أجلت محكمة الجنح بتيزي وزو الفصل في قضية فريق طبي عامل بمستشفى تيزي وزو ومشرفة على مخبر التحاليل لغاية 26 سبتمبر المقبل للنظر في جنحة الخطأ الطبي المؤدي لعاهة مستديمة الموجهة إليهم إضرارا بالضحية »ب ر«. تفاصيل القضية التي يندى لها الجبين وأفقدت المواطنين ثقتهم بملائكة الرحمة بعد التعرف على حالة الضحية تعود لتاريخ 4 مارس 2009 حين خضع المعني لتحاليل طبية بتوجيه مختصة في الأمراض الداخلية، التي اكتشفت أنه يحمل ورما بطول 10 سم من الدبر، وللتأكد من طبيعته اتجه لمخبر التحاليل الطبية الذي تديره المدعوة »م ج« التي أكدت تواجد ورم سرطاني من خلال العينة الخاضعة للتحليل ومنها حولته للدكتور »س« الذي أخبره وعلى ضوء النتائج الأولية أنه مصاب بورم خبيث ونوع نادر من السرطان سريع الانتشار، والحل الوحيد لحالته الخطيرة هو الخضوع لعملية جراحية في أسرع الآجال، وأكد السيد »ب ر« في تصريح »لأخبار اليوم« واستنادا لما ورد في بيان الوقائع أنه لم يخضع لأي تحاليل وكشوفات إضافية قبل خضوعه للعملية، وبنبرة يملؤها الحزن والألم صرح قائلا »قضيت ساعات وساعات أمام الأنترنت للتعرف على مرضي ومحاولة تقبله، أعرف كل الأنواع، أعرف عدد الأرواح التي حصدها بالعالم، بالجزائر ، بالولاية، رضيت باختيار الله لي أن أكون واحدا من عباده المبتلين، وعملت ما بوسعي كي أخفي مرضي على أهلي وأكمل ما تبقى من أيام لي رفقتهم دون معاناة، وبعد شهر من العملية التي استئصل فيها الورم من الأمعاء بطول 30سم، وأصبحت أحمل كيسا اصطناعيا لمدى الحياة، تلقيت خبرا كان أقسى من الأول وهو أني لم أصب يوما بالسرطان وكل ما حصل هو خطأ طبي!!! حيث وبتاريخ 22 أفريل 2009 قدم العضو المستأصل لتحليله بمخبر مستشفى تيزي وزو وأكد الدكتور »ع« أنه لا آثار لوجود ورم سرطاني ليتضح بأن الأطباء تهاونوا وتسببوا في عاهة مستديمة للمريض، الذي قرر بدوره الأخذ بحقه منهم بعد الألم المعنوي والمعاناة النفسية والجسدية التي لا يزال تحت وقعها، وعلى ذلك أمر وكيل الجمهورية بفتح تحقيق قضائي وتم انتداب طبيب شرعي لإجراء فحص »الاناتومي باتولوجيك« للعينة المأخوذة من المريض وكل الشرائح المرفقة للتأكد من وجود الورم السرطاني ودرجاته، وذلك بالتنسيق مع مصلحة التشريح الباطني للمستشفى واستخلص من النتائج التي أكدتها التحاليل المجراة بمستشفى مصطفى باشا الجامعي بالعاصمة أنه لا وجود للسرطان وأن المرض الذي كان مصابا به، لو أن التحاليل أجريت على أكمل وجه كان يمكن شفاؤه دون تدخل جراحي وتجنيب المريض عاهة مستديمة. وقد مر المتهمون بمجلس تأديبي، وكي لا يصاب آخرون بما وقع له يصر السيد »ب ر« على متابعة الفاعلين قضائيا رغم انعدام الأمل في استعادة حياته الطبيعية بعد العاهة التي ستلازمه مدى حياته بسبب إهمال لا يغتفر.