تعتبر «شربة الفريك» تقليدا سنويا تحافظ عليه العائلات القالمية طيلة أيام الشهر الفضيل، إذ تقوم بإعداد هذا الطبق الرمضاني الذي لا يفارق مائدة الإفطار طوال الشهر، وتجتهد ربات البيوت كثيرا في إعداد «شربة الفريك» سيد المائدة الرمضانية بلا منازع، حيث لا تستغني عنه أية عائلة قالمية. يتم إعداد «شوربة الفريك» بطريقة تقليدية، بالاعتماد على «الفريك» المستخرج من القمح الصلب قبل نضجه ليطبخ فيما بعد على شكل حساء ساخن باللحم أو الدجاج، ولعل ما عزز من مكانته؛ الجودة الكبيرة التي يتميز بها «الفريك» الذي تنتجه حقول ولاية قالمة باعتبارها منطقة فلاحية بامتياز، وتنتج قمح «البليوني» الذي يعتبر من أجود الحبوب في الجزائر. ولعل المميز في مادة ش«الفريك» وأكثر ما ساهم في إكسابها النكهة المميزة والطعم اللذيذ؛ طريقة تحضيره التي لا زال سكان قرى ومداشر قالمة يحافظون عليها. ومع بداية العد التنازلي لشهر رمضان الكريم، تلجأ العائلات القالمية إلى اقتناء أو شراء حبات القمح الأخضر لإعداد «الفريك»، وهو عبارة عن بذور القمح الخضراء قبل أن تجف، يتم حصدها في وقت لا تزال سنابل القمح خضراء، ليتم بعد ذلك «تشويطها» على نار خفيفة، وفركها باليدين والنفخ على الشوائب ليتبقى بعض حبوب «الفريك» طرية لذيذة الطعم، وبعد شراء الكمية اللازمة، تقوم ربات البيوت ب«تسويمها»، أي غسلها بالماء لتنظيفها من الغبار، ويوضع القمح على بساط في الهواء الطلق ويُعرض لأشعة الشمس حتى يجف تماما، ثم يطحن، وبعد عملية تنقيته وتصفيته عادة تتم غربلته ليكون بعدها جاهزا ويأخذ تسمية «الفريك» لذيذ الطعم. تتفنن في طبخه النساء ويحرصن على تزيينه بالنباتات العطرية، خاصة «النعناع» المجفف الذي يضفي عليه طعما مميزا ورائحة زكية تعبق الشوارع والأحياء قبيل الإفطار، صانعة بذلك أجواء رمضانية مميزة، كما تحرص ربات البيوت على طبخه في الأواني التقليدية المصنوعة من الفخار، ليعطي نكهة خاصة لطبق الفريك، ويتم تناوله مع «البوراك» أو «كسرة الرخسيس». ❊وردة زرقين