاولات الفوضوية في زمن كورونا إلا أنها وجدت انه احسن من لاشيء وهو المتاح في الوقت الحالي وتمنت عودة بعض النشاطات الضرورية والتي يحتاج اليها المواطنون في رمضان. المطالبة بعودة بعض النشاطات طالب اغلب المواطنون الذين تحدثنا اليهم بضرورة عودة بعض النشاطات التي يكثر عليها الطلب وفتح بعض المحلات تزامنا مع الشهر الفضيل خصوصا وان اجواء الشهر الفضيل في الجزائر لها نكهة مميزة وتحكمها عادات اجتماعية لا جدال فيها على غرار محلات بيع الاواني من اجل شراء مستلزمات الطبخ من صحون واجهزة كهرومنزلية لتسهيل اعداد الوجبات الرمضانية الى جانب فتح محلات الحلويات الشرقية على غرار قلب اللوز والزلابية والبريوش كونها مقبلات حلوة اقترنت بالشهر الفضيل ايما اقتران ولا يتخيل اجتياز رمضان دون شم عبقها عبر الشوارع والازقة فهي تضفي بنة رمضان كما عبر به جل المواطنين الذين تحدثنا اليهم. السيد محمد قال ان رمضان يحل علينا في ظروف استثنائية في هذه السنة الا انه وجب توفير بعض الانشطة والمحلات الضرورية التي يحتاجها المواطنون خلال الشهر الفضيل كما انه مناسبة عزيزة على القلوب وجب الفرح والابتهاج لاستقبالها وعيش ولو جزء بسيط من اجوائها الاجتماعية والروحية وحسب ما سجلناه من انطباعات المواطنين فان الكل يتخوفون من اقتران الشهر الفضيل بالحجر الصحي وعلى الرغم من انه اجراء في صالح المواطنين الا ان مناسبة الشهر الفضيل تستلزم عودة بعض النشاطات الحيوية على غرار محلات بيع الاواني التي تحتاجها النسوة كثيرا خلال رمضان الى جانب محلات بيع الحلويات الشرقية كالزلابية وقلب اللوز وحبذا لو ينظر الى مشكل الحلاقة الذي يعاني منه خاصة الرجال وتحل محلات الحلاقة مع الالتزام باجراءات الوقاية وكان هو المطلب الذي ركز عليه الرجال. حركية كبيرة عبر الأسواق تهدد بانتشار العدوى يلاحظ الكل الانتشار الكبير للمواطنين عبر الأسواق عشية استقبال الشهر الفضيل وهي من العادات التي تسبق حلول رمضان في كل سنة الا ان الظروف الصحية التي نعيشها وخطر عدوى الفيروس القاتل تتطلب التحلي بالوقاية والالتزام بمسافة الامان بحيث يحذر الكل من خطر الانغماس في اجواء التحضيرات للشهر الفضيل مع نسيان الخطر الذي يتربص بكل شخص في الشارع أو على مستوى المتجر أو السوق فوسائل الوقابة هي ضرورية كما ان الطوابير هي خطيرة من دون ان ننسى دخول المتبضعين مرة واحدة في مساحات تجارية مغلقة على غرار السوبيرات فالتداول على الدخول حسب الادوار هو امر ضروري من اجل ضمان التباعد واحترام مسافة الامان كخطوة ضرورية للوقاية من انتشار العدوى فالخطر لازال قائما مع تسجيل حالات جديدة للاصابة بالوباء بصفة يومية.