مفاوضات "الجوّية الجزائرية" ومستخدميها تنطلق اليوم تذبذب الرّحلات الجوّية يتواصل رغم نهاية الإضراب ما تزال العديد من العائلات الجزائرية، خاصّة المغتربة عالقة بمختلف مطارات أوروبا بالرغم من قرار إنهاء الإضراب واستئناف نشاط الخطوط الجوّية الجزائرية بعد شلل أحدثه عمال الملاحة التجارية دام لمدة 4 أيّام جعلت من الرّحلات الجوّية من وإلى الجزائر تعرف ارتباكا في الوقت الذي ظلّ فيه المسافرون ينتظرون وعلامات السخط والتذمّر بادية على وجوههم، غير أن الأمر لم يقتصر على هذا الحدّ، بل امتدّ المشكل ليشمل حتى أولئك الذين حجزوا تذاكرهم منذ فترة بعد انتهاء فترة الإضراب، حيث أجّلت العديد من رحلاتهم دون أيّ سابق إنذار بغية تمرير كافة المسافرين العالقين من قبل ليأتي دور البقية· وبالرغم من انفراج أزمة الخطوط الجوّية الجزائرية بعد تدخّل الحكومة التي دعت إلى وقف الإضراب واللّجوء إلى الحوار والتشاور كبديل للتشاور من أجل تلبية مطالب العمّال المضربين بعد دراستها، غير أن توابع وتأثير الأزمة ما تزال جلية في بعض الخطوط، حيث امتدّ المشكل ليشمل حتى أولئك المسجّلين ضمن قائمة المسافرين ما بعد الإضراب· فبعد تصريف العائلات المغتربة سواء من دول أوروبية أو حتى من مطار الجزائر الدولي بعدما دخلت الخطوط الجزائرية من جديد في الخدمة، يجد مسافرون آخرون أنفسهم مجبرين على تحمّل تبعيات الإضراب الذي امتدّت نتائجه السلبية لتشمل حتى المسافرين الذين كانوا مسجّلين خلال فترة الإضراب· وقد اضطرّ العديد من المسافرين من الجالبة الجزائرية بديار المهجر إلى الانتظار لساعات طويلة بمطارات فرنسا وليون بالتحديد بعد تأجيل الرّحلات المبرمجة لهم، في الوقت الذي أخطروا فيه بأن إدارة الخطوط الجوية الجزائرية قرّرت إجلاء كامل المسافرين العالقين من وإلى الجزائر ثمّ ليصل دور المسافرين المسجّلين الجدد، وهو الأمر الذي تسبّب في تذمّر العديد من المسافرين الذين كانوا رفقة عائلاتهم بمختلف المطارات في الوقت المحدّد ليجدوا أنفسهم مجبرين على تحمّل ساعات طويلة وصلت إلى غاية حوالي ال 10 ساعات أخرى وهي فترة أشار البعض إلى أنها قاسية ولا تطاق، خاصّة في مثل فصل الحرّ هذا في الوقت الذي لم يتحمّل فيه الأطفال والمرضى مشقّة الانتظار· يذكر أن عمّال الخطوط الجوّية الجزائرية قد استأنفوا عملهم صبيحة يوم الجمعة بعد إضراب دام لمدّة 4 أيّام، تنديدا منهم بظروف العمل التي لا تتوافق وطبيعة مهنتهم، وذلك بعد تدخّل الوزير الأوّل أحمد أويحيى الذي دعا إلى الحوار والعودة إلى العمل بعد التطمينات التي قدّمها حول الاستجابة لجميع المطالب المرفوعة· وقد شهدت مختلف مطارات الوطن أمس وأمس الأوّل حركية فقدتها لمدّة 4 أيّام جعلت المسافرين القادمين إلى أرض الوطن من المغتربين والذاهبين منها يعيشون على أعصابهم طيلة الفترة بعدما عبّروا عن تذمّرهم من القضية التي تزامنت والعطلة الصيفية التي تشهد توافدا منقطع النّظير للجالية الجزائرية المتواجدة بديار المهجر وبعض من السياح الذين اختاروا زيارة الجزائر هذه السنة كوجهة مختلفة عن تونس ومصر بالنّظر إلى الأحداث الأخيرة التي شهدتها تلك المناطق التي كانت تستهوي سياح أوروبا· وكان مستخدمو الطيران التجاري للخطوط الجوّية الجزائرية باستثناء الطيّارين والفنّيين قد دخلوا في إضراب عن العمل يوم الاثنين الماضي مطالبين بقانون خاص، على غرار الفنيين منهم وكذا إعادة تقييم أجورهم وحقوقهم السوسيومهنية، وهي الفترة التي جعلت الجوية الجزائرية في حرج اتجاه زبائنها، ممّا جعلها تتّخذ إجراءات من أجل نقل أكبر عدد من مسافريها بعدما شكلت خلية أزمة بمركز التنسيق للعمليات على مستوى مطار هواري بومدين الدولي لمواجهة الوضع ولجأت إلى شركات أجنبية لنقل مسافريها، بعدما تقرّر تأجير طائرات بكلّ طاقمها لدى شركات النقل· ** المفاوضات المباشرة تبدأ اليوم تنطلق مفاوضات (مباشرة) بين شركة الخطوط الجوية الجزائرية ومجموعة مستخدمي الطيران التجاري (مضيفو ومضيفات الخطوط الجوّية) التي استأنفت العمل يوم الجمعة بعد أربعة أيّام من الإضراب اليوم الأحد، حسب ما أعلنته وزارة النقل أمس السبت في بيان لها· وأفاد البيان بأن (المفاوضات المباشرة بين الطرفين ستنطلق يوم الأحد 17 جويلية 2011)· وقد أبرم الطرفان في وقت متأخّر من ليلة يوم الخميس إتّفاقا لوضع حدّ لهذا الإضراب الذي تمت مباشرته دون سابق إنذار، والذي تسبب في معاناة آلاف المسافرين العالقين في المطارات الجزائرية والدولية· كما أشارت وزارة النقل في بيانها إلى أنه تم إبرام هذا الاتّفاق الاستعجالي بعد مشاورات حثيثة بين وزير النقل والرئيس المدير العام لشركة الخطوط الجزائرية بتوجيه متواصل من الوزير الأول والدور الذي اضطلع به الأمين العام للإتحاد العام للعمال الجزائريين· وأضاف ذات البيان أنه بعد 24 ساعة من استئناف الرحلات عادت الوضعية أمس السبت (إلى طبيعتها عبر كامل شبكة الخطوط الجوية الجزائرية)· كما أكّد بيان وزارة النّقل أنه فيما يتعلّق بتطبيق اتّفاق يوم الخميس فإن (مستخدمي الطيران التجاري استأنفوا عملهم بالفعل وتمّ الغاء عقوبات الطرد إبتداء من تاريخ 16 جويلية 2011 وستنطلق المفاوضات المباشرة اليوم الأحد)· وذكرت الوزارة أن الاتّفاق يتضمن (أوّلا) استئناف عمل مستخدمي الطيران التجاري ثمّ رفع عقوبات الطرد التي تمّ اتّخاذها في (حقّ بعض أعوان) هذه الفئة، وأخيرا (مواصلة المفاوضات حول الأجور بين الطرفين إبتداء من الأسبوع المقبل)· في ذات البيان ذكّرت وزارة النقل بالإجراءات التي اتّخذت للتخفيف من الأثار التي تسبّب فيها إلغاء العديد من الرّحلات،لا سيّما معاناة أفراد الجالية الجزائرية في الخارج الذين بقوا عالقين في قاعات الانتظار وخاصّة في المطارات الفرنسية· وأشار البيان إلى استئجار 10 طائرات إلى غاية يوم الخميس وبرمجة في نفس اليوم 46 رحلة إضافية تمّ منحها لشركات أجنبية في إطار الاتّفاقات السارية المفعول و(حشد كلّ الإمكانيات البحرية المتوفّرة) على مستوى المؤسسة الوطنية البحرية لنقل المسافرين