تنطلق اليوم بمدينة بجاية، أشغال الملتقى الدولي المخلد لذكرى مرور 500 سنة على وصول الإخوة بربروس إلى الجزائر، الذي يدوم ثلاثة أيام، منها يومان ببجاية واليوم الأخير بالعاصمة. ويحضر هذه التظاهرة التاريخية الأولى من نوعها، وفد رفيع المستوى من المؤرخين والباحثين المختصين في تاريخ البحرية العثمانية ومسؤولي الأرشيف التركي. وتشرف على تنظيم هذا الملتقى المديرية العامة للأرشيف الوطني بالتعاون مع قيادة القوات البحرية. وقد حل مساء أمس بمطار هواري بومدين بالعاصمة الوفد التركي، يتقدمهم نائب رئيس الوزراء التركي سابقا، والمستشار الحالي لرئيس الجمهورية التركية السيد إشلار إمر الله، والسيد أوغور أونال المدير العام للأرشيف التركي، إلى جانب مدير متحف البحرية بتركيا النقيب إلياس قولطاش والعقيد سرحان عراس، قائد المقر العام لقيادة البحرية التركية، رفقة 7 إطارات آخرين مختصين في التاريخ العثماني. وبعد مراسم الاستقبال بالمطار، تنقل الوفد التركي إلى مدينة بجاية، للمشاركة ابتداء من اليوم، وعلى مدار ثلاثة أيام في أشغال الملتقى الدولي المخلد لذكرى مرور 500 سنة على دخول الإخوة بربروس أرض الجزائر. وسيتم بعد غد الجمعة بالعاصمة استكمال اليوم الأخير من أشغال الملتقى، حيث سيزور الوفد التركي الحصن 23 ويتم استقبالهم من طرق قائد القوات البحرية اللواء محمد العربي حولي، يقومون خلالها بزيارة للمواقع الثقافية على مستوى مقر الأميرالية، والتوجه بعدها نحو المدرسة العليا للبحرية بتامنفوست شرق العاصمة، للاطلاع على هذا الهيكل التعليمي العسكري الهام ولقاء إطارات البحرية الجزائرية. وحسب رئيس خلية الاتصال بقيادة القوات البحرية بالنيابة المقدم بن متير منير، فإن الوفد سيقوم بزيارة على متن سفينة قاطرة أعالي البحار 703 «المسانِد» ليشرع بعدها في تنشيط ندوات تاريخية بجامعة بجاية لفائدة الطلبة وضباط البحرية من طرف باحثين أتراك وآخرين من جامعة الجزائر، تدور محاورها حول «نشأة الدولة العثمانية وبداية الصراعات»، «استغاثة أهالي الجزائر بالإخوة بربروس»، البحرية الجزائرية خلال العهد العثماني»، وكذا «العلاقات الجزائرية الخارجية مع القوى الكبرى إبان الفترة العثمانية»، «التنظيم الإداري للجزائر خلال العهد العثماني»، إلى جانب «العدوان الفرنسي على الجزائر ونهاية العهد العثماني». وحسب نفس المصدر، فإن هذه الندوات سيتم تنشيطها لاحقا بتركيا لتعميم الفائدة وإثراء هذا التراث التاريخي المشترك بين الدولتين تركياوالجزائر. وعلى هامش هذا الملتقى الهام والأول من نوعه، ستنظم 5 معارض تضم صورا ووثائق تعود للعهد العثماني، منها نسخ عن المراسلات بين أهالي الجزائر والباب العالي في تركيا وغيرها من الكتابات والمراجع التاريخية التي تتحدث عن هذه الحقبة المفصلية في تاريخ بلادنا. وسيشارك في التظاهرة باحثون أتراك، ينشطون الندوات ويثرون النقاش ومنهما البروفيسور إدريس بوستان، مختص في الإخوة بربروس والبحرية العثمانية، البروفيسور ياسمين نمليوغلو من جامعة إسطنبول مختصة في الخرائط البحرية العثمانية في القرن السادس عشر والبحر الأبيض المتوسط، إلى جانب البروفيسور أوزليم كومرولار من جامعة باهسليفلر مختص في العلاقات العثمانية الإسبانية والمغرب ما بين القرن السادس والسابع عشر، وأساتذة من جامعة الجزائر منهم الأستاذ صالح أكلي، مصطفى سنال، أسرة إيلوسهين، أكيف محمت.