قالت الشرطة الهندية إن انفصاليين إسلاميين قتلوا ثلاثة أشخاص على الأقل من بينهم جندي وأصابوا آخرين بجروح في الشطر الهندي من كشمير أمس، وتتزامن هذه المواجهة بين المسلمين والشرطة في كشمير مع احتدام المواجهات بين الهندوسيين والمسيحيين شرقي الهند، حيث لقي ثمانية أشخاص مصرعهم، وتعرضت عشرات الكنائس للتخريب في يومين من الاشتباكات الطائفية المتصاعدة بين الطائفتين عقب اغتيال زعيم هندوسي متشدد الأسبوع الماضي. وقالت الشرطة الهندية أمس إن المهاجمين كانوا يرتدون لباس الشرطة فتحوا النار على مركز للجيش في ضاحية جامو ذات الأغلبية المسلمة، وبينت أن الجيش الهندي والشرطة قاما بعملية واسعة للقضاء على المسلحين لكنها رجحت أن يكونوا قد غادروا جامو إلى باكستان التي تتهمها الهند بتسليح الانفصاليين الإسلاميين وتسهيل عمليات تسللهم إلى باكستان. وتأتي هذه العملية بعد قرار الهند تمديد حظر التجول على كشمير أول أمس قصد إخماد أكبر احتجاجات مناهضة للهند يشهدها الإقليم تعتبر الأعنف منذ نحو عشرين عاما. وتقول بعض المصادر إن 600 شخص أصيبوا في اشتباكات خلال الاحتجاجات المستمرة منذ أسبوعين، وبلغت الخسائر في كشمير أكثر من مليار دولار. وواصلت السلطات الهندية احتجازها ثلاثة زعماء للانفصاليين، وقامت بدهم منازل عشرات من الزعماء الآخرين، ويقول سكان كشمير إن قتل المحتجين تسبب في تصاعد الغضب من حكم الهند للإقليم، وكانت موجة الاحتجاجات قد تصاعدت مؤخرا في الشطر الهندي من كشميرن بعد أن وعدت حكومة الولاية بتخصيص بعض الأراضي في المنطقة المسلمة لصالح مزار هندوسي مما أثار غضب المسلمين الكشميريين، وحين عدلت الحكومة فيما بعد عن قرارها اشتد غضب الهندوسيين في جامو العاصمة الشتوية للولاية فقاموا بسد طريق سريع هو الطريق البري الوحيد في المنطقة وهاجموا سيارات النقل التي تحمل إمدادات إلى وادي كشمير. ولتطبيق حظر التجول في سرينغار العاصمة الصيفية للولاية قالت السلطات إنها نشرت المزيد من قوة شرطة الاحتياط المركزية التابعة للشرطة الاتحادية في المنطقة، وأغلب أفراد هذه القوة من الهندوس من خارج الولاية وينتقد الكشميريون هذه القوة لاستخدامها المفرط للقوة. من جهة أخرى تصاعدت أعمال العنف بمنطقة كاندامال بولاية أوريسا شرقي الهند حيث تعرضت عشرات الكنائس للتخريب على يد هندوسيين متطرفين كانوا يعبرون عن غضبهم على مقتل الزعيم لاكساناناندا سارواستي المرتبط بحزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي القومي وهو حزب المعارضة الرئيسي، وأربعة أشخاص آخرين الأسبوع الماضي أثناء هجوم ألقى الهندوسيون باللوم فيه على مسيحيين، وكان الزعيم الهندوسي يقود حملة محلية لإعادة هندوسيين ورجال قبائل اعتنقوا المسيحية إلى الهندوسية. ورغم أن السلطات فرضت حظرا على التجول بتسع بلدات بمنطقة كاندامال، فقد قال مسؤولون من أوريسا إن أربعة أشخاص على الأقل بينهم امرأة قتلوا بقرية باراخاما بمنطقة كاندامال عندما اشتبك مسيحيون وهندوسيون في قتال وتبادلوا إطلاق النار، وترتفع بهذا حصيلة القتلى في يومين من أعمال العنف، إلى ثمانية بينهم أيضا شخصان ماتا حرقا داخل منازل أضرمت حشود هندوسية النار فيها، ولحق الدمار بأكثر من عشر كنائس.