أيها المباركون: ونحن نستقبل الموسم الدراسي الجديد حيث فُتحت المدارس أبوابها أمام أبنائنا وقرةِ أعيننا وعدّةِ مستقبلنا وذخيرةِ بلادنا وأمل مجتمعنا في التقدم والرقي والازدهار. فماذا نتمنى لأبنائنا وبناتنا ولمعلميهم وأساتذتهم؟.. لا شك أننا نتمنى لهم سنة طيّبة سعيدة مليئة بالنشاط والجّد والإجتهاد ونيل أحسن الدرجات والشهادات إن شاء الله. ولكن لا يخفى عليكم أن الموسم الدراسي لا يكون ناجحا إلا إذا وجد التعاون بين البيت والمدرسة والشارع فإذا لم يقم الأب في البيت بمسؤوليته على الوجه الأكمل فربما انحرف الولد وعندئذ لا ينفع مع الولد توجيه ولا يجدي في تقويم اعوجاجه معلم لذا حمّل الإسلام الآباءَ والأمهاتِ مسؤوليةَ التربية. فعليكم أيها الآباء والأمهات مراعاةِ أولادكم وحمايتَهم من ضياع الوقت وانحراف العمل والسلوك تفقدوهم في كل وقت وامنعوهم من معاشرة ومصاحبة من يُخشى عليهم منه الشر والفساد فإنكم عنهم مسئولون وعلى إهمال رعايتهم وتأديبهم معاقبون. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته . أيها المعلمون والأساتذة: لقد أعطاكم الإسلام مكانتكم ورفع درجتكم وذلك لأن عليكم لأمتكم ومن يتعلمون منكم حقوقا عظيمة فقوموا بها لله مخلصين وبه مستعينين ولنصح أبنائكم ومن يأخذون العلم عنكم قاصدين أخلصوا في التعليم وامتثلوا أمام طلبتكم بكل خلق فاضل كريم فإن المتعلم يتلقى من معلمه الأخلاق كما يتلقى منه العلوم. وإذا المعلم ساء لحظ بصيرة * جاءت على يديه الأبصار حولا ويا أيها الطلبة يا من أنتم على مقاعد الدرس والتحصيل وفي جوّ العلم ومحرابه المقدس احرصوا على طلب العلم لغاياته الكريمة وأهدافه السامية والتي تعود عليكم كأفراد بالخير والرفعة وعلى أمتكم بالتقدم والرقيّ والإزدهار. وتذكروا دوما قول الله عزّ وجل: واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم . البقرة:182.. دخول موفق وعام دراسي مليء بالنشاط والعمل الجاد مع دوام الصحة والعافية بحول الله وقوته.. اللهم اشرح صدورنا وصدور أبنائنا وبناتنا للإيمان وافتح قلوبنا وقلوبهم للعلم والمعرفة واجعل النجاح حليفهم في موسمهم الدراسي.