تسارع بعض العائلات الجزائرية خلال الأيام الأولى من شهر رمضان إلى اقتناء ملابس العيد لأبنائها، ما يجعل الأسواق والمحلات تشهد في مثل هذه المناسبات ارتفاعا جنونيا في الأسعار، حيث يجد المواطن نفسه في هذه الأثناء محتارا في كيفية تلبية كل طلبات عائلته من مستلزمات المطبخ خلال شهر رمضان وشراء ملابس العيد وتوفير الأدوات المدرسية،، معادلة يصعب إيجاد حل لها لتزامنها مع ثلاث مناسبات تستدعي مصاريف إضافية تستنزف جيوب الجزائريين عن في الوقت واحد· دليلة حباني يجد المواطن الجزائري المتوسط الدخل نفسه في مأزق، الخروج منه يبدو صعبا، حيث لا تجد العائلات من هذه الفئة سبيلا لتلبية كل متطلبات أفرادها بين توفير تكاليف المواد الاستهلاكية في رمضان واقتناء ملابس العيد وكذلك الأدوات المدرسية أمام الغلاء الفاحش لكل هذه المستلزمات والتي ترتفع أسعارها بجنون مع اقتراب مواعيدها، حيث يغتنم التجار فرصة اضطرار المواطنين لشراء هذه المستلزمات لرفع أسعارها، وتعتبر هذه الفترات ''العصيبة'' فرصة ثمينة لأصحاب المحلات لتحصيل أكبر قدر من العوائد المالية في فترة وجيزة وهو ما يعرف في منطق التجار ب ''الربح السريع'' و''التجارة الموسمية''· ورغم أن الوقت لا يزال مبكرا على مناسبتي العيد والدخول المدرسي، إلا أن بعض التجار الذين تفطنوا، بطبيعة الحال، للجوء المواطنين إلى شراء مستلزمات هاتين المناسبتين في بداية شهر رمضان قصد تفادي الأسعار المرتفعة جدا وكذا الاكتضاض الذي تشهده الأسواق بسبب كثرة الطلب على ملابس العيد والأدوات المدرسية للأطفال، ولهذا يلاحظ المتجول في بعض المحلات الخاصة بالملابس ارتفاع أسعار الملابس قبل الأوان، لذلك يجد المواطن الجزائري أنه لا مفر من الشراء بهذه الأسعار التي تفوق الخيال، خصوصا عندما يتعلق الأمر بملابس الرضع والأطفال الذين لا يتجاوز سنهم ست سنوات، حيث يواجه ضرورة اقتناء الملابس لإسعاد أطفاله ودفع ما لا يقل عن 6000 آلاف دينار جزائري في بعض الأحيان، وفي أحيان أخرى يفوق هذا الثمن بكثير، بغض النظر عن مصاريف الأدوات المدرسية التي ليست بالبسيطة، خصوصا إذا تعلق الأمر بشراء الكتب المدرسية والمجموعة الضخمة من الكراريس التي تنهك قوى التلميذ الذي يحملها على ظهره يوميا كما تنهك في ذات الوقت كاهل الوالدين اللذان يدفعان كل هذه التكاليف من أجل إسعاد أبنائهم وتسهيل الدخول المدرسي عليهم، إلى جانب مصاريف شهر رمضان الكريم طبعا· ويبقى المواطن حائرا أمام كل هذه التكاليف التي جاءت هذه السنة دفعة واحدة حيث يجد نفسه حائرا بين عدم القدرة على تلبية متطلبات عائلته وضرورة تلبيتها، خصوصا حينما يتعلق الأمر بالعائلات الكبيرة من حيث العدد والكثيرة الأطفال· ------------------------------------------- مهن رمضانية :''عمي عبد القادر'' :الرجل الذي يرفض الخضوع ''للتقاعد'' ''عمي عبد القادر''، صاحب 73 سنة، هو من بين أحد التجار الذين اختاروا لأنفسهم مهنة التجارة في الأسواق من أجل كسب قوت العيش، وكذا تمضية الوقت في العمل بدلا من البقاء تحت رحمة الضجر الذي يفرضه السن والتقاعد·