تشكل مقاهي الانترنيت الوجهة المفضلة للعديد من الشباب، وذلك خلال السهرات الرمضانية الذين يقصدونها من أجل البحث عن التسلية وقضاء أوقات من الزمن تصل إلى غاية السحور، حيث تعتبر مواقع الألعاب والأغاني من ضمن أكبر الاهتمامات التي تجعلهم يدمنون على هذه الفضاءات غير مبالين بما تكلفه من مصاريف في ظل غياب مرافق أخرى للترفيه. تعتبر السهرات في رمضان أهم فترة والطابع المميز الذي يزيد من حلاوة هذا الشهر الكريم، وتضفي عليه متعة لا نجدها في باقي أيام السنة، خاصة بعد يوم كامل من الصيام والتي يسعى من خلالها الأفراد إلى استرجاع طاقاتهم، والحصول على نفس جديد، كما يحرص الجزائريون من جهتهم على الاستمتاع بها من خلال تسخير كل الوسائل واختيار أفضل الأماكن التي يمكن أن توفر لهم الراحة وتخلق جوا من السمر واللهو، وإذا ما قارنا بين الفئات العمرية فإننا نجد كيفيات قضاءها تختلف من شخص لآخر، وبالأخص شريحة الشباب الذين صارت مقاهي الانترنيت القبلة المفضلة لهم في شهر رمضان كسبيل لتمضية أوقاتهم في ''السهرة ''، فمباشرة عقب انتهاءهم من الإفطار يتسارع الشبان إلى هذه الفضاءات المتواجدة في أحياءهم فيقضون فيها ما تيسر من الزمن عبر إبحارهم في سلسلة مواقع خاصة بالتسلية وأخرى رياضية أومنوعات، وما يزيد من شعورهم بالنشوة هومرافقة الأصدقاء لبعضهم البعض إلى هناك من ''أولاد الحومة'' الأمر الذي يثير حماسهم ويجعلهم لا يحسون بمرور الوقت الذي يمتد لساعات طويلة من الليل، حيث يتعمدون البقاء في مقهى الإنترنيت إلى غاية السحور لاسيما، وأننا في فصل الصيف ولا مجال للنوم باكرا في ظل الحرارة المرتفعة التي تميز رمضان هذه السنة . تحميل الأغاني والألعاب تحتل الصدارة تختلف أسباب توجه الشباب الجزائري إلى مقاهي الانترنيت فكل واحد حسب رغبته حيث تتم عملية اختيار أنواع المواقع التي يراد زيارتها بناء على السن، المستوى التعليمي أوالثقافي، فمن الملاحظ أن اهتمامات المراهقين الذين يدرسون في الطور الابتدائي أو المتوسط تختلف تماما عن تلك الخاصة بالشباب، كما وتحتل مواقع الأغاني المعروضة عبر صفحات ''اليوتوب'' وكذلك ألعاب الفيديوالصدارة ضمن أولويات هؤلاء الزبائن، حيث نجدهم يختارون الجديد في عالم الأغاني الخاصة بفنانيهم المفضلين ليقوموا بعد ذلك بتحميلها في هواتفهم النقالة وجعلها رنتهم المفضلة أوتحميل أجهزة '' أم بي 3 '' و''أم بي 4 ''، وهوما أكده لنا ''زكرياء '' عامل بأحد مقاهي الانترنيت بشارع ''رضا حوحو'' حيث أصبحت هذه الفضاءات الوجهة التي تستقطب عدد معتبرا من الشباب كل يوم، وخاصة خلال سهرات شهر رمضان بغرض الترفيه عن أنفسهم، حيث يقضون فيها أوقاتا مختلفةا فكل حسب إمكانياته المادية وأغلبهم يبقون إلى غاية السحور، وعن المواقع الأكثر زيارة أضاف أيضا أن أغلب الزبائن يتوجهون مباشرة إلى مواقع ''اليوتوب'' من أجل الإصغاء إلى الأغاني ومشاهدة الفيديو كليبات الجديدة، بالإضافة لبعض البرامج الرياضية، أما بالنسبة للأطفال الصغار فهم يفضلون مواقع الألعاب الذين يقومون بجمع المال وصرفه هناك وتتراوح مدة بقاءهم ما بين ربع إلى نصف ساعة. أما عن الأسعار فيقول ''زكرياء '' إنها معقولة ولا تشكل عائقا أمامهم، فمثلا سعر الساعة الواحدة يقدر ب 50 دج أما بالنسبة للشباب الذين يمكثون إلى غاية السحور فإن السعر يحتسب بثمن ليلة بيضاء وذلك ب 100 دج. الدردشة عبر الفا يس بوك ... تسلية الشباب في سهرات رمضان تعتبر مواقع الدردشة من بين الصفحات التي يزورها الشباب بهدف تمضية الوقت في سهرات رمضان، حيث يجدون من خلالها متنفسها يسمح لهم باللهووإيجاد المتعة، كما أنها تشكل نافذة للتعارف مع عدد أكبر من الأصدقاء، ولذلك فإنهم يتسابقون إلى مقاهي الإنترنيت بعد الإفطار من أجل الظفر بمكان والانطلاق في رحلة البحث تدوم لساعات طويلة من الليل، وحسب ما أوضحه لنا ''زكرياء'' فإن كثيرا من الزبائن ممن هم شباب ومراهقون يفضلون نافذة ''الفا يس بوك'' من أجل الدردشة والاتصال مع العالم الخارجي، ولا يقتصر إقبالهم على هذا الفضاء في النهار فقط بل في الليل أيضا وإلى غاية وقت السحور.وفي ذات السياق أيضا فإن الكثير منهم يقصدون مثل هذه الأماكن لعدم وجود مرافق أخرى للتسلية، خاصة في ظل الارتفاع المحسوس في درجات الحرارة الذي يشهده شهر رمضان لهذا العام، والتي تجعلهم لا يتحملون البقاء في البيت، فيتفق أبناء الحي ويأتون معا إلى المقهى، وكلهم مرح وتفاهم، وفي نفس الشأن كذلك يضيف '' محمد '' وهو من مرتادي فضاءات الإنترنيت أنه يفضل التوجه إليها من أجل قضاء سهراته الرمضانية ، ويبقى هناك إلى وقت متأخر من الليل ليدخل مباشرة إلى البيت ويتناول وجبة السحور، كما يضيف لنا أن انعدام وسائل الترفيه في الجزائر يشكل أزمة حقيقية للشباب من صعوبة قضاءهم لوقت الفراغ لاسيما في شهر رمضان الكريم .