وزير صهيوني دنّسه رفقة مستوطنين الأقصى في خطر شديد * جماعات الهيكل تطالب بكنيس يهودي في الأقصى * مؤسسة القدس تحذر من افتتاح عهد الصهيونية الدينية بعد ساعات من توليه منصب وزير الأمن القومي في الائتلاف الحكومي الجديد في الكيان الصهيوني قام المتطرف إيتمار بن غفير باقتحام المسجد الأقصى صباح الثلاثاء تحت حراسة مشددة من قبل الشرطة الصهيونية.. اقتحام وتدنيس استمر 13 دقيقة كانت كافية لتأجيج مشاعر غضب المسلمين داخل وخارج فلسطين مع قناة بأن الأقصى بات في خطر شديد أكثر من أي وقت مضى. ق.د/وكالات اقتحم وزير الأمن القومي الصهيوني إيتمار بن غفير ومجموعة من المستوطنين -صباح الثلاثاء- باحات المسجد الأقصى الشريف تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال وفي حين أكدت واشنطن أنها تعارض الإضرار بالوضع القائم في القدسالمحتلة حذرت الفصائل الفلسطينية من حرب دينية في المنطقة. وهذه أول عملية اقتحام لبن غفير زعيم الصهيونية الدينية المتطرفة بعد توليه حقيبة الأمن القومي. وقال بن غفير -أثناء الاقتحام- إن حكومته لن تستسلم لتهديدات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإن الحرم القدسي هو المكان الأهم لشعب إسرائيل على حد قوله. وفي وقت سابق ذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن حماس بعثت رسالة عبر الوسيط المصري والأمم المتحدة مفادها أنها لن تقف مكتوفة الأيدي حال نفذ بن غفير تهديده باقتحام المسجد الأقصى. ترتيبات الاقتحام قالت مراسلة قناة الجزيرة بالقدسالمحتلة إن بن غفير أعلن قبل يومين أنه سيقوم بالاقتحام الأول للمسجد المبارك بعد توليه منصبه ولكن وسائل إعلام إسرائيلية نشرت أن (هذا) الوزير قرر تأجيل الاقتحام بضعة أسابيع لكن من الواضح أن هذا الإعلان كان مجرد تضليل. وبحسب مصادر في المسجد الأقصى فقد استغرقت مدة اقتحام بن غفير 13 دقيقة منذ دخوله المسجد الشريف إلى خروجه منه. ويأتي اقتحام بن غفير رغم الإعلان عن تراجعه عن اقتحام المسجد الأقصى هذا الأسبوع بعد اتصال من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وتهديدات الفصائل الفلسطينية. لكن مصادر إعلامية إسرائيلية أكدت أن الاقتحام المفاجئ لوزير الأمن القومي للأقصى جاء بالتنسيق مع القيادة السياسية العليا والجهات الأمنية في إسرائيل. وبحسب مصادر إعلامية مقربة من نتنياهو فإن القرار بالسماح لبن غفير بتنفيذ وعيده واقتحام الأقصى قد جاء بعد أن سمح له جهاز الأمن العام (الشباك) بذلك إثر تقديرات بأنه لن تكون هناك ردود فعل فلسطينية غاضبة قد تفجر مواجهة مسلحة مع قطاع غزة. وسبق أن اقتحم بن غفير المسجد الأقصى مرارا في الماضي لكن بصفته الشخصية ثم بصفته نائبا في الكنيست ووعد خلال حملته الانتخابية باقتحام المسجد الشريف في حال أصبح وزيرا. عواقب خطيرة وفي المقابل أصدرت الفصائل الفلسطينية في غزة بيانا اعتبرت فيه أن اقتحام بن غفير للأقصى تصعيد خطير واستفزاز للشعب الفلسطيني وأنه ينذر أيضا بحرب دينية في المنطقة حسب وصفها. وأضافت الفصائل ندعو أهلنا في الضفة المحتلة لتصعيد الاشتباك والمواجهة مع الاحتلال الصهيوني دفاعا عن الأقصى... وندعو السلطة الفلسطينية لوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال . ووصف رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية زيارة بن غفير بأنها تستهدف جعل المسجد الأقصى معبدا يهوديا داعيا الفلسطينيين إلى التصدي لمثل هذه الاقتحامات. وتعقيبا على اقتحام حرم الأقصى قال مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين إن المسجد المبارك يشكل جزءا من عقيدة كل مسلم وحضارة كل عربي وإن المساس به يدفع بالأمور إلى حافة المخاطر وفق تعبيره. وقد نددت وزارة الخارجية الفلسطينية بالاقتحام ووصفته ب الاستفزاز غير المسبوق . من جانبها قالت محافَظة القدس -في بيان- إن اقتحام الأقصى تطور خطير يتحمل عواقبه رئيس الوزراء الإسرائيلي وأضافت أن على العالم أجمع لجم المتغطرس المأفون هو ورئيسه قبل أن تؤدي أفعاله الهوجاء إلى تفجير المنطقة بشكل كامل. بدوره أكد الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم أن جريمة اقتحام المسجد الأقصى استمرار لعدوان الاحتلال على المقدسات الإسلامية وحربه على المدينة المقدسة المحتلة. وأكد قاسم -في بيان صحفي- أن الأقصى كان وسيبقى فلسطينياً وعربياً وإسلامياً ولا يمكن لأي قوة أو شخص فاشي تغيير هذه الحقيقة مشددا على أن الشعب الفلسطيني سيواصل دفاعه عن مقدساته ومسجده الأقصى وقتاله من أجل تطهيره من الاحتلال. إدانات عربية وفي ردود الفعل العربية دانت الخارجية الأردنية بأشد العبارات إقدام وزير الأمن القومي الإسرائيلي على اقتحام المسجد الأقصى المبارك تحت حراسة وحماية قوات الاحتلال. وحملت الخارجية -في بيان- إسرائيل كامل المسؤولية عن التبعات الخطيرة لاقتحام بن غفير للمسجد الأقصى قائلة إن قيام أحد وزراء الحكومة الإسرائيلية باقتحام الأقصى وانتهاك حرمته خطوة استفزازية مُدانة. من جهتها أعربت الخارجية المصرية عن أسفها لاقتحام مسئول إسرائيلي رسمي المسجد الأقصى وأكدت رفضها لأي إجراءات أحادية مخالفة للقانون الدولي. كما أعربت السعودية -عبر وزارة الخارجية- عن تنديدها وإدانتها للممارسات الاستفزازية التي قام بها أحد المسؤولين الإسرائيليين باقتحام باحات المسجد الأقصى الشريف. وأدانت قطر بشدة اقتحام بن غفير باحات المسجد الأقصى واعتبرته انتهاكا سافرا للقانون الدولي وحذرت في بيان خارجيتها من السياسة التصعيدية التي تتبناها الحكومة الإسرائيلية بالأراضي الفلسطينيةالمحتلة. كما أدانت الكويت اقتحام من سمته الوزير المتطرف في حكومة الاحتلال باحات المسجد الأقصى واعتبرته استفزازا لمشاعر المسلمين وانتهاكا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة. الموقف الأمريكي وفي سياق متصل نقل مراسل أكسيوس عن السفير الأمريكي بإسرائيل توم نايدس قوله إن إدارة الرئيس جو بايدن أوضحت للحكومة الإسرائيلية أنها تعارض أي خطوات من شأنها الإضرار بالوضع الراهن في الأماكن المقدسة. وأكد نايدس أن واشنطن تريد الحفاظ على الوضع الراهن وأن الإجراءات التي تمنع ذلك غير مقبولة. مطالب المتطرفين وفي اليوم الأول من توليه منصبه أيضا وجّه محامي مجلس السنهدرين الجديد (المؤسسة الحاخامية المركزية لجماعات الهيكل الاستيطانية المتطرفة) أفيعاد فيسولي رسالة إلى مفوض شرطة الإحتلال في القدس يطلب فيها توضيح السياسة الرسمية التي سيتبعها بن غفير هنا. كما طلب المحامي تحديد جلسة استماع مباشرة مع الوزير لإطلاعه على مطالب الجماعات المتطرفة وتحديد موقف الحكومة والشرطة منها. وتضمنت الرسالة 11 مطلبا لجماعات الهيكل المتطرفة (تخطط لإقامة هيكل على أنقاض المسجد الأقصى) وهي: تمديد ساعات اقتحام المتطرفين للمسجد الأقصى المبارك. السماح للمستوطنين المقتحمين بأداء كامل الصلوات والطقوس التوراتية في المسجد الأقصى. فتح الباب للاقتحامات طيلة أيام الأسبوع وعدم إغلاق المسجد بوجه المتطرفين يومي الجمعة والسبت. السماح بإدخال ما يسمونها الأدوات المقدسة إلى المسجد الأقصى وتشمل رداء الصلاة والقبعة ولفائف التوراة وتابوت العهد والأبواق والقرابين النباتية والحيوانية. تحديد موقع لكنيس يهودي داخل المسجد الأقصى. إنهاء مرافقة شرطة الإحتلال للمتطرفين خلال جولاتهم الاقتحامية. السماح باقتحام المسجد من جميع الأبواب وعدم اقتصار ذلك على باب المغاربة الذي تسيطر عليه سلطات الاحتلال منذ احتلال شرقي القدس عام 1967. عدم إغلاق المسجد الأقصى أمام المقتحمين خلال المناسبات الإسلامية. إعلان الحق المتساوي لجميع الأديان في الأقصى. إلغاء سياسة الإبعاد عن الأقصى بحق اليهود. فتح باب الكنيس المقام في المدرسة التنكزية التاريخية المطلّة على ساحات الأقصى والخاضع حاليا لسيطرة وزارة أمن الاحتلال أمام جميع اليهود. الشيخ صبري: اقتحام بن غفير مقدمة لما هو أخطر قال الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى إن اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير المسجد الأقصى مقدمة لما هو أخطر . واعتبر الشيخ صبري في حديث لوكالة الأناضول أن اقتحام بن غفير المسجد الأقصى في ساعة مبكرة من الصباح بعد تسريبات عن تأجيل الاقتحام بأنه غدر . وقال صبري: ما جرى هو تمويه وغدر ولذا فإن علينا أن لا نطمئن لأي تصريح يصدر عن هذه الحكومة الإسرائيلية أو أي إجراء يقوم به الاحتلال علينا أن نكون متيقظين باستمرار . وأضاف: كان هناك تمويه من خلال نشر تسريبات إعلامية حتى لا يأخذ المصلون احتياطاتهم . واعتبر الاقتحام بمثابة استفزاز ومحاولة لفرض واقع جديد في المسجد الأقصى وقال: الاقتحام بحد ذاته استفزاز خطير ولكن بن غفير يريد أن يستغل موقعه الجديد ليثبت أنه قادر على تنفيذ مخططاته . وحذر الشيخ من أن يكون الاقتحام بداية لتنفيذ مطالب جماعات اليمين الإسرائيلي المتطرف بالسماح لمتطرفين بالصلاة في المسجد واقتحامه من كل أبوابه وكل أيام الأسبوع. وقال صبري: إنهم يسعون لتنفيذ مخططاتهم بالتدريج وليس دفعة واحدة بعد أن أدركوا منذ سنوات أنه من غير الممكن تنفيذ كل مخططاتهم فورا . وأشار الشيخ صبري إلى أن حكومة بنيامين نتنياهو بأكملها تتحمل المسؤولية عن الاقتحام وتداعياته. وقال: لم يكن اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى أن يتم لولا الحراسة المشددة من قبل أجهزة الأمن الإسرائيلية ولم يكن ليتم لولا موافقة الحكومة ورئيسها نتنياهو . وتساءل: هل يجرؤ بن غفير على اقتحام المسجد الأقصى منفردا ودون حراسة أمنية إسرائيلية؟ . وأضاف الشيخ صبري: الاقتحام مؤشر على موافقة الحكومة الإسرائيلية على هذا الفعل الخطير وهي من يتحمل المسؤولية عن تداعياته . *افتتاح عهد الصهيونية الدينية قبل ذلك اعتبرت مؤسسة القدس الدولية إعلان بن غفير نيته اقتحام الأقصى تحديا يُقصد به افتتاح ما أسمته عهد الصهيونية الدينية في الأقصى ودعت إلى مواجهته وتكثيف الرباط في المسجد المبارك. وقالت المؤسسة في بيان لها إن إعلان بن غفير الذي جاء في اليوم ذاته الذي تلقّى فيه رسالة من جماعات المعبد المتطرفة تشمل 11 مطلباً ضد الأقصى بينها تخصيص كنيس داخله والسماح بكامل الطقوس التوراتية وما يسمى الأدوات المقدسة وتمديد ساعات الاقتحام يؤكد تكامل الأدوار بين الوزير وهذه الجماعات التي ينتمي إليها عضوياً والتي شكلت قاعدته الانتخابية التي حملته للفوز في الانتخابات. وحذّرت المؤسسة من أن اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى هذه المرة يختلف عن أي اقتحام سابق له فهو كما قالت إعلان سيادة وهيمنة على الأقصى ورسالة بأن عهدا جديداً قد افتُتح تسيطر فيه الصهيونية الدينية على المسجد الأقصى المبارك لتطلق يد متطرفيها فيه بالتقسيم الزماني والمكاني وأداء الطقوس التوراتية فيه على طريق الإحلال الديني الذي تطمح من خلاله إلى إزالة المسجد الأقصى من الوجود . وشددت على أن المسجد الأقصى مسجد إسلامي بمشيئة إلهية خالصة وبتجربة حضارية فريدة على مدار 14 قرناً من زمن الحكم الإسلامي له وليس لبن غفير ولا لشارون من قبله ولا لأي إنسان على وجه الأرض أن يُبدِّل في هذه الحقيقة الراسخة .