مديرة المركز الوطني للثقافة والفنون: هيبة الجزائر إبّان الوجود العثماني لا تزال عقدة لفرنسا قالت مسؤولة وباحثة جزائرية في التراث والآثار إن هيبة الجزائر إبّان الحقبة العثمانية شكلّت ولا تزال عقدة دائمة لفرنسا وهو ما يفسر تصريحات رئيسها إيمانويل ماكرون التي زعم فيها عدم وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي لها. وأضافت فايزة رياش مديرة المركز الجزائري للثقافة والفنون قصر رياس البحر في مقابلة مع وكالة الأناضول التركية أنه كلما كانت فرنسا على موعد أو حدث سياسي مثل الانتخابات تبدأ تهجماتها على الجزائر . وفي 2017 بدأ ماكرون فترة رئاسية من خمس سنوات ويتطلع للفوز بفترة ثانية في الانتخابات المرتقبة في أفريل 2022. وأرجعت الباحثة تصريحات ماكرون إلى رغبته في كسب أصوات العنصريين الفرنسيين على حساب كرامة وتاريخ الشعوب . وبحسب رياش فإن عداء فرنسا للجزائر واضح وليس وليد اليوم بل قديم ولن يزول لتجذّره في عقل السلطات الفرنسية . وتابعت: تصريحات الرئيس ماكرون الأخيرة ضد الجزائر تأتي من أجل كسب أصوات العنصريين الفرنسيين واستعطافهم وسعيا لنيل ثقتهم في انتخابات العام المقبل. وقالت الباحثة إن هذه ليست المرة الأولى التي تخرج فيها باريس بتصريحات معادية للجزائر والإسلام من أجل مصالحها الداخلية . وأكدت أنه ولا مرّة في تاريخنا حاولنا أن نجعل من الإمبراطورية العثمانية أو التبعية لها خاصة في المراحل الأولى احتلالا يقتل . وأردفت: ما كان يجمع بين الدول التي كانت تحت لواء الدولة العثمانية رابط قوي وهو الإسلام . ولفتت إلى أن الجزائر تعرضت في القرن 15 وبداية القرن 16 إلى الحملات الصليبية كالاحتلال الإسباني ما أدّى بالجزائريين إلى الاستنجاد بالإخوة بربروس عروج وخير الدين وكان لهم ذلك . وتابعت أن الإخوة بربروس طلبا الانضواء تحت لواء الإمبراطورية العثمانية وكان لهما ذاك . واشتهر قائدا البحرية العثمانية الإخوة بربروس خير الدين (1478-1546) وعروج (1470-1518) بمقاومتهما البحرية في شمالي إفريقيا والبحر المتوسط إبّان القرن ال16. وأوضحت رياش أن أوائل الفترة العثمانية شهدت تطور مدينة الجزائر من الناحية العمرانية والثقافية وخاصة من الجانب السياسي والعسكري . واستطردت: كل هذا التاريخ والتلاحم الذي كان بين الجزائر والإمبراطورية العثمانية يزعج فرنسا وما يزال يزعجها خاصة أن العثمانيين لم يقتلوا الجزائريين كما فعل المحتل الفرنسي . وختمت بأن تصريحات فرنسا دائما ما تمس تاريخ الجزائر وتحاول تشويهه وهذا يجعلنا نتشبث بماضينا ووطنا وندافع عن كل ما يمس كرامتنا وتاريخنا .