الانتحاري الأول رمى بنفسه على مائدة الإفطار والثاني هاجم الضباط بدراجة نارية القدر أنقذ المئات من فرسان القرآن وأطفال الختان الجماعي من الكارثة كشفت مصادر أمنية رفيعة المستوى للشروق أن التحقيقات في العملية الانتحارية، التي استهدفت أمس الأول نادي ومطعم الأكاديمية العسكرية بشرشال ،ستعتمد على تسجيل فيديو مفصل تضمن العملية الانتحارية من بدايتها إلى نهايتها سلمته مصالح المراقبة لقيادة المدرسة التي سلمت نسخا منه لكل المصالح الأمنية التي ستشارك في عملية التحقيق، فيما يرتقب تحديد هوية الانتحاريين خلال اليومين القادمين.
* وأكدت مصادر الشروق أن العملية الإرهابية، المزدوجة التي استهدفت ملاحق من الأكاديمية العسكرية بضعة دقائق بعد آذان المغرب أمس الأول، تم تصويرها تصويرا دقيقا عبر كاميرات المراقبة المنتشرة في كافة أرجاء المدرسة العسكرية، بما فيها النادي الواقع خارج مبنى المدرسة، وستشكل هذه التسجيلات المرجعية الأساسية لإطلاق التحقيقات الأولية، كما ستعتمد في تحديد هوية الإرهابيين على اعتبار أن اللقطات الملتقطة عبر كاميرات المراقبة تظهر مراحل التفجير وتظهر هيئة الانتحاريين. * وبناء على المعلومات الأولية المتوفرة فقد تمت مشاهدة الفيديو من قبل المصالح الأمنية المسؤولة على التحقيق في الواقعة، كما أفادت مصادرنا أن وزارة الدفاع الوطني شكلت خلية متابعة على مستواها، تعمل بالتنسيق مع المصالح الأمنية الأخرى، وذلك للاتصال بعائلات ضحايا التفجير الإرهابي الذي تتحدث آخر حصيلة لوزارة الدفاع الوطني عن مقتل 18 شخصا من بينهم سوريان ومدنيان، وستعمل هذه الخلية على تسليم جثث الضحايا لذويهم. * * استشهاد 18 ضابطا منهم سوريان وموريتاني ومدنيان اثنان * القدر أنقذ المئات من فرسان القرآن وأطفال الختان الجماعي من الكارثة * الانتحاري الأول رمى بنفسه فوق مائدة إفطار تضم 16 ضابطا وأشلاؤه تناثرت * الانتحاري الثاني انقسم إلى نصفين وعثر على النصف السفلي لجسمه في الحديقة المحاذية للمطعم * * * لم تمر ليلة القدر أول أمس على سكان منطقة شرشال بسلام ولم يؤد قاطنوها صلاة التراويح بأمان، بل استقبلوها على دوي هجوم انتحاري مزدوج استهدف الضباط الذين يقصدون المطعم الخارجي للأكاديمية العسكرية المتعددة الأسلحة بشرشال، دقائق معدودة قبل أذان المغرب، وحوّل المكان إلى بركة دماء تناثرت فيها أشلاء نخبة المستقبل من الضباط في كل زوايا المطعم، وأحدثت حالة من الهلع والفزع في صفوف المواطنين. * حزن شديد خيم على شرشال المدينة الهادئة المطلة على البحر، والتي لم تعرف حتى في العشرية الدموية مثل المجزرة التي استهدفت أمس أكبر صرح عسكري للنخبة في الجزائر، أودت بحياة العديد من الضباط القادمين من كل نواحي البلاد وحتى من خارجه. * من الصعب الولوج أو حتى الاقتراب من مداخل ومنافذ مكان الاعتداء، نظرا للانتشار الأمني المكثف وإعلان حالة تأهب قصوى، حاصر فيها أفراد القوات الخاصة إلى جانب رجال الدرك الوطني وأعوان الشرطة وعناصر الأمن بالزي المدني، المنطقة وشددوا من الإجراءات الأمنية الاستثنائية وزادت من عمليات التفتيش للمواطنين والمركبات ومنعها من الوقوف والتوقف، إلا أن "الشروق" اخترقت جميع الحواجز وتمكنت من جمع أكبر عدد من المعطيات من خلال مصادر أمنية مؤكدة وشهود عيان كانوا في مسرح المجزرة. * * الانتحاري الأول رمى بنفسه فوق طاولة إفطار تضم 16 ضابطا * سبع دقائق فقط بعد أذان المغرب حسب مصادر من الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة، وجميع الضباط على طاولة الإفطار بالمطعم الخارجي للأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة المعروف ب"الماس" والواقع على مستوى الطريق الوطني رقم 11، وعلى بعد أمتار من المقر الرسمي للأكاديمية، عندما تسلل الانتحاري الأول الذي كان يحمل حزاما ناسفا، راجلا إلى مدخل المطعم عبر جداره الخلفي ليصعد السلالم ويقتحم القاعة ويلقي بنفسه فوق طاولة الإفطار التي تضم 16 ضابطا ليفجر نفسه وتتناثر أشلاؤه في كل زوايا البناية، خصوصا بسقف المطعم، أسفرت عن مقتل العديد من الجنود بينهم أجانب من جنسية سورية وموريتانية وجرح آخرين. * * ضباط يلقون بأنفسهم فوق الجدران ودراجة نارية تحدث الكارثة * الانفجار الأول سبب حالة هلع عند الضباط الناجين دفعت بهم إلى الفرار، حيث أكد شهود عيان الذين كانوا على مقربة من مكان الاعتداء أنهم شاهدوا العديد من الضباط يلقون بأنفسهم من فوق جدار المطعم الخارجي نحو واد فيه العديد من الآثار الرومانية، وفي الوقت الذي كان الآخرون يفرون من المركز 2 للمطعم، هاجم الانتحاري الثاني الذي كان على متن دراجة نارية وقام بتفجير نفسه عند المدخل الرئيسي للمطعم الخارجي المحاذي للمسرح البلدي ما تسبب في مقتل العديد من الضباط بينهم مدنيان أحدهما غرست في عنقه أشلاء الحزام الناسف وآخر في جهة اليمنى من صدره وهو الشيء الذي أحدث هلعا وسط المواطنين الذين لم يفطروا وهبوا مباشرة إلى الشارع للاطمئنان على أفراد عائلاتهم بحكم أن العديد منهم موظفون في الأكاديمية العسكرية، فيما عثرت مصالح الأمن على جثة الانتحاري صاحب الدراجة النارية ذات اللون الأحمر، وقد انفصلت إلى نصفين، حيث تم العثور على النصف الأول من جسم هذا الأخير في الحديقة المحاذية للمطعم. * فيما صادف وجودنا جنازة المدنيين اللذين يقطنان بالقرب من مكان المجزرة، حيث توافد االمئات من الأشخاص الذين بدا من خلال ملامح وجوههم الحزن الشديد، لتقديم العزاء والمواساة لأسر ضحايا الاعتداء الجبان، و"الشروق" كانت من بين المعزين. * * الانتحاريان ينحدران من منطقة ڤوراية * حسب المعلومات الأولية المتوفرة لدى "الشروق" فإن الانتحاريين تتراوح أعمارهما بين 22 و28 سنة، وينحدران من منطقة ڤوراية التي تبعد عن شرشال بحوالي 9 كلم، وينتميان إلى تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، كما علمنا أن هذا الاعتداء الجبان جاء مباشرة بعد أن نجحت قوات الأمن المشتركة، من توقيف مجموعة إرهابية تتكون من 3 أشخاص في بيت أحد القاطنين بالمكان المسمى "وادي الحمام" بالقرب من ڤوراية، حيث رجحت مصادرنا أن العملية انتقامية في انتظار ماستسفر عنه النتائج النهائية للتحقيقات في شأن هذا الاعتداء الجبان. * * الفريق قايد صالح يعاين المكان ويطالب الضباط بعدم الاستسلام للإرهاب * * فور وقوع الاعتداء المزدوج أمام الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال، وبالضبط بالمطعم الخارجي للأكادمية الذي يستقبل عادة ضباطا وعقداء، بحوالي 20 دقيقة انتقل الفريق قايد صالح إلى عين المكان وعاين حجم الخسائر التي أودت بضباط الأكادمية، ومكث فيها الى غاية إسعاف جميع الجرحى إلى مستشفى سيدي غيلاس لتلقي الإسعافات الأولية وفيهم من نقلوا إلى المستشفى العسكري بعين النعجة، وطالب من بقية الضباط الناجين، حسب مصادر من وزارة الدفاع الوطني، بالتحلي بالصبر واليقظة وأمرهم بعدم لاستسلام للشراذم الإرهابية التي تريد زعزعة أمن واستقرار البلاد خاصة في هذه المرحلة. * * مئات الأرواح الأبرياء تنجو بقدرة إلهية * * ونحن في عين المكان علمنا أنه من قدِر المولى تعالى أن العديد من الأرواح الأبرياء على غرار فرسان القرآن الكريم و10أئمة وعشرات أطفال الختان الجماعي، كانوا قد قدموا موعد الاحتفال بالختان الجماعي للأطفال الذي يقام كل سنة بمناسبة ليلية القدر بالمطعم الخارجي للأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال، حيث خصصوا يوم الخميس أي ليلة قبل الاعتداء الجبان لتقام مراسيم الاحتفال، وذلك بعد أداء فرسان القران الكريم والأئمة صلاة التراويح بمسجد "الرحمن" الواقع وسط المدينة والذي يبعد بضعة أمتار فقط عن المطعم. * * مكان الاعتداء بعيد عن مقر الأكاديمية العسكرية ب5 أمتار * * خلافا لما تناقلته وسائل الإعلام الأجنبية، فإن مكان الهجوم الانتحاري المزدوج وقع على بعد حوالي 5 أمتار من الأكادمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال، ويفصل بينهما الطريق الوطني رقم 11 والسبب في استهداف المكان هو فشل الجماعات الإرهابية من اقتحام مقر الأكاديمية نظرا للتواجد الأمني والحراسة المشددة عند مداخلها ومخارجها. * * وزارة الدفاع تعلن عن استشهاد 16ضابطا ومدنيين * * أكدت وزارة الدفاع الوطني في بيان لها أن الحصيلة الرسمية للهجوم الانتحاري المزدوج الذي وقع أول أمس، في حدود الساعة السابعة و45 دقيقة على المطعم الخارجي للأكاديمية العسكرية بشرشال هو 18شهيدا، بينهم تسعة ضباط ومدنيان إلى جانب 20 جريحا. * وأضاف البيان ذاته أن "كل الجرحى غادروا المستشفى بعد تلقي العلاج ما عدا ستة منهم ما زالوا تحت المراقبة الطبية وواحد منهم في حالة خطيرة. * واعتبر البيان أن "المجموعات الإرهابية تحاول بهذه العملية الدنيئة تحقيق أهداف إعلامية لفك الحصار المضروب عليها من طرف القوات الأمنية المشتركة التي حققت نتائج فعالة ميدانيا خاصة في الأسابيع الأخيرة"، وأكد أن "القوات الأمنية مصممة على تخليص البلاد من هذه الشراذم المجرمة وبسط الأمن والطمأنينة في ربوع الوطن". * * إلغاء احتفالات ليلة القدر بكل بلديات الولاية * * ليلة رعب في شرشال * * ب. بوجمعة * * عاشت ليلة أول أمس مدينة شرشال بولاية تيبازة ، ليلة رعب حقيقية في أعقاب الاعتداء الإجرامي الذي نفده الانتحاريان بمطعم ونادي الضباط بالأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشر شال و خيم جو من السكون في أرجاء المدينة فاسحا المجال لأصوات سيارات الإسعاف والمركبات الأمنية التي طوقت مداخل الأكاديمية تحسبا لأي طارئ. * ماهي إلا لحظات عن آذان الإفطار حتى اهتزت مدينة شرشال على وقع انفجارين نفذهما انتحاريان بنادي ومطعم الأكاديمية، حيث اقتحم انتحاري الباب الشمالي للأكاديمية أين يتواجد مطعم للضباط وقد سارع عناصر الجيش لتطويقه قبل أن يفجر حزامه الناسف، وفي تلك الأثناء باغت انتحاري آخر أفراد النادي وفجر نفسه وسط عدد كبير من أفراد الجيش، لتدخل مدينة شرشال في أعقاب التفجير الثاني الذي سمع دويه على مسافات بعيدة واهتزت معه الأحياء المجاورة للأكاديمية في حالة من الذهول وسط صراخ النساء اللواتي هالهن وقع التفجير، فيما سارع المواطنون إلى مغادرة منازلهم في خطوة لاكتشاف ما حدث ليتفاجؤوا بحركة غير عادية لسيارات الإسعاف التي تداولت على نقل الضحايا والمصابين من مكان الاعتداء نحو مستشفى سيدي غيلاس، الذي جند كل طاقاته للتكفل بضحايا الاعتداء الوحشي قبل أن يشرع في تحويل المصابين بجروح خطيرة نحو مستشفيات العاصمة. * وفي غضون ذلك انتشر الخبر بسرعة بمختلف مناطق الولاية التي سادها جو من الحزن جراء ما تعرض له ضباط الأكاديمية، فيما ألغيت مختلف الاحتفالات بمناسبة ليلة القدر واضطر والي الولاية إلى مقاطعة حفل تكريم حفظة القرآن الكريم بمسجد النور المركزي بمدينة تيبازة والتوجه نحو مكان التفجير ومستشفى سيدي غيلاس للاطلاع على حالة المصابين، فيما نزل قائد أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق قايد صالح وقيادات أمنية إلى الأكاديمية لمعاينة مكان التفجير وتقييم الخسائر واتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة. * كما ألغت لجنة الحفلات لمدينة بواسماعيل حفلا فنيا ساهرا بالواجهة البحرية للمدينة ونفس الأمر بالنسبة لحفلات الختان الجماعي للأطفال التي كان مبرمجا تنظيمها على مستوى العديد من بلديات الولاية. * * ب. بوجمعة * * * * * أجمعت على أنه عمل إجرامي لن يؤثر في مسار المصالحة الوطنية * الأحزاب السياسية تدين وتستنكر "اعتداء شرشال" * * * * عزيز حمدي * أدانت الأحزاب السياسية بالجزائر وبشدة العمل الإرهابي الذي استهدف نادي الضباط الخارجي للأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال عقب إفطار أمس الأول الجمعة، وذهب ضحيته مجموعة من الضباط والعسكريين، كما جددت دعوتها بضرورة التحلي باليقظة والحذر الدائم لمحاربة أعداء الاستقرار، فيما ترى بعض التشكيلات أنه لا يمكن القضاء على الإرهاب إلا من خلال إصلاح سياسي. * وصف الناطق الرسمي للتجمع الوطني الديمقراطي، ميلود شرفي الحادثة الإجرامية بأنها عمل إرهابي بكل المقاييس استهدف أمن واستقرار الجزائر في شهر الرحمة، داعيا في اتصال مع "الشروق" إلى تظافر جهود الجميع والتحلي الدائم باليقظة والحذر الدائم لمكافحة أعداء استقرار الجزائر، مؤكدا دعم ووقوف حزبه وبكل حزم في ترسيخ مبادئ وقيم المصالحة الوطنية، والتي لن تتأثر يضيف ممثل "الارندي" بمثل هذه الأعمال الإجرامية المحكوم عليها بالزوال، مشيرا إلى أن قوة الجزائر في تماسك شعبها، مؤكدا العمليات الإرهابية ومهما استهدفت على أعقابها خاسرة بإذن الله وبقوة هذا المجتمع الذي كان وسيظل دائما متماسكاً . * أما حزب جبهة التحرير الوطني، فقد استنكر الاعتداء الإجرامي الذي استهدف جنود وضباط الجيش الوطني الشعبي بأكاديمية شرشال لمختلف الأسلحة، حسبما صرح به المكلف بالإعلام قاسة عيسى، مشيرا إلى أن هدف المجرمين من خلال اختيار زمان ومكان تنفيذ جريمتهم تلفيقها بطابع ديني، خصوصا وأنها تزامنت مع احتفال الجزائريين بليلة القدر المباركة، مؤكدا على أنه لا ينبغي الاكتفاء ببيانات التنديد والاستنكار، فمن الضروري "تمكين جبهة وطنية تضم جميع الفعاليات السياسية والمدنية، تشتغل على كشف الأجندة السياسية التي تستهدف الجزائر بالتزامن مع احتضانها للندوة الدولية لمحاربة الإرهاب". * وجددت حركة مجتمع السلم "حمس" تمسكها بموقفها الرافض للإرهاب والعنف وكل أشكال الترويع والإجرام، ووصفت الجريمة التي استهدفت النادي الخارجي للأكاديمية العسكرية بشرشال بالعملية الغادرة، وأدان محمد جمعة المكلف بالإعلام العملية الإجرامية، معربا في ذات السياق عن استنكار حزبه القوي وإدانته الشديدة للاعتداء الإرهابي، ودعا جمعة الشعب إلى اليقظة والحذر من كل محاولات المساس بأمن الوطن والمواطن، وشددت "حمس" أنها ستعمل مع كل المخلصين في هذا الوطن على فضح وكشف وعزل من يعبث بأمن واستقرار الجزائر ومحاولة إرجاعها إلى دائرة الدماء والأحزان. * من جهتها استنكرت حركة النهضة الجريمة الإرهابية التي استهدفت نادي الضباط بشرشال، حيث وصف القيادي محمد حديبي، الاعتداء الإرهابي ب"الفاجعة" خصوصا وأنها تزامنت مع احتفال الجزائريين بليلة القدر، ما يؤكد بحسب المتحدث أن الجزائر مستهدفة، الأمر الذي يتطلب فتح نقاش وطني واسع. * * تفكيك قنبلة بمحيط الأكاديمية العسكرية بعد العملية الانتحارية * * عثرت أمس، قوات الجيش الوطني الشعبي في حدود الساعة الواحدة صباحا على قنبلة مفخخة تقليدية الصنع على مستوى محيط الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال بمكان معزول، وهذا عقب العملية الانتحارية. * وأكدت مصادر موثوقة "للشروق" أن الساعة الأولى من يوم أمس، تمكنت الوحدات الخاصة من العثور على قنبلة تقليدية الصنع تم وضعها بمكان معزول على مستوى محيط الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال، حيث تم تفجيرها بمكان آمن وبطريقة تقنية دون حدوث أي خسائر، وهذا بعد عملية تمشيط ومسح واسع لمحيط الأكاديمية وأرجاء المدينة عقب عملية الانتحارية. * * ب. إسلام * * إن "القاعدة "حققت صدى إعلاميا كبيرا بعملية شرشال * * عظيمي: مكافحة الإرهاب تفرض إشراك المسجد والمدرسة * * لخضر رزاوي * * أكد خبير الشؤون الأمنية والإستراتيجية الدكتور أحمد عظيمي أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، حقق أهدافا دعائية، وقام بعملية استعراضية كبيرة، من خلال العملية الانتحارية التي استهدفت الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال. * وقال عظيمي في تصريح ل"الشروق" "إن ضرب مدرسة عسكرية بوسط مدينة شرشال لما تمثله من رمزية أمنية وسياسية في البلاد، جاء بعد فشل الجماعات الإرهابية في ضرب الجزائر العاصمة "، خاصة وأن الجميع كان يتوقع هجمات إرهابية شرق العاصمة وليس من غربها، مشيرا إلى أن التنظيم استطاع أن يحقق بهذه العملية التي وصفها بالاستعراضية، صدى إعلاميا كبيرا، نظرا للسمعة التي تحظى بها المدرسة من جهة، والظروف الوطنية والدولية. * وأعاب المتحدث على السلطات المعنية عدم وضع إستراتيجية متكاملة لمحاربة الإرهاب من جذوره، وقال "من المفروض إننا تجاوزنا الإرهاب منذ سنوات، مشيرا الى أن الإرهاب كظاهرة لم نعالجها سوى من الزاوية التقنية، مشددا على ضرورة إشراك المسجد والمدرسة ووسائل الإعلام مع الحلول السياسية والعسكرية لهذه الظاهرة"، وأكد أنه لا يمكن أن نتحدث عن محاربة الإرهاب دون أن نتمكن من تغيير الذهنيات، تكوين مواطن جزائري قد يكون أي شيء سوى أن يكون انتحاريا أو يحمل السلاح، وأضاف بقوله "لا يمكن القضاء على الإرهاب إلا عندما نصل إلى صفر تجنيد". * *