لم يمرّ الأسبوع الثالث من شهر رمضان المعظّم بردا وسلاما على سكان ولاية تيزي وزو التي اهتزّت طيلة الأسبوع المنصرم على وقع أعمال إرهابية وإجرامية أعادت إلى الأذهان صورا من العشرية السوداء وحالة اللاّ أمن التي سادت المنطقة طويلا. حيث ابتدأ مطلع الأسبوع بتفجير انتحاري استهدف مقرّا أمنيا كائنا بقلب مدينة تيزي وزو ومخلّفاته المادية لن يتمّ التخلّص منها إلاّ في ظرف شهرين على الأقل، ناهيك عن حالة الذعر والرّعب التي زرعت في قلوب المواطنين، وتلاها الاشتباك النّاري الذي أفطرت على وقعه منطقة بني عيسي ببني دوالة مصحوبا في صبيحة اليوم الموالي بالكمين الإرهابي الذي استهدف رئيس أمن دائرة بني دوالة موديا بحياة شخصين وجرح آخرين، ليختتم بمقتل ثلاثة أشخاص نهاية الأسبوع في مواجهة مباشرة بين سكان قرية بمعاتقة الذين حاولوا تخليص ابنهم من بين أيدي جماعة إرهابية اختطفته وطالبت بالفدية على الفور، وكذا انفجار عبوة ناسفة أدّت إلى إصابة ضابط بجروح على مستوى منطقة أزفون بالجهة الشمالية الساحلية للولاية· وبذلك، كان الأسبوع الثالث من شهر رمضان دمويا في مجمله بمنطقة القبائل، دون ذكر عدد المجازر المرورية المسجّلة والانتحار والعثور على جثث بدون روح، الوضع الأمني المضطرب خلال هذا الأسبوع وفي مناطق متفرّقة من الولاية وأكثر تموقّعا في المحور الجنوبي الغربي جعل المواطنين يطالبون بالأمن والحماية بالطرقات التي عادت إليها حالة اللاّ أمن التي غادرتها منذ مدّة· تجدر الإشارة إلى أن الجماعات الإرهابية النّاشطة بمنطقة بني دوالة أقدمت على العديد من المحاولات الإرهابية في الآونة الأخيرة بعدما حوّلت أدغال بني دوالة إلى قاعدة خلفية ومعقل حصين لتواجدها ومصدرا لمخطّطاتها الدموية المستهدفة للعزّل في شهر رمضان. وأكّدت مصادر أمنية مطّلعة أن سرية بني دوالة تحت إمرة الإرهابي الخطير محند أورمضان المكنّى (موح القشقاش) تبنّت بحر الأسبوع المنصرم 3 عمليات إرهابية، وأوردت مصادر محلّية أن هذا الأمير أصبح يجول بكلّ حرّية في منطقة بني عيسي بمسقط رأسه وكان من بين العناصر التي دخلت في اشتباكات نارية مع قوّات الأمن ببني عيسي· ومن جهة أخرى، تمكّنت ليلة أوّل أمس في حدود الثامنة ليلا مصالح الفرقة المتنقّلة للشرطة القضائية بأمن دائرة معاتقة من القضاء على إرهابيين واسترجاع سلاحيهما من نوع (كلاشينكوف)، وذلك في كمين نصب لجماعة إرهابية متكوّنة من 4 أشخاص مسلّحين كانوا بصدد الدخول إلى وسط معاتقة. مصالح الأمن حسب ما أوردته المصادر الأمنية التي أوردت الخبر تحرّكت وفقا لمعلومات أكيدة تفيد بوجود تحرّكات مشبوهة لأشخاص مسلّحين، وعلى إثر ذلك تحرّكت ودخلت في مواجهات نارية بين الجماعة الإرهابية ونجحت في القضاء على اثنين منها واسترجاع سلاحيهما، في حين تمكّن الآخران من الفرار نحو وِجهة مجهولة. وأضافت نفس المصادر أنه يرجّح أن الجماعة الإرهابية المسلّحة كانت بصدد التحضير لهجوم ناري على مقرّ أمن دائرة معاتقة، إلاّ أن تفطّن مصالح الأمن إلى العملية حالت دون ذلك·