الشيخ أبو اسماعيل خليفة أيام عصيبة مثخنة بالجهد مرت على أولادنا وبناتنا طيلة عام دراسي فيه ما فيه من الجهد والصبر والتعب والسهر تكللت بامتحانات نهائية ومهما هوَّن التربويون في فترة ما بعد الامتحانات إلا أنها لا تزال أياماَ تتغير لها الأجواء وتجند لها الأذهان فتصبح هماً وهاجساً للآباء والأمهات والبنين والبنات وخاصة نتائج الإمتحانات والإختبارت.. وما أدراك ما نتائجها؟... فالإمتحانات صعبة وفترة انتظار النتيجة أصعب.. بل هي أصعب من الدراسة نفسها لأنهم لا يعرفون مستقبلهم مما يضعهم في حالة نفسية صعبه وللأسف إنها فترة تُوجِد في كثير من الأسر فجوة وصدعاً في علاقة الآباء بأولادهم ذكورهم وإناثهم إلا من رحم الله. ومن هنا لا بد من كلمة موجزة عن استثمار فترة ما بعد الامتحانات بغية النجاح في الامتحانات الأصعب والتحديات المتصاعدة الأخرى.. فليعلم الجميع أن أكثر ما يقلق الممتحنون هم أولياؤهم حيث يلاحظ أنه كلما زاد توتر الوالدين انعكس ذلك على الآبناء والبنات وينتج عن ذلك عواقب وخيمة تأخذ الإبن أو البنت للشعور بالخوف مما ينتج عنه مشاعر اليأس والإحباط وقد يتطور ذلك إلى ما لا تحمد عقباه.. والله نسأل العافية. لذا عليكم أيها الآباء والأمهات في هذه الفترة دور كبير في التقليل من أهمية الامتحان فهو لا يعني سوى حلقة عادية في حياة كل إنسان ويجب أن توجهوا أبناءكم إلى أنشطة علمية أو فكرية أو رياضية وتعمّقوا فيهم الشعور بأن هذا الامتحان لن يكون الأخير في حياتهم ومن جهة أخرى يجب عليهم أن يضعوا في اعتبارهم دائما معادلة الفشل والنجاح فالفشل مرحلة من الطبيعي على كل إنسان أن يعيشها كما أن النجاح في الدراسة لا يعني بالضرورة النجاح والتوفيق في الحياة والفشل أيضا كذلك. وجزى الله الشاعر محمد الحافظ بن دياها حين قال: لاَ تَحْسَبَنَّ الْبَاكَ آَخِرَ فُرْصَة * وَانْظُرْ إلى الْآبَاءِ وَالْأَجْدَادِ كَمْ فِيهِمُ مِنْ عَالِم مُتَصَدِّر * أَوْ مُكْرَم باْلْمَالِ والْأَوْلاَدِ فَإِذَا نَجَحْتَ فَأَلْفُ أَلْفِ مُبَارَك * وَإِذَا رَسَبْتَ فَذَاكَ أَمْرٌ عَادِي كما يجب عليكم أن تغرسوا في نفوسهم أنهم كما تحملوا هم إمتحانات الدنيا عليهم أن يستعدوا للامتحانات الإلهية التي تواجههم وليكثفوا تواجدهم بين أوساط المجتمع بشكل فعّال والقيام بادوار اجتماعية وخيرية وإنسانية لا أن يفكروا فقط بنتائج الامتحانات في حين يفترض أن يكون النجاح في المدرسة وفي المجتمع في وقت واحد. وفي الأخير عليكم أن تتفهموا نفسية أبنائكم وبناتكم وإمكانياتهم الخاصة وان تسلكوا سلوكاً داعماً ومشجعاً يجعلهم يشعرون بأن الامتحانات فرصة لاجتياز مرحلة وليست كابوساً.. نتمنى للآباء والأمهات أن يتعاملوا بأفضل طريقة مع أبنائهم وبناتهم.. ونتمنى للطلاب الأعزاء كل التفوق والنجاح.