** هل يجوز الحصول على اجازة في نهاية رمضان للتعبد في العشر الأواخر أم لا يجوز لي ذلك؟ * يقول الشيخ سعد فضل من علماء الأزهر الشريف مجيباً عن هذا السؤال بالقول: بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد.. رمضان شهر العمل والبذل والعطاء، لا شهر الكسل والضعف، شهر وقعت فيه أكبر الانتصارات في الإسلام في القديم والحديث، فلم يكن عائقا عن أداء مهمة، ولا داعيًا للتقاعس عن إتقان عمل؛ فالصوم عبادة تؤدَّى لله، هدفها الأول تربية التقوى في النفس المؤمنة، يقول الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" (البقرة:183)، فرمضان فرصة لتربية النفس على أداء العمل في أفضل صورة، فأول ثمرة متوخَّاة من تقوى الله تعالى في العمل مراقبته- عز وجل- في كلِّ الساعات التي تمضيها وأنت تمارس عملك، بأن تكون في مرضاة الله، وألا تضيع منها دقيقةً واحدةً في غير ما يخص وظيفتك، وأن تنشط لمهامك بوعي تامٍ، وأن تكون في موقعك ينبوع أخلاق، ونهر عطاء، تتدفق بكل خير على المواطنين دون تذمُّر منهم أو مشقة عليهم، فقد صح عنه- صلى الله عليه وسلم- قوله: "اللهم من وَلِيَ من أمر أمتي شيئًا فشَقَّ عليهم فاشقق عليه، ومن وَلِيَ من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به" (أخرجه مسلم- 1828 من حديث عائشة رضي الله عنها). وصح عنه قوله: "وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلا يَرْفُثْ وَلا يَصْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ" (أخرجه البخاري 1894، ومسلم 1151 من حديث أبي هريرة). فالاختبار الحقيقي أن تصل إلى درجة التقوى والإحسان وأنت تخالط الناس وتصبر عليهم، وهذه هي الثمرة المرجوَّة من الصيام، بل فلنحاول أن نناصح زملاءنا في العمل، ونذكِّرهم إذا رأينا منهم بعض ظواهر هذه الممارسات الخاطئة، فلعلنا نفوز باستجابة ودعوة ومثوبة.