أكد الدكتور طارق السويدان، الداعية الإسلامي، أن الأمة الإسلامية تعاني خمس أزمات رئيسية؛ هي: التخلف، وأزمة الفاعلية، والقيادة، والفكر، وعلى رأسها أزمة السلوك؛ التي تعاني منها معظم دول العالم الإسلامي، وهذا نتيجة الفهم الخاطئ لتعاليم ديننا الحنيف. وقال في الحلقة السادسة من برنامج "رياح التغيير" على فضائية الرسالة: إن السلوك هو الأقوال والأفعال ومدى تطابقها مع القيم؛ فإذا تطابقت يصبح السلوك راقيًا، مؤكدًا أن أزمة الحكم في العالم الإسلامي من ضمن أزمات السلوك؛ فالوصول إلى الحكم عندنا يعني البحث عن الترف وجمع المال والبطانة السوء والنفاق. وأوضح أن من أهم مظاهر الانحراف السلوكي في الأمة هو الانفصام الشديد بين العبادات والمعاملات ودرجة الفساد المالي والإداري، وانعدام الشفافية التي استشرت في أمتنا؛ فأسوأ درجات الشفافية هي التي حصلت عليها معظم دول العالم العربي في تقرير الشفافية الدولية لعام 2009م، بالإضافة إلى مشكلات السلوك الإيماني الذي انتشر في الأمة وانحرف بها عن مسارها الصحيح. وقال: "السلوك الإيماني الذي هو صفاء العقيدة والابتعاد عن البدع فيها، لدينا فيه مشكلات كثيرة؛ أبرزها الصراعات الدائرة بين الفرق الإسلامية والتي تستنزف من وقت الأمة، مؤكدًا ضرورة الانتقال بالسلوك الصراعي بين فرق الأمة إلى حوار راقٍ يحترم العقل والعقيدة والأدلة". ودعا شباب الأمة إلى ضرورة إتقان العبادة والإحسان في أداء الفروض، والإسراع بالتوبة، والحرص على النوافل، مشددًا على أن الدعاة إلى الله مطالبون بسلوك أعلى من السلوك العام ليصلوا إلى درجة القدوة. وأشار إلى السلوكيات اليومية الخاطئة المنتشرة، مثل أزمة النظام والنظافة الغائبة والإهمال في أماكن العبادة وأخلاقيات المرور وتعطيل المعاملات في المصالح الحكومية للتخلص من عبء إنجازها، وعدم الالتزام بالوقت، داعيًا إلى مشاريع شبابية فورية لمعالجة أزمات السلوك؛ بهدف النمو في قضية السلوك، فأمتنا يجب أن تكون رمزًا وأنموذجا للرقي والحضارة والفن والجمال واحترام السلوك الراقي.