حذّرت وزارة الخارجية الفلسطينية من المخاطر المحدقة بالمسجد الأقصى المبارك في ظل حكم رئيس الوزراء الاسرائيلي العائد، بنيامين نتانياهو، ووزيره للأمن، ايتمار بن غفير، المعروف عنهما عداءهما العنصري لكل ما هو فلسطيني، خاصة في ظل تكثيف الاقتحامات والإجراءات التقييدية التي تمارسها سلطات الاحتلال ضد واحد من أهم المقدسات الدينية للمسلمين. وأوضحت الخارجية الفلسطينية، أنه في ظل الاتفاقيات التي وقعها رئيس حكومة الكيان الصهيوني، بنيامين نتانياهو، مع وزير الأمن، ايتمار بن غفير والتي تمنحه صلاحيات واسعة لممارسة سياسته ومواقفه العنصرية وسعيه لإحداث تغييرات جذرية واسعة النطاق على الواقع التاريخي والقانوني القائم، تكمن مخاطر إضافية لتلك الاقتحامات تتمثل في المرحلة الراهنة في النجاح الذي حققه اليمين واليمين المتطرف في الانتخابات الأخيرة بما يحمله من مفاهيم ورؤى تدعو لتحويل طابع الصراع من سياسي إلى ديني. وأكد البيان أن إجراء أي تغييرات في واقع أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، تعتبر تهديدا مباشرا بتفجير ساحة الصراع والمنطقة برمتها. وهو ما جعلها تطالب العالمين العربي والإسلامي بتحرك سريع وتنسيق الجهود والاتفاق على برنامج عمل يغطي كافة مساحات العمل السياسي والدبلوماسي والقانوني الدولي لتوفير الحماية الدولية اللازمة للقدس ومقدساتها وتنفيذ قرارات القمم العربية والإسلامية ذات الصلة بما يعزز من صمود المواطنين المقدسيين في عاصمة دولة فلسطين. وأدانت الخارجية الفلسطينية الدعوات التي تطلقها "جماعات الهيكل" لتصعيد هذه الاقتحامات وتوسيع دائرة الجمهور المستهدف للمشاركة فيها واستغلالها للمناسبات والأعياد الدينية المختلفة لتصعيد استهدافها للمسجد الأقصى المبارك، مشددة على أن تلك الاقتحامات غير شرعية وغير قانونية تندرج في إطار محاولات الاحتلال تكريس التقسيم الزماني للمسجد ريثما يتم تقسيمه مكانيا إن لم يكن هدمه بالكامل وبناء "الهيكل المزعوم" مكانه. كما أكدت أن الاقتحامات وجميع إجراءات الاحتلال بحق المقدسات المسيحية والإسلامية وفي مقدمتها المسجد الأقصى باطلة وغير شرعية ولن تستطيع إنشاء حق لليهود في المسجد الأقصى وباحاته. وطالبت المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظماتها المختصة وفي مقدمتها "اليونسكو" بإبداء أعلى درجات الاهتمام واليقظة والحذر من المخاطر التي تشكلها تلك الاقتحامات بما يرافقها من أداء طقوس تلمودية في باحات المسجد الأقصى خاصة في ظل حكم نتنياهو- بن غفير واتباعهما. واقتحم عشرات المستوطنين، أمس، باحات الأقصى على شكل مجموعات متتالية ونفذوا جولات استفزازية وأدوا طقوسا تلمودية تحت حراسة مشددة وفرتها شرطة الاحتلال في مشهد لا يزيد الا في توتير الوضع المتأجج في الأراضي المحتلة. وتزامن ذلك مع وفاة مستوطن إسرائيلي أمس متأثرا بالجروح التي أصيب بها خلال التفجير المزدوج الذي هز الأربعاء الأخير محطتين للنقل شرق القدسالمحتلة وخلف حينها مقتل إسرائيلي واحد. وكانت مصادر أمنية إسرائيلية أشارت إلى أن التفجير المزدوج الذي استهدف بفارق نصف ساعة محطتين للنقل بالقدس الشرقية ولم تتبناهما أي جهة، تمّا عبر تقنية التفعيل عن بعد. ووجهت أصابع الاتهام للمقاومة الفلسطينية، حيث واصلت في حملة مطاردة وانتقام شرسة ضد الفلسطينيين، أقدمت على إثرها على اعتقال المزيد من أبناء هذا الشعب المحتل.