تلعب البيئة التي ينشأ ويترعرع فيها الفرد دورا أساسيا في تكوين شخصيته وطريقة تفكيره ومعتقداته الدينية، التي تبدأ تترسخ في روحه ونفسه وسلوكه منذ الصغر، وعلى الرغم من أننا نولد على الفطرة كما أشار رسولنا الكريم عليه السلام: «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه»، لكننا نتبع ديانة ذوينا وإن كانت مخالفة لديانة الإسلام التي فطرنا عليها، ونغض أبصارنا ونسلسل عقولنا بسلاسل التبعية وعدم السماح لها بالتفكير، والسؤال هل هذا هو الدين الصحيح؟ وهل هذا الدين الذي اتبعناه قادرا على إسعادنا في الدنيا والآخرة؟ في الحقيقة إن كلاًّ منا يعتقد جازما أن دينه هو الدين الصحيح، وأن الآخرين مخطئون ولعل الفيصل في الأمر هو إعمال الفكر والتأمل والتمحيص في معتقداتنا بعيدا عن التعصب والتزمت والتبعية العمياء، حينها سنصل إلى الدين الذي يستحق أن نعبد إلهه ونقدسه ونسعى إلى رضاه وجنته. قصة جديدة لفتاة فلبينية شرح الله صدرها للإسلام بعد أن أغرقت نفسها في طريق الفساد والفتن واللهو بمغريات الدنيا الزائلة، تقصها علينا في هذه السطور التي نسأل الله أن تكون رسالة لغيرها ممن ساروا على نفس الطريق. تشرح لين، 30 عاما، قصتها مع الاسلام ل"الاتحاد" الإماراتية وتقول: «نشأت في أسرة تتبع الدين المسيحي من جهة الأب، أما والدتي فهي مسلمة أبا عن جد، ولكون والداي يعملان في زراعة مزرعتنا التي كانت ومازالت مصدر قوتنا، فقد انشغلا عني وعن إخوتي الستة كثيرا، وبعد ولادتي ذهبت لبيت جدتي لأبي لأعيش معها نظرا لحبها لي وصرت أرافقها إلى الكنيسة بصورة مستمرة، وعندما رأت والدتي ذلك جُن جنونها ومنعت إخوتي من العيش عندها، واتبعوا دينها أي الدين الإسلامي، وراحت والدتي التي كانت تمضي الساعات الطوال في إقناعي بضرورة إتباع الإسلام، ولم أكن أهتم لأمرها وبقيت ووالدي مسيحيين حتى أنعم الله علينا بالإسلام، فقد أسلمت منذ 6 أشهر ووالدي منذ شهرين فقط». تتابع لين: «حضرت للعمل في الإمارات منذ 5 سنوات آخر سنتين منها عملت ومازلت أعمل كموظفة استقبال في مستشفى الإمارات الدولي في العين، وتأثرت كثيرا بالأجواء المحيطة بي من زميلاتي اللواتي رأيت فيهن الأخلاق الحميدة وحسن المعاملة، فهذه تقول يا رب، وتلك تذهب للصلاة، وأنا أراقب وفجأة شعرت برهبة وخوف ورغبة بالبكاء.. أريد أن أسلم أريد أن أسلم.. رددتها مرات عدة في تلك اللحظة، حيث حملتني قدماي إلى إدارة المستشفى وقابلت أحد المسؤولين، وبلغته برغبتي باعتناق الإسلام وأعلنت إسلامي والحمد لله على ذلك». وتشير لين إلى أن والدتها لم تصدق من شدة الفرحة وأخذت تبكي حين أبلغتها ابنتها عن إسلامها عبر الهاتف، وعقدت في نفسها النية أن تقنع والدها باعتناق الإسلام علما أن والدتها دعته إليه مرارا وتكرارا لكن لا حياة لمن تنادي، أما لين فكان لها أثرها وسحرها عليه فحب والدها لها وتأثيرها عليه كبير حيث كلمته وراسلته حتى أبصر النور وولد من جديد بدخوله الإسلام. عينا لين لم تخلوا من الدموع وهي تصف فرحتها بدخول الاسلام، وكيف كان موقف زميلاتها المسيحيات والمسلمات وعن ذلك تقول: «تفاجأت زميلاتي كثيرا واندفعت المسلمات منهن إلى تقبيلي وتهنئتي بينما وجهت لي الزميلات المسيحيات انتقادات وأسئلة كثيرة عن سبب إسلامي وبالأخص صديقتي التي تسكن معي في نفس السكن، وقد كانت نهاية نقاشاتنا أنها أسلمت أيضاً». وتبين لين أنها كانت قبل اعتناق الاسلام فتاة غير مرغوبة أو محبوبة من قبل بعض الزميلات. نظرا لعدم إلتزامها إلى جانب التدخين. فكانت تأتي إلى عملها وهي غير مدركة تماما. وكادت تُطرد من عملها نتيجة تنبيهات الإدارة واستيائها منها، لكنها الآن تابت وتاب الله عليها واعتنقت الإسلام الذي نور حياتها، وتركت جميع المعاصي التي كانت تمارسها بل وأصبحت تلقى الدعم والتشجيع من زميلاتها وإدارة المستشفى لاختلاف سلوكها، ولأنها صارت بفضل الله فتاة جديدة تعشق الحجاب الذي يزينها وتصوم رمضان هذا العام لأول مرة وتفيد بأنها استصعبته كثيراً في البداية، وكادت تنهار من شدة العطش وأصابها رعاشٌ في جسدها، لكنها صبرت وثبتت وبعد أيام اعتادت على الصيام وتأقلمت معه، أما الصلاة فقد علمتها إياها خالتُها المسلمة والموجودة هنا في الإمارات، وهي تنوي الذهاب إلى دار زايد للثقافة الإسلامية لتعلم أصول وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف. والد لين كذلك تاب عن كل المعاصي ويصوم رمضان، وصارت بذلك أسرة لين مسلمة بجميع أفرادها. اللهم اقبلهم وثبتهم على دينك العظيم.