ذئاب بشرية تنهش أجسادهن دون حسيب متشردات يتعرضن إلى الاغتصاب في الشوارع هي أمور لا يتقبلها لا العقل ولا المنطق إلا أنها مست شريحة أقل ما يقال عنها إنها شريحة محرومة من كل الجوانب وزادت تلك الأفعال من مأساتها على مستوى الشوارع، هي فئة المتشردات اللواتي يتعرضن إلى أبشع صور العنف والاستغلال، ليكن ضحايا للمجتمع في الأول، ويليهن ضحايا آخرون، بفعل ما تفرزه عمليات الاغتصاب التي يتعرضن إليها بدليل تنقلهن في العديد من المرات وهن حوامل دون أدنى ضمير من مرتكبي الجرائم بحقهن، والتي تعد جرائم فظيعة، فهن على الرغم من الحالة التي يتجرعنها لهم الحق في حفظ كرامتهن والدفاع عن حقوقهن مثلهن مثل باقي البشر· ويعد عدم انتشالهن من تلك البؤر من بين الأسباب والظروف الممهدة لتعرضهن إلى مثل تلك الجرائم اللاأخلاقية بحيث يكن لقمة سهلة بين يدي البعض ويكن عرضة لكل أشكال العنف وحتى الاغتصاب بدليل تنقلهن بتلك الهيئة الرثة والمهينة الناجمة عن احتكاكهن الدائم بالأرصفة، إلا أنهن على الرغم من تلك الحالة البائسة شكلن مطمعا للبعض بعد مساومتهن وإغرائهن ببعض من المال، بل حتى عنوة عنهن وراحت بعضهن إلى إيجاد الحلول علهن يسلمن من تلك التحرشات وصارت بعض الهيئات الرسمية على غرار مراكز الأمن وكذا مراكز البريد أماكن آمنة لمبيت المتشردات بحثا عن الأنس والحماية في ظل الوحدة القاتلة التي يعانين منها· وعادة ما ينتشرن في الأماكن التي تتميز بحيويتها طول النهار قصد التخفي من وراء الناس لتفادي الغدر بهن من طرف أناس باعوا ضمائرهم، إلا أنهن على الرغم من تلك الحيل المنتهجة بطرقة عفوية من طرفهن لحماية أنفسهن إلا أنهن لم يسلمن من التحرشات الجنسية تحت طائلة التعنيف، ولو كان الاعتداء الجنسي حاصلا من شخص واحد لهان الأمر وإنما تتعدد الاعتداءات عليهن من طرف جماعات دون أدنى تفكير من الخطورة المتربصة بهن وربما تعرضهن إلى الموت· ذلك ما تعرضت إليه إحداهن في الأيام الأخيرة على مستوى منطقة باب الوادي، وما استقصيناه من إحدى النسوة التي شهدت الواقعة بعد مرورها مبكرا من ناحية كيتاني، بحيث وجدت تلك المتشردة المسكينة التي تجاوزت العقد الثالث بسنوات، والتي عرفت بتنقلاتها على مستوى المنطقة وحومها على مركز الأمن الحضري الخامس بباب الوادي في وضعية يرثى لها من دون ملابس بعد أن جردت منها من طرف هؤلاء الوحوش، علما أن عدد المعتدين عليها هم خمسة شبان تداولوا عليها واغتصبوها الواحد تلو الآخر دون رحمة أو شفقة أو احترام لمبادئ الإنسانية، وزادوا حالتها سوءا على سوء، وكانت محدثتنا تسرد الواقعة والدهشة تعقد لسانها، فكيف لهؤلاء أن يطمعوا في متشردة تلاعبت بها الظروف ورمتها هنا وهناك ليزيدوا هم من مأساتها ولكي تكون النتيجة الحتمية حملها بعد شهور وتخليف ضحايا آخرين· بحيث تتعدد الإفرازات السلبية لتلك الظواهر المأساوية والتي من شأنها أن تؤثر في الأول والأخير على كامل المجتمع، فمن أين لها ولكثير من مثيلاتها أن يتكفلن بالمواليد الجدد، فلا حالتهن النفسية ولا ظروفهن الاجتماعية المزرية تسمح لهن بذلك، وترددت تلك الواقعة على أفواه الجميع بذات المنطقة خاصة وأن الاعتداء على المتشردات هو آخر ما كانوا يتوقعونه، ولم يصدق الكل القصص التي كانت تذاع هنا وهناك إلا بعد الوقوف على تلك الواقعة مؤخرا بمنطقة شعبية معروفة· اقتربنا من إحداهن على مستوى البريد المركزي تدعى سميرة ولم نتمكن من الحديث معها بسهوله خاصة وأنها تتميز بسلوك عدواني بعض الشيء بسبب نقمتها على المجتمع وعلى كل من حولها، جمالها الأخاذ تسبب لها في الكثير من المضايقات ولولا تدخل الأمن لحمايتها في كل مرة لكانت ضحية اغتصاب من قبل شبان لا يعرفون سوى المساومة الجنسية، مستطردة في سرد مستور حياتها قائلة إنها هربت من وهران نحو الجزائر العاصمة بسبب قسوة زوجة أبيها بعد موت أمها، وليس لها أي وثيقة بحوزتها، لتكشف من جهة أخرى واقع إحدى زميلاتها المتشردات القادمة من باتنة والتي حملت منذ أشهر بطريقة غير شرعية ووجدت نفسها تحت رحمة العراء، وقالت إن الكثيرات يحملن ويضعن في ظروف غامضة على إثر تعرضهن لتحرشات جنسية ومضايقات لا تعد ولا تحصى والتي مست كثيرات منهن في السنوات الأخيرة