انطلقت في سوريا، أمس الجمعة، مظاهرات متفرّقة أطلق عليها (الموت ولا المذلّة)، وقالت لجان التنسيق في سوريا إن 11 قتيلاً قتلوا على يد قوّات الأمن والجيش في أنحاء متفرّقة بسوريا· ووفقا لناشطين، فإن الجيش السوري قتل متظاهرَيْن اثنين في حمورية بريف دمشق، وذكرت تنسيقيات الثورة أن 3 سوريين قتلوا في دير الزّور وأصيب 4 برصاص الأمن السوري، فيما قتل متظاهران آخران في عربين بريف دمشق· وقد أحاط الجيش السوري بمشفى الفاتح في كفر بطنا بريف دمشق، حيث يعالج المصابون والجرحى من المتظاهرين، وسمع إطلاق نار كثيف وانفجارات في محيط المشفى· وذكر ناشطون على صفحة (الثورة السورية) على موقع التواصل الاجتماعي: (في جمعة الموت ولا المذلّة كلّنا رايحين شهداء بالملايين)، مؤكّدين أن مظاهراتهم (سلمية سلمية). ومن جهتها، ذكرت صفحة (اتحاد تنسيقيات الثورة السورية) على الموقع نفسه: (لكلّ أهل شهيد من بعد العيد سنبدأ من جديد)، مشيرين إلى أنهم (كلّ يوم طالعين حتى سقوط النّظام)· وارتفع الخميس عدد القتلى إلى 7، وكان البارز قصف عشوائي في مناطق في حمص وريف حلب· وعادت حماة إلى واجهة الأحداث الأكثر سخونة بعد أن اقتحمتها قوّات الأمن والجيش وطوقت المدينة بالكامل، وأعلن المدّعي العام في مدينة حماة عدنان بكور استقالته من منصبه احتجاجا على أعمال القمع والتعذيب، وهذه الاستقالة الأولى لمسؤول كبير ينشقّ عن النّظام خلال الاحتجاجات الشعبية· كما تمّ تهديد مدير مسشفى الحوراني بالاعتقال إن لم يكذَّب خبر موت الأطفال في الحاضنات نتيجة قطع الكهرباء عن المستشفى ورفض الأمن تزويد المستشفى بالكهرباء· وشهدت دير الزّور انشقاقات جديدة في صفوف الجيش وسمع فيها إطلاق نار كثيف، وسط أبناء عن مقتل عدد من الشبيحة إثر اشتباكات مع العناصر المنشقة· وفي حمص استمرّ الشبيحة بتنفيذ عمليات اختطاف كان من بين ضحاياها نساء· وفي درعا، نفّذ الأمن مداهمات عديدة وزاد من الحواجز الأمنية ونشر الجيش مدرّعات ومضادات للطيران· ولا تزال الاعتقالات التي لم يعف منها النّساء والأطفال والعجائز سائدة تماما كما في اليوم الأوّل من الاحتجاجات· وتشهد سوريا حركة احتجاجات واسعة منذ منتصف مارس أدّى قمعها من جانب السلطة إلى مقتل 2200، حسب حصيلة لمنظّمة الأمم المتّحدة· وتشير منظّمات حقوقية إلى مقتل 389 جندي وعنصر أمن، في غياب إحصاء رسمي لعدد الضحايا، في الوقت الذي تتّهم فيه السلطات (جماعات إرهابية مسلّحة) بقتل المتظاهرين ورجال الأمن والقيام بعمليات تخريبية وأعمال عنف أخرى لتبرير إرسال الجيش إلى مختلف المدن السورية لقمع التظاهرات السلمية·