بعد شروع اغلب العائلات في إعداد حلويات العيد عرفت محلات بيع الحلويات الشرقية نقصا في الإقبال عليها ولم يكن مثلما كان عليه الحال في السابق، ويحسب الكل أن الأيام الأخيرة من رمضان جعلت الكل يملّ من تذوق المادتين، وان كان ذلك أمرا واردا فان السبب الحقيقي هو امتلاء مائدة السهرة ببعض الأنواع المحضرة من حلويات العيد الأمر الذي أدى إلى الاستغناء بعض الشيء عن تلك المواد وتعويضها ببعض الأنواع من الحلويات المحضرة التي فرغت النسوة من إعدادها ومن ثمة الحفاظ قليلا على الميزانية. بحيث عرفت محلات بيع الحلويات الشرقية اقبالا ضئيلا عليها في الأسبوع الأخير من رمضان ولم تسجل حضورا قويا للزبائن مثلما كان عليه الحال في الأسابيع الأولى، مما أدى بأصحاب تلك المحلات إلى إنقاص الكمية المحضرة لتفادي الخسارة الناجمة عن بقاء السلعة مكدسة تبعا لنقص الإقبال عليها من طرف الزبائن. اقتربنا من بعض المواطنين لرصد آرائهم حول ابتعادهم عن المادتين بعد هوسهم الكبير بها لأيام فكانت آرائهم مختلفة بحيث قال السيد عادل انه أدمن يوميا على إحضار قلب اللوز إلى المنزل مما أدى إلى تخمته بحيث لم يعد يتناوله كثيرا، ضف إلى ذلك شروع زوجته في إعداد حلويات العيد ولم تتوان على تخصيص كميات منها لمائدة السهرة لاسيما المعسلة منها التي تتلاءم كثيرا مع الشاي في تناولها على غرار السيقار والمقروط الأمر الذي أبعده عن محلات بيع الحلويات الشرقية نوعا ما فان هو فعل فسوف يسقط في فخ التبذير الذي نهانا الله عنه، وبذلك انقص عن كاهله المصاريف المستنزفة في مقبلات السهرة في أسبوع العيد. أما السيدة مروة فقالت أن ابتعاد عائلتها عن الزلابية كان منذ وقت طويل لاسيما انه لا يوجد أطفال فيما بينهم توكل لهم مهمة التهامها تبعا لذوقها الحلو باعتبارهم فئة مدمنة على أكل الحلو، لذلك فهي تقوم بجلب كمية ضئيلة جدا منها في اليوم الأول من رمضان للقضاء على شهوة أكلها بعدها تقاطعها تماما خاصة وأنها على يقين أن مصيرها سيكون سلة المهملات إن هي اقتنتها. اقتربنا من بائع بالمدنية فأكد لنا أن الإقبال يتضاءل في الأسبوع الأخير من رمضان ولا يكون على نفس الوتيرة التي عرفتها الأيام الأولى من الشهر الكريم وذلك راجع إلى عدة معطيات فمنهم من يمل من تناول المادتين معا بعد استهلاكهما لأيام طويلة إلى جانب شروع العائلات في تحضير حلويات العيد وتخصيص أقساط منها لمائدة السهرة وبدلك تحتل تلك الحلويات مكان الزلابية وقلب اللوز مما يبعد العائلات عن اقتنائها من جهة لتقليص المصاريف ومن جهة أخرى للتنويع في الوجبات. التقينا بالشاب طارق الذي قال انه لم يمل من تذوق حلوى "التارت" من ذات المحل وسوف يستمر في أكلها حتى الساعات الأولى من يوم العيد لاسيما وانه مدمن على حلوى التارت.