لقي 180 شخصا حتفهم في 177 حادث مرور عبر التراب الوطني، بمعدل 6 ضحايا في اليوم، خلال شهر رمضان حسبما أكدته مصالح الحماية المدنية. علما أن معظم الحوادث تم تسجيلها في اللحظات الأخيرة قبل أذان الإفطار بسبب السرعة المفرطة للسائقين. كما أشارت المصالح الى وفاة أربعة أشخاص غرقا خلال نفس الشهر في الشواطئ التي منعت فيها السباحة. شهدت ولاية وهران عشية عيد الفطر حادث مرور دامٍ، أدى إلى وفاة 4 أشخاص تفحموا عن آخرهم في انفجار قارورة ''سير غاز'' بعد ارتطام سيارتين بالطريق الوطني رقم 11 ، على مستوى مدخل مدينة قديل شرقي وهران. كما لقي شخص آخر حتفه في حادث مرور بوادي تليلات في وقت يوجد فيه 4 آخرون تحت العناية المركزة بمستشفى وهران. ويبقى العامل البشري السبب الرئيسي لهذه الحوادث التي تكثر عادة مع اقتراب موعد الإفطار بلحظات، حيث يتسرع معظم السائقين المتأخرين ويلجؤون للقيادة بسرعة مفرطة مما يفقدهم التركيز في اغلب الحالات خاصة في آخر النهار من الصيام، حيث يكون الإنسان متعبا ويحس بالفشل بسبب انخفاض نسبة السكر في الجسم وقلة الحريرات مما ينقص حتما من طاقة السائق، وبالتالي السرعة المفرطة تفقده القدرة على التحكم في المركبة مما يتسبب في حوادث مرور جسمانية خطيرة ومميتة، بالإضافة إلى التجاوز الخطير في الطرق الضيقة وغيرها من الأسباب الأخرى الناتجة عن أخطاء السائقين والمارة على حد سواء وعدم احترام قانون المرور. علما أن معظم هده الحوادث التي تسببت فيها السرعة المفرطة أو التجاوز الخطير أدت الى انقلاب السيارات أو اصطدامها مع سيارات أخرى. ولا تزال حوادث المرور تحصد أرواح الكثير من مستعملي الطريق في الجزائر التي تصنف في قائمة الدول الأولى لحوادث المرور بتسجيل حوالي أربعة آلاف حادث مرور سنويا يخلف خسائر بشرية ومادية كبيرة، تشكل عبئا ثقيلا على خزينة الدولة عند تعويض الضحايا ولا تزال هذه الحوادث في تزايد مستمر بالرغم من الإجراءات المتخذة في سبيل التقليل منها، حيث برمجت مصالح الأمن والدرك الوطنيين منذ بداية شهر رمضان بالإضافة إلى عملها اليومي طيلة السنة العديد من البرامج الوقائية والحملات التحسيسية بهدف توعية السائقين بأهمية احترام قانون المرور والسياقة بطريقة عقلانية حفاظا على حياتهم وحياة كل مستعملي الطريق. وأصبحت حوادث المرور تعرف ارتفاعا يوما بعد يوم رغم الإجراءات الردعية التي دخلت حيز التنفيذ في سنة 2004 بعد صدور القانون القاضي بسحب رخصة السياقة في حال عدم وضع حزام الأمن الاجباري أو عدم احترام إشارة قف التي عادة ما يؤدي عدم احترامها الى حوادث خطيرة، بالإضافة الى مخالفات أخرى يسجلها جهاز الرادار عند السياقة بسرعة عالية. وحتى وإن كان فتح عدة أجزاء من الطريق السيار شرق - غرب وبداية تنفيذ التدابير التي جاء بها تعديل قانون المرور الذي دخل حيز التطبيق في شهر نوفمبر 2009 ساهم في التقليص من حوادث المرور في بعض الولايات بحكم الإجراءات الردعية المتخذة ورفع العقوبات وزيادة حجم الغرامات المالية المفروضة على المخالفين، فإن معدل هذه الحوادث لم يعرف انخفاضا كبيرا عن النسبة التي كانت عليها من قبل. ومن جهة أخرى؛ ذكرت آخر الإحصائيات للحماية المدنية أمس أن أربعة أشخاص لقوا حتفهم غرقا في شواطئ ممنوعة من السباحة خلال شهر رمضان، وهي حصيلة تضاف لتلك الحصيلة الثقيلة التي تم تسجيلها خلال فصل الصيف الذي شهد وفاة 115 شخصا منذ بداية شهر جوان الماضي. كما سجلت الشواطئ المحروسة هي الأخرى عددا كبيرا من الغرقى أغلبهم من المناطق الداخلية الذين توافدوا بكثرة على الشواطئ، خاصة خلال شهر جويلية بسبب انشغالهم بالمونديال في شهر جوان مما جعل الكثير من المصطافين يؤجلون عطلهم الى ما بعد المونديال ويقدمونها قبل حلول شهر رمضان. ولهذا الغرض جندت مصالح الحماية المدنية 10 ألاف عون للسهر على حماية الشواطئ ومراقبتها الى غاية نهاية شهر سبتمبر. علما أن عدد الغرقى من شهر جوان الى شهر جويلية فاق 122 غريقا عبر مختلف شواطئ الوطن. وتجدر الإشارة الى أن السباحة في البرك المائية والسدود تحصد سنويا أرواح عدد كبير من الأشخاص، خاصة منهم الأطفال، حيث سجلت الحماية المدنية منذ بداية شهر جوان إلى غاية جويلية 57 غريقا، منهم 11 شخصا في السدود، 11 في الوديان، 13 شخصا في البرك المائية، و12 غريقا في المسابح.