خلف الاعتداء الإرهابي الجبان الذي استهدف النادي الخارجي لضباط الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال مساء أول أمس الجمعة 18 شهيدا من بينهم مدنيان اثنان، حسب آخر حصيلة لوزارة الدفاع الوطني. وأفاد ذات المصدر أن 20 شخصا آخرين جرحوا في هذا الاعتداء الإرهابي، غادر غالبيتهم المستشفى بعد تلقي العلاج، فيما بقي 6 منهم تحت المراقبة الطبية، يوجد من بينهم جريح في حالة خطيرة. وأشار بيان وزارة الدفاع الوطني إلى أن ''هذه الجريمة الإرهابية التي تعرض لها النادي الخارجي للأكاديمية، تبين مرة أخرى أن المجموعات الإرهابية المتبقية تحاول من وراء هذه العملية الدنيئة تحقيق أهداف إعلامية لفك الحصار المضروب عليها من طرف القوات الأمنية المشتركة، التي حققت نتائج فعالة ميدانيا خاصة في الأسابيع الأخيرة. وجددت القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي بعد أن ترحمت على أرواح الشهداء الذين قضوا في هذه العملية الإجرامية التأكيد على أنها ''مصممة على تخليص البلاد من هذه الشراذم المجرمة وبسط الأمن والطمأنينة في ربوع الوطن''. للتذكير فقد استهدف الاعتداء الإرهابي النادي الخارجي للضباط التابع للأكاديمية العسكرية لشرشال عشر دقائق بعد ساعة الإفطار. وقد أدانت عدة أحزاب سياسية، أمس السبت، بشدة العملية الإرهابية ''الجبانة''، حيث استنكر الناطق الرسمي للتجمع الوطني الديمقراطي السيد ميلود شرفي ''بقوة'' هذا ''العمل الإرهابي الشنيع الذي تعرضت له عناصر من الجيش الوطني الشعبي وخلف قتلى وجرحى''، متقدما بتعازي الحزب الخالصة لعائلات الضحايا و''سائلا الله عز وجل أن يتغمدهم برحمته الواسعة وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان وأن يشفي بقدرته جرحى هذا العمل الإجرامي''. وأكد التجمع الوطني الديمقراطي -الذي أعرب عن ألمه بما حدث والجزائر تحتفل بليلة القدر- على وقوفه ''الدائم'' إلى جانب قوات الأمن الوطني بمختلف أسلاكها ''للقضاء على الإرهاب الهمجي والسهر على حماية المواطنين وممتلكاتهم''. كما جدد نداءه ''للتحلي باليقظة والتجند الدائم لمكافحة أعداء الاستقرار''، مؤكدا وقوفه بكل ''حزم'' إلى جانب مسعى رئيس الجمهورية الرامي إلى ترسيخ قيم المصالحة الوطنية التي زكاها الشعب الجزائري. وأضاف أن تلك المصالحة ''لن تتأثر بمثل هذه الأعمال الإجرامية المحكوم عليها بالزوال''. ومن جهتها نددت حركة مجتمع السلم بشدة بهذا ''العدوان الآثم الذي اقترفته عصابات الإجرام والإرهاب في هذا الشهر الفضيل''، مشيرة إلى أن هذا العمل الإجرامي ''ينضاف إلى محاولات أخرى تمكنت مصالح الأمن من إجهاض العديد منها مجنبة البلاد مجازر حقيقية بفضل يقظتها''. ودعت الحركة في يبان لها الجميع إلى ''مزيد من اليقظة والتجند حتى يتم القضاء المبرم على ما تبقى من فلول الإجرام والإرهاب في بلادنا''. واستنكر بدوره حزب جبهة التحرير الوطني على لسان مسؤول الإعلام السيد عيسي قاسة العملية الإرهابية التي تعرض لها نادي الضباط الخارجي للأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال مبرزا ضرورة ''التفاف مختلف شرائح المجتمع للتصدي لهذه الظاهرة الغريبة عن المجتمع الجزائري''. وقال السيد عيسي أنه يجب على القوى الحية للوطن أن ''تتجند وترفع من يقظتها وتخلق درعا قويا لصد هذه الأعمال التي يهدف مقترفوها من ورائها إلى تحقيق أهداف إعلامية''. أما الأمينة العامة لحزب العمال السيدة لويزة حنون فقد أكدت في مداخلة لها خلال فعاليات الجامعة الصيفية لحزبها على ضرورة ''المزيد من التعبئة'' لمواجهة الإرهاب.