عرفت أسعار الدواجن واللحوم البيضاء، خلال الأيام الأخيرة، بمختلف الأسواق عبر الولايات، ارتفاعا كبيرا مقارنة بالأيام والأشهر الماضية، حيث بلغ سعر الدجاج سقف 480 للكلغ، في حين تراوح السكالوب بين 750 و800 دينار للكلغ، وهو الأمر الذي أدى إلى انزعاج المواطنين خاصة من ذوي الدخل الضعيف والمتوسط، الذين عبروا عن استيائهم من هذا الصعود المفاجئ في الأسعار، الذي بدأ بالمواد الغذائية وانتقل إلى الخضر والفواكه ليصل اليوم إلى الزيت والدجاج بعدما دخل "السردين" في قائمة الممنوعات بعدما تجاوزت أسعاره 1000 دج.. أثار ارتفاع أسعار الدجاج واللحوم البيضاء، في مختلف ولايات الوطن، استياء وتذمر معظم العائلات، وهو ما وقفت عليه "الشروق" خلال الجولة الاستطلاعية التي قادتها على بعض الأسواق بالعاصمة، كما اطلعت على أسعار الدجاج في بعض الولايات الأخرى، على غرار قسنطينةوعنابةوسكيكدة، إذ وجدت أنّ الأسعار جميعها مرتفعة، فبعد أن كان الدجاج قبل أيام يتراوح ما بين 300 و340 دينار للكلغ، هاهو اليوم يقفز ليتراوح ما بين 430 و480 دينار للكلغ.. ففي قسنطينة، بلغ أمس، 460 دينار، في حين تراوح السكالوب ما بين 750 و800 دينار، إذ أصبح يقارب سعر اللحوم الحمراء. أما في سكيكدة، فتراوح سعر الدجاج ما بين 430 و460، وهي نفس الأسعار في عنابة. أما في العاصمة، فقد بلغ خلال اليومين الأخيرين سقف 480 دينار، أمّا السكالوب فقد بلغ سقف 850 دينار، لدى بعض المحلات المختصة في بين اللحوم، في حين تراوح ما بين 750 و800، في الأسواق، وهو الأمر الذي استنكره المواطنون والتجار على حد سواء، الذين أكدوا "للشروق"، أنهم يجهلون سبب هذا الارتفاع المفاجئ في أسعار الدجاج، وعبروا عن تذمرهم وانزعاجهم من هذا الأمر، خاصة وأن صعود الأسعار لم يشمل الدجاج واللحوم البيضاء فقط، وإنما مس جميع المنتجات الغذائية من مواد غذائية وخضروات وفواكه وزيوت، واستغربوا في سياق ذي صلة، أن ترتفع الأسعار بهذا الشكل، ومن دون أي سابق إنذار أو توضيح لهم عن الأسباب.. من جهتهم، نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أطلقوا الأربعاء، حملة فايسبوكية تحت شعار "خليه يربي الريش"، حيث دعوا من خلالها إلى مقاطعة شراء الدجاج واللحوم البيضاء وكذا جميع المنتجات التي ارتفع سعرها، حتى تعود إلى ما كانت عليه في السابق، خاصة وأن شهر رمضان الكريم، كما ذكروا، على الأبواب، وهذه الأسعار المرتفعة لا تناسب قدرتهم الشرائية وجيوبهم. وللاستفسار عن أسباب ارتفاع وصعود أسعار الدجاج، اتصلت "الشروق" برئيس جمعية مربي الدواجن، عيد نور الدين، الذي صرّح لنا بأن ارتفاع أسعار الدجاج راجع إلى سببين: الأول، أنّ المادة الأساسية وهي "الصوجا" التي تعتبر الغذاء الرئيس للدواجن، انقطعت منذ مدة، كما ارتفع سعرها إلى الضعف، حيث بلغ مليونا و2000 دينار للقنطار. وأضاف المتحدث أن أصحاب المصانع لم يقدموا الدعم الكافي للمربين. وتوقع عيد نور الدين أنّ الأسعار ستظل مرتفعة في الأيام الأولى من شهر رمضان، لتعود إلى الانخفاض مجددا بداية من الأسبوع الثاني للشهر الفضيل، لكن هبوط أسعار الدجاج سيكون تدريجيا، في حين إنه سيستقر بعد مرور شهرين تقريبا حين يتراوح، كما ذكر محدثنا، ما بين 320 و360 دينار، وهو السعر الذي اعتبره عيد، بالمعقول، وأي زيادة فوق ذلك فهي غير معقولة، وذلك لأن مادة "الصوجا" ستنخفض بعد حوالي شهر ونصف حسب المتحدث، بنسبة 20 بالمئة. للإشارة، فقد ذكر رئيس جمعيات مربي الدواجن، أنهم قاموا بإنجاز دفتر شروط خاص بمعالجة ومناقضة الأسعار، في انتظار إنجاز دفتر شروط آخر يتعلق بالأمهات التي تنجب الصيصان، حتى يتمكنوا من ضبط الأسعار وخفضها، وتستغرق العملية حسب عيد حوالي سبعة أو ثمانية أشهر، أين ستبلغ فيها أسعار الدجاج أدنى مستوياتها.