عرفت حوادث المرور ارتفاعا محسوسا عبر التراب الوطني، منذ حلول شهر رمضان، في الوقت الذي تشير فيه أغلب الآراء والإحصائيات، أن جلّ الحوادث تسجل سويعات قبل موعد الإفطار لأسباب عديدة، أهمها الإرهاق وقلّة التركيز بسبب السهرات وقلة النوم، إلى جانب الإفراط في السرعة من أجل استدراك الآذان للوصول إلى المنزل في الموعد· هذا، ناهيك عن مسببات كلاسيكية أخرى، وقد تم تسجيل 27 قتيلاً في ظرف 4 أيام من أصل 83 حادث مرور أدى إلى جرح 169 شخصاً· تشير كافة الإحصائيات الأخيرة حول حوادث السير، أن هذه الأخيرة شهدت ارتفاعا محسوسا خلال الأيام الأخيرة الماضية، المصادفة لشهر رمضان المعظم، بحيث ارتفعت إلى 83 حادث مرور في فترة لا تتعدى أربعة أيام، مما أسفر عن وفاة ما لا يقل عن 27 شخصاً، وجرح 169 آخرا عبر التراب الوطني، وتعود أغلب الحوادث المسجلة ما بين الساعة السادسة إلى الثامنة مساء، إلى القلق، النرفزة، كثرة السهرات وقلة النوم إلى جانب الإرهاق من تعب عمل اليوم، وما يقابله من الافتقاد للقهوة والتدخين اللتان تعتبران بالنسبة للبعض كالمخدرات· دون ذكر سبب الإفراط في السرعة قبيل موعد الآذان من أجل ربح الوقت والوصول إلى البيت في الموعد قبل الإفطار بدقائق·· كلها أسباب تضاف إلى سابقاتها المعهودة مثل اللامبالاة، وعدم احترام قانون المرور إلى جانب تهاون المارة، وعدم استعمالهم للممر العلوي للراجلين، خاصة في الطرقات السريعة مثلما حلّ بمراهق داسته سيارة الأربعاء الماضي بالطريق السريع الرابط ما بين فوكة وبواسماعيل· من جهة أخرى، تشير إحصائيات نشاطات سرية أمن الطرقات التابعة للدرك الوطني، في حصيلة أسبوع عن وفاة مالا يقل عن 111 شخصاً، وأصيب 1361 آخرون بجروح، في 682 حادث مرور، عاينتها الوحدات خلال الفترة الممتدة من 27 جويلية إلى 2 أوت الجاري عبر مختلف مناطق الوطن· وأوضحت الحصيلة، أنه مقارنة بالفترة الماضية سجلت وحدات الدرك الوطني ارتفاعا في عدد الوفيات ب 41 شخصاً، وفي عدد الجرحى ب 92 جريحا، أما عدد الحوادث فارتفع ب 77 حادثاً· وتصدرت ولاية سطيف قائمة ولايات الوطن من حيث عدد الحوادث، بتسجيلها 86 حادثاً، متبوعة بولاية تيبازة ب 27 حادث مرور، ثم ولاية باتنة ب 25 حادثا، فولايات معسكر وعين الدفلى والشلف ب 24 حادث، تليها غليزان ب 23 حادث، في حين عادت المرتبة الأخيرة لكل من ولايتي تلمسان ووهران ب 22 حادثا· وتشير ذات الحصيلة أن من بين أهم الأسباب التي أدت إلى وقوع هذه الحوادث، فقدان السيطرة ب134 حالة، والسرعة المفرطة 119 حالة، والتجاوز الخطير 60 حالة، إلى جانب تورّط المارة ب44 حالة، وعدم احترام المسافة الأمنية ب 52 حالة، ناهيك عن انفجار العجلات ب 31 حالة· أما بخصوص الطرق الرئيسية التي تكثر فيها حوادث المرور، ذكر البيان الطرق الوطنية رقم 23 و45 و01 و 04 و 60 · وأخيراً الطريق الوطني رقم 2، لما يشهده هذا الأخير من تدفق كبير للمركبات واستغلالها للتجارة والتواصل بين الولايات· وفي سياق ذي صلة، لقي أربعة أشخاص حتفهم خلال حادث مرور خطير، وقع الأربعاء الماضي ببلدية عين أعبيد (قسنطينة)، حسبما علم أول أمس الخميس من مصالح الحماية المدنية· واستنادا لذات المصدر، فإن هذا الحادث المأساوي وقع على مستوى الطريق الوطني رقم 20 بسبب ارتطام عنيف بين سيارتين سياحيتين، وذلك نحو ساعة ونصف قبل الإفطار بالمكان المسمى مزرعة بوكبوس· وأشار ذات المصدر أيضا، إلى أن الضحايا الأربعة الذين تبلغ أعمارهم على التوالي 22 و32 و49 و63 سنة، تم نقلهم إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى المدينةالجديدة (علي منجلي) بقسنطينة· وأضاف ذات المصدر، بأن سبب هذا الحادث راجع إلى السرعة المفرطة وعدم احترام قوانين المرور·