تتساءل الكثيرات بما أن الأمر يخصّهن ويتعلق بهن بصفة مباشرة عن كيفية قضاء شهر الرحمة على متن وسائل النقل التي أصبحت تستقلها جراثيم بشرية بكل ما توحي به العبارة من معاني، بسبب ما هو متفشي فيها من تحرشات بالنسوة والتصاق بهن على مر المشوار، لاسيما وأن بعضهن متيقنات من استمرارها من طرف بعض منعدمي الضمير الذين تستعبدهم شهواتهم ونزواتهم حتى خلال الشهر الفضيل. وهي الطامة الكبرى بالنسبة لهؤلاء النسوة وهن صائمات خاصة وان تلك الأفعال من شانها أن تؤثر سلبا عليهن، وهي سلوكات منحطة ضقن منها ذرعا في الأيام العادية وتحملنها عن كره لتفادي المشاكل التي من الممكن أن تنجر في حال احتجاجهن، لكن ليس هناك ما يجبرهن على تحملها في أيام التوبة والمغفرة التي يستجدي فيها الكل الله سبحانه وتعالى لتقبل صيامهم وقيامهم، ومن شأن تلك الممارسات أن تعكر أجواء الصيام وتزعج الفتيات والنساء أثناء تنقلهن إلى عملهن وإلى قضاء مشاغلهن خارج المنزل. اقتربنا من بعض السيدات لرصد آرائهن حول المشكل الذي بات يزعجهن بكثرة بفعل تصرفات طائشة صادرة من بعض منعدمي الضمير فأعربن عن تخوفهن من استمرار الظاهرة من طرف بعض الطائشين خلال أيام الشهر الفضيل، منهن السيدة فريدة التي قالت أنها تعرضت إلى العديد من المواقف المماثلة ووصلت إلى حد تعرضها إلى الضرب من طرف احد المتهورين بعد أن طلبت منه الابتعاد عنها والكف عن ملامستها فراح ينعتها بأقبح الصفات ودفعها بقوة، ولولا مسكها من طرف النسوة لسقطت إلى خارج الحافلة وتضررت، مما أرعبها كثيرا وصارت لا تتكلم وتلتزم الصمت وتتعمّد جلوسها بجانب النسوة وتتفادى حتى الوقوف بجانب الرجال لتفادي الوقوع في مثل تلك المشاكل التي أضحت تقع على رؤوس النسوة على متن وسائل النقل. أما الآنسة أمال، وهي فتاة عاملة، فقالت أن الممارسات التي أضحت الحافلات مرتعا خصبا لها فاقت الحدود والتصورات، فماذا بقي بعد تجرؤ بعض الشاذين على إظهار عوراتهم داخل الحافلات والتحرش بالنسوة على مرأى ومسمع الراكبين من الرجال؟! وقالت أنها في مرة راحت إلى انتهاز فرصة توقف الحافلة أمام الحاجز وأخبرت أعوان الشرطة بما يفعله احد الأنذال بحق امرأة فما كان عليهم إلا إنزاله وتحفيظه درسا لن ينساه. ولو اتخذت تلك الإجراءات في حق كل من تسول له نفسه الاعتداء على حرمة العائلات والمساس بشرف بناتها لقضينا على تلك الظواهر المشينة التي ملأت حافلاتنا، وحسب الآراء لا يشك الكل في استمرارها لاسيما وان المقدمين على تلك الأفعال لا ملة ولا أخلاق لهم، ولا يعرفون للحياء معنى، فكيف تسمح لهم ضمائرهم بالتعدي على البنات، وهل سيتقبّلون يوما ما تعرض أمهاتهم أو أخواتهم أو بناتهم إلى نفس المصائر من طرف الغير؟ ولو فكروا مرة بتلك الأمور لأقلعوا عن تلك السلوكات الشيطانية في الحال.