صدر عن دار النشر ''القصبة'' مؤخرا كتاب يتضمن السيرة الذاتية لخير الدين بربروس لصاحبه الدكتور عبد الله حمادي مدير مخبر الترجمة في الأدب واللسانيات بجامعة ''منتوري بقسنطينة. ويعد هذا الإصدار الذي جاء في 245 صفحة أول كتاب يتناول السيرة الذاتية لهذه الشخصية التي لها وزنها في تاريخ الجزائر، كما يعتبر ''مساهمة نقدية'' تعطي للباحثين والطلبة ورجال الثقافة المهتمين بتاريخ الجزائر لمحة شاملة عن حياة وأعمال خير الدين بربروس الذي كان يشغل منصب قائد أعلى للقوات البحرية العثمانية آنذاك حيث عين من من طرف الخليفة السلطان سليمان''. وقد اعتمد الباحث في عمله هذا على مخطوط يعود لأحد الكتاب غير المعروفين في القرن ال16 ظل محتفظا به بمكتبة باريس وهو المخطوط الذي تم تكريسه كلية لحياة خير الدين بربروس الذي كان يطلق عليه الاسبان والإيطاليون في تلك الفترة اسم ''بربروسة'' وذلك بسبب لون لحيته الطويلة. تقاسم خير الدين مهمة الدفاع عن الجزائر مع أخيه عروج، حيث كلفه بالذهاب لمساعدة العائلة الكبيرة لسليم تومي التي كانت تحكم الجزائر وضواحيها سنة 1573 وذلك لوضع حد للوجود الإسباني الذي بنى القلعة في موقع يسمى ب''الصخر''، حيث كانت تفرض على الجزائريين إتاوة إجبارية تدفع سنويا لملك إسبانيا فرديناند داراغون. وبعد تحقيق الانتصار خرج سكان الجزائر العاصمة في تلك الفترة بأعداد غفيرة عبر الشوارع لتحية وتأييد حاميهم عروج الذين أطلقوا عليه فيما بعد اسم ''بابا عروج'' الأب المحرر، طالبين إياه بالبقاء لحمايتهم من عقوبة ''مؤكدة'' من طرف ملك إسبانيا الذي فشل في إخماد التمرد واستعادة القلعة التي خسرها بالأراضي الجزائرية''. وهكذا اقترح خير الدين بربروس ولاءه للخلافة في الجزائر العاصمة مقابل تنصيبه الدائم، وهو الأمر الذي وافق عليه السكان المحليون وأفراد العائلة الحاكمة، حسبما أوضحه الدكتور حمادي في هذا الإصدار. وأشار الكاتب إلى أن العثمانيين الذين لم تكن أبدا تراودهم فكرة ضم الجزائر للامبراطورية سارعوا للوصول إلى عين المكان ومساعدة بربروس على بسط الحكم.