من رحمة الله عز وجل بالفلبينية جوسلين دومنجو، البالغة من العمر 39 عاما، أنه سبّب الأسباب لتصلها رسالة مؤثرة تدعوها إلى الإسلام، وهي جالسة في عقر دارها دون أن تختلط بالمسلمين، على الرغم من وجود الكثير منهم في محيطها في الفلبين لكن مشيئة الله لم ترد أن تكون معرفتها بالإسلام وسماعها عنه للوهلة الأولى على أيديهم. الإعجاب والرهبة المسلمة الجديدة دومنجو، تقطن في العاصمة أبوظبي منذ عام 2005 وهي الفترة نفسها التي اعتنقت فيها الإسلام. عن قصة إسلامها، تقول ل"الاتحاد": «نشأت وترعرعت في أحضان عائلة مسيحية، ودرست في مدرسة كاثوليكية حرصت على غرس تعاليم الدين المسيحي في أعماقي وحياتي، وعلى الرغم من وجود مسلمين كثر في محيطي لكنني لم أكن أعرف شيئا عن دينهم نتيجة لعدم احتكاكي المباشر بهم». وتضيف «بعد أن أنهيت دراستي الجامعية بدأتُ بالبحث عن فرصة عمل داخل الفلبين وخارجها، فراسلت في ذاك الوقت إحدى الكليات في أبوظبي نتيجة لحاجتها لموظفات لديها، وبعد أن تم قبولي قاموا بإرسال مغلف بالبريد يشتمل على منشورات وكتيبات عن دولة الإمارات العربية المتحدة وتاريخها وحضارتها وعاداتها وتقاليدها وطبيعة مجتمعها لأتعرف على هذا المجتمع الذي سأدخله، وأتهيأ للتعامل مع محتوياته التي بلا شك ستختلف عما اعتدت عليه في بلدي». وتسترسل «كان جزء من مكونات هذه الكتب يتحدث عن الدين الإسلامي بوصفه الديانة السائدة في الدولة بالإضافة إلى قرص اسطواني كتب عليه، يوجد في داخل هذا القرص شيء سيكون جزءا من حياتك وستسمعينه 5 مرات كل يوم؛ فانتابني الفضول لأعرف ماذا يوجد داخل هذا القرص المضغوط، وعندما شغلته سمعت صوتا جميلا لم أفهمه لكنني شعرت بقشعريرة حياله في بدني ورعشة في أوصالي، وعرفت فيما بعد أنه الأذان، حيث سبب الإعجاب والرهبة التي اكتنفتني حيال هذا الصوت بالإضافة إلى ما قرأته في الكتيبات التي وصلتني عن الإسلام في أن أبدأ رحلتي نحو البحث عن هذا الدين لأعرف عنه المزيد متجهة أكثر شيء إلى الإنترنت، حيث بدأت أتنقل بين المواقع الإسلامية المترجمة باللغة الإنجليزية، وكلما قرأت أكثر تكسرت الحواجز التي تفصلني عن التفكير بجدية باعتناق الإسلام». قراءاتٌ في الدين من أكثر الأمور التي استوقفت دومنجو في قراءاتها عن الدين الإسلامي، وفق ما ذكرت تفسير القرآن الكريم، ووصفه الدقيق لخلق الإنسان ومراحل تكونه في رحم أمه، ووصف الجبال وكيفية تكونها والغيوم وكيفية تشكلها ووصف الكثير من الحقائق العلمية التي وصل إليها العلم والعلماء مؤخرا مما دعاها إلى مزيد من التعجب والاستغراب والتأكد بأن دين الإسلام دين مميز لا يشبه أي دين آخر. سافرت دومنجو إلى أبوظبي لتعمل فيها لكنها لم تكن فرحة بالوظيفة بقدر ما فرحت بأنها ستعيش في بيئة مسلمة، وستحتك بمسلمين وتتعرف على دينهم بشكل أعمق فقد بات ينبت حب الإسلام في قلبها، وبعد فترة قصيرة جدا لم تستطع دومنجو أن تقاوم رغبتها في اعتناق الإسلام بعد كل ما عرفته عنه فطلبت من إحدى صديقاتها المسلمات اللواتي تعرفت عليهن في عملها بأن تصحبها إلى المركز الإسلامي لتنطق بالشهادتين، وتبدأ حياتها من جديد مع الدين الذي سيمنحها السعادة والرضا والتوفيق في الدنيا والآخرة. وتشير دومنجو إلى أنها اختارت اسم جوي لتسجله في شهادة اعتناقها للإسلام لحظة ذهابها إلى المحكمة، لكن إحدى الموظفات هناك اقترحت عليها اسم جنة فأعجبها وسجلته في شهادتها وصارت تنادى به من يومها. وتؤكد دومنجو أنها كانت تدرك ما ينتظرها من عواقب وخيمة من جهة أسرتها نتيجة اعتناقها للإسلام ما اضطرها إلى إخفاء الأمر عنهم، وبينما ذهبت لزيارتهم دخلت لتصلي في غرفتها بعيدا عن أعينهم وإذا بهم يكتشفون أمرها، ويشنون تجاهها حربا قاسية حيث قاموا بمقاطعتها نهائيا لعلها تعود إلى دينها السابق، لكنها صبرت وتحملت بُعدهم عنها وامتناعهم عن التحدث معها لعام كامل حتى منَّ الله عز وجل بفرجه عليها إذ تقبلوا الأمر مؤخرا، وعادوا يتواصلون معها تاركين لها حرية البقاء على دينها، لكنها تأمل وتدعو الله جل وعلا أن يهديهم سواء السبيل. سنة أولى صيام في أول رمضان صامته جوسلين دومنجو عام 2005، اعتقدت أنه سيكون صعبا جدا عليها وتساءلت في قرارة نفسها كيف ستبقى بلا أكل أو شرب ساعات النهار كلها؟! وشعرت بأن الصيام سيكون ثقيلا عليها، لكنها مجرد أن شرعت بالصيام حتى شعرت بقوة عجيبة تتملكها، وتعينها على الصيام إنها قوة إيمانها وحبها لدينها الذي أنعم الله عز وجل به علينا؛ فقد أمدها بالصبر والقدرة على كبح جماح نفسها لتواصل الصيام بل صارت ترى في رمضان أجمل أيام السنة لأن فيه رحمات ودعوات مستجابات من البارئ سبحانه. * سمعتُ صوتا جميلا لم أفهمه لكنني شعرت بقشعريرة حياله في بدني ورعشة في أوصالي، وعرفت فيما بعد أنه الأذان، حيث سبب الإعجاب والرهبة التي اكتنفتني حيال هذا الصوت بالإضافة إلى ما قرأته في الكتيبات التي وصلتني عن الإسلام في أن أبدأ رحلتي نحو البحث عن هذا الدين لأعرف عنه المزيد متجهة أكثر شيء إلى الإنترنت، حيث بدأت أتنقل بين المواقع الإسلامية المترجمة باللغة الإنجليزية، وكلما قرأت أكثر تكسرت الحواجز التي تفصلني عن التفكير بجدية باعتناق الإسلام.