الأستاذ محمد الأمين آدم يصدر باكورة أبحاثه كتاب عن يهود مدينة الجزائر نهاية العهد العثماني صدر أخيرا عن دار يوتوبيا للنشر والتوزيع بالجزائر أول كِتاب للباحث الأستاذ محمد الأمين آدم موسوم يهود مدينة الجزائر نهاية العهد العثماني يحوي 180 صفحة ويتوزع محتواه على مقدمة وأربعة فصول واستنتاج. وقد قدم له المتخصص في التاريخ أستاذ التعليم العالي البروفيسور الدكتور إبراهيم سعيود. إن فترة الحُكم العثماني في الجزائر من أهم المحطات التاريخية التي لا تزال الأبحاث والدراسات مكثفة حولها لما حملته من أحداث كثيرة وشائكة.. وقد تشكلت معالم الدولة الجزائرية إبان الحُكم العثماني حيث شهدت الجزائر تحولات عميقة في المجالات الاجتماعية والثقافية والسياسية.. ومن أهم الأقليات في مدينة الجزائر تحديدا الأقلية اليهودية التي استطاعت أن تثبت أقدامها شيئا فشيئا بعد ما وطئت هذه الأرض الطيبة وخضع اليهود إلى أحكام أهل الذمة وهذه الأحكام تمنح أهل الكِتاب المقيمين في أراضي الإسلام تسيير شؤونهم وحمايتهم مقابل دفعهم الجزية.. واستطاعت هذه الطائفة بفضل الحرية الممنوحة لها فرض وجودها داخل مدينة الجزائر خاصة لتكون من أهم الفاعلين في الساحة خلال تلك الفترة التي عرفت تراجع الأسطول البحري الجزائري الذي كان يفرض هيبته في حوض البحر الأبيض المتوسط وأمام الضعف المستشري في الحُكم حينذاك استطاع اليهود رغم قلة عددهم الوصول إلى صناع القرار ويصبحون فيما بعد من أهم الفاعلين في صناعة القرار داخل الجزائر ويتحكمون في السياسة التجارية والخارجية للجزائر ويكونون مفتاحا لكل المعاملات التجارية والاقتصادية ويتفوقون في ذلك على المسلمين. وأمام ذاك التسلسل الزماني والتسارع في الأحداث أنجز الباحث محمد الأمين آدم دراسة علمية وهي موضوع الكِتاب الصادر حول يهود مدينة الجزائر بين التأثير الاجتماعي والفاعلية الاقتصادية نهاية العهد العثماني وهي الفترة التي شهدت تغير موازين القوى وتراجع الجزائر.. لقد ساهم اليهود في إضعاف الدولة حينذاك نظرا لتدخلاتهم المباشرة في الحُكم وقد ربطوا شبكة علاقات مع البُلدان الأوروبية واحتكروا الممارسات التجارية والمعاملات المالية وتغلغلوا في جميع المجالات حيث شاركوا بوضوح تام في إسقاط الدولة الجزائرية حفاظا على مصالحهم الخاصة وليس من أجل الاستقرار السياسي في الجزائر. إن موضوع اليهود في مدينة الجزائر يحتاج موسوعات دقيقة من أهل الاختصاص والخبرة والأمانة العلمية.. والكِتاب الصادر يحيط بجزء مهم جدا بتاريخ مدينة الجزائر الحديثة حيث لعب اليهود الأدوار السياسية الكبرى وفرضوا الهيمنة وحدث ما حدث من تقديم الجزائر لقمة سائغة للمستدمر الفرنسي ولو لا شجاعة أحرار الوطن المفدى لظل الجزائريون تحت نير حُكم غاشم جلبه اليهود .