تجدد الاشتباكات مع تسارع عمليات الإجلاء السودان.. إلى أين؟ * حرب الإخوة الأعداء أسبوعها الثاني ب. ل/ وكالات تجدّدت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مواقع عدة بالخرطوم أمس الأحد بالتزامن مع تسارع عمليات إجلاء الرعايا والدبلوماسيين الأجانب وفي المقابل تسارعت عمليات إجلاء رعايا الدول من السودان مع دخول المعارك أسبوعها الثاني. ورغم إعلان هدنة من الطرفين اشتدت الاشتباكات أمس الأحد لا سيما في منطقة أم درمان غرب العاصمة كما أفيد عن غارات جوية في منطقة كافوري شمال الخرطوم. وقالت قيادة قوات الدعم السريع إنه مواصلة لنهجها المستمر في عدم الالتزام بالعهود اخترقت قوات الانقلاب المسنودة بالجماعات المتطرفة الهدنة المعلنة وقامت بضرب قوات الدعم السريع بمنطقة كافوري بالطيران وشمل الاعتداء منازل المواطنين الأبرياء ما أدى الى مقتل وإصابة العشرات . ودانت قيادة الدعم السريع هذا المسلك الغادر الذي يتنافى مع الالتزام المعلن بالهدنة . بدورها نبهت القوات المسلحة السودانية المواطنين من أنها رصدت استخدام المتمردين لأسلوب خداع يتضمن ارتداء أزياء القوات المسلحة واستخدام عربات لاندكروزر بطلاء مشابه لذلك المستخدم في عربات الجيش للتضليل ومحاولة إلصاق بعض الانتهاكات والجرائم التي يرتكبونها بقواتنا . وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن البلاد تشهد منذ الصباح انقطاعا شبه كامل لخدمة الإنترنت. الجيش السوداني: قوات الدعم السريع اعتدت على موكب السفارة الفرنسية أعلنت القوات المسلحة السودانية أن قوات الدعم السريع ارتكبت عدة انتهاكات على بعثات دبلوماسية بينها الاعتداء على موكب السفارة الفرنسية بإطلاق النار ما أدى لتعطيل عملية الإخلاء. وقالت القوات المسلحة السودانية الأحد إن مليشيا الدعم السريع سرقت العربة الدبلوماسية الخاصة بالسفير الماليزي واعتدت على موكب إخلاء أفراد السفارة القطرية المتجه إلى بورتسودان وقامت بنهب أموالهم وجميع حقائبهم وهواتفهم النقالة كما اعتدت على موكب السفارة الفرنسية بإطلاق النار ما أدى إلى عودتهم وتعطيل عملية الإخلاء . ولفتت إلى إصابة أحد الفرنسيين بعيار ناري من قناص إضافة إلى مهاجمة مقر البعثة في بري . وأدانت القوات المسلحة هذا السلوك البربري والجنوح للعنف والذي هو سمة ملازمة لمليشيا الدعم السريع قبل وبعد تمردها في أسوء نموذج لاستغلال القوة والمال عرفه تاريخ البلاد . من جهتها أعلنت قوات الدعم السريع أن قواتها تعرضت صباحا لهجوم بالطيران أثناء إجلاء رعايا فرنسين من سفارة بلادهم مرورا ببحري إلى أم درمان ما عرض حياة الرعايا الفرنسين للخطر. وأكدت إصابة أحد الرعايا الفرنسيين ونجاة بقية الرعايا لافتة إلى أنها حفاظا على سلامة الرعايا الفرنسين اضطرت إلى العودة بالموكب إلى نقطة الانطلاق الأولى. قوات الدعم السريع تتهم الجيش بضربها مع الرعايا الفرنسيين بالطيران أعلنت قوات الدعم السريع أمس الأحد أن قواتها تعرضت صباحا لهجوم بالطيران أثناء إجلاء رعايا فرنسيين من سفارة بلادهم مرورا ببحري إلى أم درمان ما عرض حياة الرعايا الفرنسين للخطر. وأكدت إصابة أحد الرعايا الفرنسيين ونجاة بقية الرعايا لافتة إلى أنها حفاظا على سلامة الرعايا الفرنسيين اضطرت إلى العودة بالموكب إلى نقطة الانطلاق الأولى. وأشارت في بيان إلى أنه وبتنسيق تام مع الحكومة الفرنسية تحرك صباح الأحد موكب إجلاء الرعايا الفرنسيين من أماكن تجميعهم بالسفارة الفرنسية وعبورا بمدينة بحري إلى أم درمان أثناء تحرك الموكب تحت حماية قواتنا تعرض إلى هجوم غادر بالطيران من قوات الانقلاب فيما تصدت قوات الدعم السريع للهجوم وأسقطت الطائرة . وأضافت أن هذا الانتهاك الصارخ للقانون الدولي والإنساني وللهدنة المعلنة كان بشهادة وحضور أعضاء السفارة الفرنسية التي وثقت الحادث . وجددت قوات الدعم السريع تأكيدها بالالتزام الكامل بالهدنة المعلنة وفتح الممرات الإنسانية لتمكين المواطنين من الحصول على الخدمات الضرورية ولتسهيل حركة الرعايا الأجانب إلى مناطق الإجلاء التي حددتها حكوماتهم . وكانت القوات المسلحة السودانية أعلنت أن قوات الدعم السريع ارتكبت عدة انتهاكات على بعثات دبلوماسية بينها الاعتداء على موكب السفارة الفرنسية بإطلاق النار ما أدى لتعطيل عملية الإخلاء. وقالت القوات المسلحة السودانية الأحد إن مليشيا الدعم السريع سرقت العربة الدبلوماسية الخاصة بالسفير الماليزي واعتدت على موكب إخلاء أفراد السفارة القطرية المتجه إلى بورتسودان وقامت بنهب أموالهم وجميع حقائبهم وهواتفهم النقالة كما اعتدت على موكب السفارة الفرنسية بإطلاق النار ما أدى إلى عودتهم وتعطيل عملية الإخلاء . بيانات متضاربة تضاربت البيانات الصادرة عن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع السبت بشأن سيطرة كل منهما ميدانيا في عدد من المواقع بالعاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة وسط البلاد. وبثت قوات الدعم السريع عبر حسابها في فيسبوك فيديو لعبد الرحيم دقلو شقيق قائدها محمد حمدان دقلو حميدتي وسط عدد من جنوده دعا فيه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان إلى الخروج والقتال مع أبناء الشعب وليس الزجّ به في الحرب والتخفي وفق تعبيره. وأضاف: جهدنا واجتهادنا كله للشعب السوداني من أجل الدولة المدنية والتحول الديمقراطي مناشدًا منسوبي القوات المسلحة الانضمام لقوات الدعم السريع . في الأثناء أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على التصنيع الحربي جنوبي الخرطوم وهو مجمع مصانع للجيش يتم فيه تصنيع الأسلحة والذخائر وبثت مقاطع فيديو لقواتها داخله وعرضت آليات وأسلحة استولت عليها فيه. في المقابل بث الجيش السوداني عبر حسابه في فيسبوك فيديو لنائب رئيس الأركان الفريق ركن عبد المحمود حماد ظهر فيه وهو يتحدث عن تهاوي قوات الدعم السريع. وقال حماد مخاطبًا الجنود داخل القيادة العامة للقوات المسلحة إن المليشيا المتمردة (الدعم السريع) تتهاوى إلى هزيمة حتمية قريبًا المتمردون فقدوا السيطرة على قواتهم وخرقوا الهدنة الإنسانية . وفي بيان منفصل نفى الجيش السوداني سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة جياد الصناعية بولاية الجزيرة (وسط) مؤكدًا أنه لا وجود للمتمردين في المدينة. وقال الجيش: أظهرت إحدى القنوات فيديو لعناصر من المتمردين يدّعون من خلاله أنهم سيطروا على مدينة جياد الصناعية . وأوضح أن مجموعة من المتمردين كانت قد حاولت بالفعل دخول المدينة الصناعية ووصلوا لأحد مصانع تجميع المركبات لكن تم صدّهم بعد وقت وجيز وهربوا من الموقع . انقطاع شبه كامل للإنترنت في السودان مع دخول المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان أسبوعها الثاني تعاني البلاد انقطاعا شبه كامل لخدمة الإنترنت وفق ما أفاد موقع رصد للشبكة العنكبوتية العالمية أمس الأحد. وقالت منظمة نت بلوكس ومقرها لندن التي تعنى برصد الوصول إلى شبكة الإنترنت في العالم: تظهر بيانات الشبكة في الوقت الحالي انهيارا شبه كامل للاتصال بالإنترنت في السودان حيث تبلغ نسبة الاتصال الوطني حاليا 2 في المئة مقارنة بالمستويات العادية . يأتي ذلك في الوقت الذي بدأ فيه عدد من الدول تنفيذ عمليات إجلاء لمواطنيها العالقين في السودان وسط معارك مستمرة رغم دعوات داخلية وإقليمية ودولية لوقف القتال وإيجاد تسوية سياسية للأزمة. السفير الروسي بالخرطوم: ندرس كل الطرق الممكنة لإجلاء رعايانا قال السفير الروسي في السودان أندريه تشيرنوفول إنه لا يمكن في الوقت الراهن الحديث عن تنفيذ عمليات إجلاء جوية من الخرطوم لأن القتال يدور حاليا في المطار الدولي بالعاصمة السودانية. وأضاف السفير: تم تمديد نظام حظر الطيران فوق أراضي السودان حتى 30 أبريل. من المحتمل أن تكون هناك استثناءات لطيران الإجلاء لدول مختلفة. لكن لا يمكن الحديث عن إجلاء جوي من الخرطوم لأن القتال يدور في مطار العاصمة الدولي . وحول المغادرة إلى بورتسودان ذكر السفير أن هذا الأمر ممكن من الناحية النظرية لكنه مرتبط بصعوبات لوجستية كبيرة جدا من بينها توفير وسائط النقل البري اللازمة والتحرك على طرق لا يمكن عمليا توفير الوقود فيها. وكذلك يجب توفير مرافقة أمنية مضمونة. وقال: الطريق طويل- حوالي 900 كلم. ونقل النساء والأطفال كل هذه المسافة مهمة صعبة ومعقدة . وتابع السفير القول: يدرس الدبلوماسيون الروس في السودان جميع الطرق الممكنة لإجلاء المواطنين الروس . ووفقا له أكد طرفا القتال في السودان الاستعداد للمساعدة في إخلاء الأجانب لكن هناك صعوبات موضوعية لا تسمح لنا بالمغادرة بعد. سننظر كيف ستتطور الأمور وإذا لم يتغير الوضع للأفضل سنقوم بالطبع بإخلاء جزئي على الأقل . مصر: إصابة أحد موظفي سفارتنا في الخرطوم كشفت الخارجية المصرية عن إصابة أحد موظفي سفارتها في الخرطوم جراء المعارك المتواصلة هناك مؤكدة أن الدبلوماسيين المصريين لن يتركوا الميدان قبل الاطمئنان على كل مواطن. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد في معرض رده على استفسار من عدد من المحررين الدبلوماسيين صباح أمس الأحد حول الموقف بشأن عملية إجلاء أعضاء الجالية المصرية في السودان وأعضاء البعثة الدبلوماسية والبعثات الفنية الرسمية. وقال أبو زيد إن الدول التي لديها أعداد كبيرة من المواطنين تتجاوز العشرة اَلاف مثل الحالة المصرية تحتاج إلى عملية تخطيط محكمة وآمنة ومنظمة لضمان سلامة ودقة عملية الإجلاء خاصة في ظل التصاعد الخطير في حجم المخاطر. وكشف أن أحد أعضاء السفارة المصرية أصيب بطلق ناري بالفعل مشيرا إلى أن هذا الأمر يؤكد مرة أخرى على ضرورة توخي أقصى درجات الحذر حفاظا على سلامة مواطنينا وأعضاء بعثاتنا في السودان . وفيما يتعلق بوضع البعثة الدبلوماسية أوضح المتحدث أن العقيدة وميثاق العمل الراسخين لدى الدبلوماسي المصري تفرض عليه أن يكون آخر من يغادر ميدان عمله بعد الاطمئنان على استكمال عملية إجلاء كل من يرغب من أعضاء الجالية في المغادرة . وضرب أبو زيد مثالا على ذلك بما حدث مؤخرا فى دول مثل ليبيا وأفغانستان وأوكرانيا حيث نجحت السفارة المصرية في إتمام عمليات الإجلاء الآمن للجالية المصرية فيها .