توعدت قيادة الجيش الوطني الشعبي الدمويين بلهجة شديدة، مؤكدة أن الاعتداء الغادر الذي استهدف أمسية الجمعة أكاديمية شرشال لن يمر بلا عقاب، وقالت أنها لن تدخر جهدا لتخليص البلاد من الإرهابيين الذين وصفتهم بالشراذم المجرمة، ووعدت في المقابل بالعمل على بسط الأمن والطمأنينة في ربوع الوطن· نظرات حسرة، وتخوف مما هو آت، هي ملامح رسمت على وجوه سكان مدينة شرشال، في ولاية تيبازة، التي ظلت حتى في سنوات الدمار والعشرية السوداء من القرن الماضي آمنة من كل المخططات الإرهابية التي عاشتها مختلف مدن الوطن، غير أن الآمان الذي طبع عروس البحر طيلة سنوات من الزمن، كسر ليلة أول أمس الجمعة بعد أن تخللت الجماعات الإرهابية المنطقة لإحداث الهول في نفوس الشرشاليين والجزائريين بصفة عامة خاصة وأن العمليتين الانتحاريتين خلفتا 18 شهيدا منهم 16 ضابطا ومدنيين اثنين داخل نادي الضباط بالأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال· على بعد أقل من 100 كلم غرب العاصمة، تقع شرشال مدينة الحضارة والسياحة والطبيعة وحتى الآمان، غير أن أيادي الغدر أرادوا أن يحولوها همجية بهمجيتهم المعهودة بعدما ضربوا بقوة هذه المرة واخترقوا حزام أمنها المعهود ليصلوا إلى أكبر موقع عسكري على المستوى الوطني بالأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة التي تشهد كافة مداخلها بعد العملية حراسة مشددة وإغلاق محكم· 38 بين شهيد ومصاب·· والجيش يتوعد أشار بيان لوزارة الدفاع الوطني إلى استشهاد 16 ضابطا ومدنيين اثنين وجرح 20 آخرا في الاعتداء الإرهابي على نادي الضباط الخارجي للأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال مساء يوم الجمعة في حدود الساعة السابعة و40 دقيقة مباشرة بعد الإفطار· وأضاف البيان أن العمل الإجرامي هذا الذي خلف 11 شهيدا و20 جريحا، 14 منهم غادروا المستشفيات بعد تلقي العلاج، فيما لا يزال 6 منهم تحت المراقبة الطبية وواحد في حالة خطيرة· وأشار ذات المصدر إلى أن هذه الجريمة الإرهابية التي تعرض لها النادي الخارجي للأكاديمية يبين مرة أخرى أن المجموعات الإرهابية المتبقية تحاول من وراء هذه العملية الدنيئة تحقيق أهداف إعلامية لفك الحصار المضروب عليها من طرف القوات الأمنية المشتركة التي حققت نتائج فعالة ميدانيا خاصة في الأسابيع الأخيرة· وترحمت القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي بالمناسبة على أرواح الشهداء الذين قضوا في هذه العملية الإجرامية أنها متوعدة وفي الوقت ذاته الدمويين، وواعدة بتخليص البلاد من ما وصفتهم بالشراذم المجرمة من أجل بسط الأمن والطمأنينة في ربوع الوطن· يذكر أن شائعات في عدد القتلى عرفت أرقام مختلفة خاصة وأن الجهات الرسمية الجزائرية لم تقدم الحصيلة النهائية يوم وقوع الحادثة مما جعل مختلف وسائل الإعلام الخارجية العربية منها والأوروبية تتلاعب بالأرقام بعدما أوصلت عند البعض إلى أكثر من 35 قتيلا· عبوة ناسفة ودراجة نارية في العمليتين الانتحاريتين تشير مصادر أمنية من موقع العملية الانتحارية التي استهدفت نادي الضباط الخارجي للأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال أمسية يوم الجمعة الماضي أنه وفي حدود الساعة السابعة و40 دقيقة وفور آذان المغرب، شوهد شخص يمشي عبر الشارع الذي يوجد فيه النادي، غير أن هذا الأخير لم يشك فيه أحد كون المنطقة معتادة على تجول الأشخاص بها باعتبارها تضم سكنات لمواطنين يقطنون بالقرب من النادي· وعندما اقترب هذا الأخير من الموقع، دخل بسرعة فائقة وهو يحمل العبوة الناسفة ليفجر نفسه مباشرة، وإثر هذه العملية وبينما سارع الضباط إلى عين المكان لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الجرحى، أتى شخص آخر وهو يجر في دراجة نارية وعندما وصل إلى عين المكان بعد لحظات فقط من العملية الأولى فجر نفسه عند مدخل النادي المحاذي للمسرح الروماني· سكان شرشال تحت الصدمة·· المتجول عبر شوارع وأزقة مدينة شرشال، يلمح من الوهلة الأولى أن المنطقة مرت على حادث معين، هدوء مصحوب بقلق غير معهود·· وجوه خائفة ومفزعة·· حالة من الخوف والرعب والترقب تلازم كل من أجبر على الخروج إلى الشارع من أجل العمل أو قضاء حاجياته اليومية المعتادة، كما أن التجمعات الشبانية لم تخلو من الحديث عن العمل الإجرامي الذي حول هدوء وأمن شرشال إلى فزع وخوف بادي على كافة الوجوه، أما ما يمكن لمحه بدرجة أكبر هو الترقب الصادر من الكل، عيون الشكوك توجه إلى كل غريب عن المنطقة، ولا حديث مع أي كان عن ما جرى ليلة الجمعة خوفا من أي طوارئ أخرى تزعزع استقرار المدينة التي ظلت لسنوات طوال محافظة على هدوئها وأمنها، هي الأجواء التي سادت اليوم الذي تلا حادثة الاعتداءين الإرهابيين على نادي الضباط الخارجي للأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال، والتي شوهد جل مداخلها، أمس إغلاق محكم وحراسة مشددة، حتى أن أعوان الأمن وضعوا أشرطة حمراء تدل على خطر أو منع المرور إلى الموقع الذي ظل محور حديث العام والخاص سواء بشرشال أو المناطق المجاورة لها، هذا وقد شوهد أمس طوق أمني على كافة مسار الأكاديمية لمنع الوصول إليها كما عززت وحدات الدرك الوطني تواجد أعوانها عبر مختلف طرقات ولاية تيبازة وعلى رأسها الطريق الوطني رقم 11·