زيادات في الأسعار تُحرق الجيوب قُبيل رمضان* القدرة الشرائية في مهّب الريح! هل تكفي المقاطعة لكبح جماح الأسعار؟* عادت ظاهرة ارتفاع أسعار العديد من المواد الغذائية وندرة بعض المنتجات لتضرب بقوة في الأيام الأخيرة وهي العادة التي لم تعد تفاجئ الجزائريين مع اقتراب شهر رمضان من كل عام لكن هذه المرة يبدو أن الأمر أكثر سوءا وريتم الزيادات أشد تسارعاً حيث لم يتردد المضاربون في حرق جيوب متوسطي ومحدودي الدخل الذين يواجهون ظروفا معيشية بالغة الصعوبة والتعقيد.. وزادت القدرة الشرائية للطبقتين الضعيفة والمتوسطة تدهوراً بل يمكن القول إنه أصبحت في مهّب الريح لاسيما في ظل تداعيات أزمة كورونا وقيام العديد من الشركات التي عرفت انهيارا في مداخليها بتسريح عمال وجدوا أنفسهم عرضة للبطالة من جهة وتنهشهم زيادات الأسعار بشراسة من جهة أخرى. وقبل أيام قليلة من حلول الشهر الفضيل عرفت أسعار المواد الغذائية الواسعة الإستهلاك وكذا اللحوم البيضاء قفزة في الأسعار بين ليلة وضحاها من دون أي سبق إنذار أو أي تفسير من طرف السلطات الذي يوضح سبب الارتفاع المفاجئ خاصة بالنسبة للبقوليات وأسعار المياه المعدنية والزيت والخضر وغيرها. وخلال جولة استطلاعية قادتنا إلى بعض الأسواق في العاصمة على غرار سوق القبة وقفنا من خلالها على الإرتفاع الملحوظ في سعر الدجاج الذي قفز من 300 دج إلى 410 دج /كغ في المحلات المختصة في بيع اللحوم وأيضا سعر السردين الذي تجاوز 1000دج/كغ وهذا الإرتفاع لم يمس اللحوم فقط وإنما مس أيضا بعض أنواع الخضر كالبطاطا التي عرفت زيادة بحيث وصل ثمنها إلى 80 دج للكيلوغرام بعدما كانت لا تتجاوز 50 دج في أسوأ الأحوال وهو الأمر الذي أثار سخط وتذمر الكثير من المواطنين وكذا التجار حيث أبدوا قلقهم من خلال منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي وحملات فيسبوكية يطالبون فيها بمقاطعة شراء الدواجن وغيرها عبر هاشتاغ قاطع لأن المواطن هو المتضرر الأول وهاشتاغ قاطع حتى تنخفض الأسعار وكل هذه بسبب تخوفهم من أن تبقى الأسعار مرتفعة بهذا الشكل خصوصا وأن شهر رمضان على الأبواب. وفي ذات السياق طالب المواطنون في هذا الشأن بضرورة إعطائهم تفسيرا لهذه الزيادات التي بدأت بالمواد الغذائية واسعة الاستهلاك وانتقلت إلى الخضر والفواكه وصولا إلى اللحوم البيضاء ومسّت بالدرجة الأولى المنتجات التي يستخدمها الجزائريون في حياتهم اليومية بشكل كبير ولا يمكنهم الاستغناء عنها بأي شكل من الأشكال على غرار الزيت السكر والدجاج الذي يُستهلك بكثرة من طرف الجزائري المتوسط الدخل والغريب في الأمر أن حتى التجار يؤكدون أنهم لا يعلمون سبب هذا الغلاء المفاجئ وذكروا في حديثهم معنا أنهم يقتنونها من أسواق الجملة مرتفعة الثمن وهذا ما دفعهم إلى رفع الأسعار. وفي سياق ذي صلة ذكر رئيس جمعية مربي الدواجن في تصريح سابق أن ارتفاع أسعار الدجاج راجع إلى سببين يتمثل الأول في أنّ المادة الأساسية وهي الصوجا التي تعتبر الغذاء الرئيسي للدواجن انقطعت منذ مدة كما ارتفع سعرها إلى الضعف حيث بلغ مليونا و2000 دينار للقنطار مضيفا أن أصحاب المصانع لم يقدموا الدعم الكافي للمربين ومتوقعا أنّ الأسعار ستظل مرتفعة في الأيام الأولى من شهر رمضان لتعود إلى الانخفاض مجددا بداية من الأسبوع الثاني للشهر الفضيل لكن هبوط أسعار الدجاج سيكون تدريجيا في حين أنه سيستقر بعد مرور شهرين تقريبا حين يتراوح ما بين 320 و360 دينار حسب المتحدث وهو السعر الذي اعتبره بالمعقول وأي زيادة فوق ذلك فهي غير معقولة وذلك لأن أسعار مادة الصوجا يُنتظر أن تنخفض بعد حوالي شهر بنسبة 20 بالمائة.