تضخمت الاحتجاجات في الهند أمس الأربعاء دعما لناشط بدأ إضرابا عن الطعام حتى الموت بالسجن في إطار حملة لمكافحة الفساد وذلك في مواجهة بدا أن حكومة رئيس الوزراء مانموهان سينغ تعجز عن إنهائها. وقال سينغ البالغ من العمر 78 عاما والذي يواجه انتقادات واسعة بأنه بمنأى عن الجماهير إن إضراب النشط انا هازاري الذي يهدف إلى سن قوانين أكثر صرامة لمكافحة الفساد "أسيء فهمه تماما" مما أثار غضبا شديدا وصاح نواب بالبرلمان "ياللعار". وقال ارون جايتلي أحد زعماء حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي القومي المعارض "إنها صرخة إنذار لنا جميعا ما لم نرتب بيتنا. الناس في هذا البلد أصبحوا ساخطين". وبدأ هازاري (74 عاما) الاضراب عن الطعام امس بينما احتشد الالاف من أنصاره أمام السجن الذي أودع فيه الثلاثاء. ورفض هازاري ترك السجن بعدما أمرت الحكومة بإطلاق سراحه. ويصر هازاري الذي لمس جرحا في نفوس ملايين الهنود بمطالبته بقوانين أكثر صرامة لمكافحة الفساد المستشري في البلاد على حقه في العودة إلى الساحة التي كان يعتزم الاضراب فيها عن الطعام وذلك قبل أن يترك السجن. وبدا أن قرار احتجاز هازاري والتراجع المفاجئ عنه يؤكدان إحساسا واسع النطاق بأن حكومة سينغ تفتقر إلى الكفاءة وتلاحقها فضائح الفساد لدرجة أنها لم تعد قادرة على حكم ثالث أكبر اقتصاد في آسيا بشكل فعال. وحملت صحيفة هيندو عنوان "فاسدة وقمعية وغبية" بينما كان العنوان الرئيسي لصحيفة ميل توداي "أنا (هازاري) يثير ارتباك الحكومة". وخرجت الاحتجاجات الحاشدة دعما لهازاري الذي كان يرتدي جلبابا وغطاء رأس أبيض ونظارة على نحو يعيد إلى الأذهان صورة زعيم الاستقلال المهاتما غاندي. ونظم الآلاف من المزارعين والطلاب والمحامين مظاهرة في ولاية اسام بشمال شرق الهند. وفي مومباي العاصمة المالية للهند رفع 500 شخص علم الهند وارتدوا غطاء رأس كذلك الذي كان يضعه المهاتما غاندي وأخذوا يهتفون في إشارة إلى هازاري "أنا أنا". وأضاف طالب يدعى راهول اتشاريا (21 عاما) "اضطررت إلى دفع رشوة حتى يوافقوا على إصدار جواز سفر لي. وشعرت بأن لا حول لي ولا قوة."