يرى المدرّب السابق لوفاق سطيف والحالي للمنتخب الأولمبي القطري برنار سيموندي أن بلوغ الاحتراف الحقيقي للكرة الجزائرية يمرّ عبر ضرورة إعادة النّظر في العديد من الأمور التي لها علاقة مباشرة بالتسيير وفتح المجال لأصحاب الاختصاص بغرض المساهمة في إنجاح الاحتراف لأن الإشكال حسبه لا يكمن كما يعتقد البعض في ضعف مستوى البطولة وإنما في التسيير المنتهج من طرف المعنيين بالأمر، مؤكّدا أن مستوى البطولة الجزائرية أفضل بكثير من نظيراتها القطرية، كاشفا أن سبب مغادرته وفاق سطيف يعود إلى عدم مرور التيّار بينه وبين أحد أعضاء إدارة الوفاق ليست له أيّ علاقة بمجال كرة القدم على حدّ تصريح سيموندي في هذا الحوار الذي أجراه مع أحد المواقع المتخصّصة· ي· تيشات/ بتصرّف عن أحد المواقع - ماذا عن آخر أخبارك بعد تولّيك مهمّة تدريب المنتخب الأولمبي القطري؟ -- حاليا أنا متواجد في قطر أين أحضّر رفقة الفريق الأولمبي لتصفيات الألعاب الأولمبية بلندن 2012، نحن نعمل بجدّ من أجل تحقيق الهدف وهو افتكاك تأشيرة العبور إلى الدورة النّهائية، خاصّة وأن كلّ الظروف مواتية لبلوغ ذلك. - بحكم أنك درّبت من قبل في الجزائر وحاليا في قطر ما رأيك في مستوى البطولتين؟ -- البطولة الجزائرية تمتلك مستوى جيّدا لكن مقارنة بقطر هناك أشياء تميّز الجزائر، فكرة القدم الجزائرية ليست وليدة اليوم، بل وليدة سنوات طويلة، بالإضافة إلى عامل عدد السكان فكلّما كان العدد أكبر كانت إمكانية وجود لاعبين كثر وجيّدين أكبر، ممّا أثّر سلبا على المستوى الفنّي للبطولة القطرية، لكن بالعمل الكبير الذي تقوم بها الهيئة المشرفة على تسيير الكرة هنا في قطر سيكون كلام آخر فوق أرضية الميدان· وبالتالي يمكن القول إن مستوى البطولة الجزائرية ليس بالمقارنة مع مستوى غالبية بطولات البلدان الخليجية لأن الشعبية الكبيرة التي تحظى بها كرة القدم في الجزائر من شأنها أن تزيد من رفع المستوى وركوب قطار الاحتراف الحقيقي في أقرب وقت ممكن· - يعني أنك تؤكّد أن البطولة الجزائرية أفضل مستوى من نظيرتها القطرية... -- أعتقد أن هناك بعض الفرق الجزائرية لها مستوى يفوق مستوى البطولة القطرية، ليست فرقا كثيرة ربما فريقان أو ثلاثة من الجزائر يمتلكون مستوى جيّدا· - هذا الموسم شهد هجرة عدّة لاعبين دوليين إلى أوروبا والاِلتحاق بفرق خليجية، ممّا جعل الجمهور الجزائري يطالب بإبعادهم من تعداد (الخضر) بحجّة أن مستواهم تراجع، ما رأيك؟ -- نعم، هناك مغني وبوفرة وزيّاني وحتى بلحاج الذي سبقهم، حيث بقي يتلقّى دعوات المنتخب، هو اختيار شخصي وهم لعبوا لسنوات ل (الخضر) وربما قد يكون ذلك مشكلا للمنتخب الجزائري، لكن ما هو أهمّ بالنّسبة لهؤلاء اللاّعبين هو اللّعب وأعتقد أنهم يستطيعون إبقاء مستواهم جيّدا مع بعض العمل والجدّية من أجل البقاء ضمن تشكيلة (الخضر)، وأن يكونوا دائما في مستوى يسمح لهم بتقديم الإضافة اللاّزمة. وأعتقد أن المدرّب حليلوزيتش على دراية تامّة بمستوى كلّ لاعب لأن الإشكال ليس في الفريق الذي يحمل ألوانه وإنما في حفاظ هؤلاء اللاّعبين على مستواهم، وبالتالي ليس من حقّ الجمهور المطالبة بإبعادهم من تعداد المنتخب لأسباب أعتبرها غير منطقية، ولأن القرار الأخير في يد المدرّب الجديد حليلوزيتش الذي حتما لا يريد لاعبين مستواهم ضعيف، خاصّة وأن تجاوز المرحلة الصّعبة التي يمرّ بها المنتخب الجزائري تتطلّب تواجد لاعبين ذوي مستوى عال. - يوجد لاعبان جزائريان ينشطان في البطولة القطرية قيل إنك مصمّم على ضمّهما إلى المنتخب القطري، هل تؤكّد ذلك؟ -- نعم، هما لاعبان ممتازان وجيّدان، وقد تحدّثت معهما حتى قبل أن أصبح مدرّبا للمنتخب الأولمبي القطري، وكان ذلك لأنهما لاعبان جيّدان وموهوبان يهمّاني كثيرا، لكن الرّغبة في ضمّهما إلى المنتخب القطري لا تكفي ولا تتمّ بالحديث معهما، فهناك إجراءات إدارية والشيء الوحيد الذي يمكنني قوله الآن هو إنهما لاعبان جيّدان ولديهما المؤهّلات التي تسمح لهما بفرض نفسيهما ضمن تشكيلة المنتخب القطري الأوّل وليس المنتخب الأولمبي وفقط. - إذن، من الممكن جدّا أن نراهما بألوان المنتخب القطري... -- هذا القرار ليس بيدي وحدي فقط والأمر يتعدّاني حاليا، فهناك بعض الإجراءات التي تسبق ذلك، وفي الحقيقة إذا قالوا لي إن لاعبا ما جيّد ويمكن استدعاءه فلن أضيّع ذلك، ولو كان كريستيانو رونالدو يمتلك الجنسية القطرية لاستدعيته بكلّ تأكيد (يضحك).. وهنا أودّ إضافة شيء آخر. - تفضّل... -- لقد تحدّثت مع اللاّعبين منذ وقت طويل لأنهما جزائريان ويتحدّثان اللّغة الفرنسية، أمّا بخصوص مسألة لعبهما في قطر فالأمر يتعلّق بقضية أوراق في قضية إدارية، وإذا أرادا اللّعب لقطر مثلما حصل لجزائريين ومغاربة آخرين لعبوا لمنتخبات أوروبية كفرنسا وبلجيكا وكانوا لاعبين كبارا فلِمَ لا نضمّهم إلى منتخب قطر؟ - وهل أكّدا لك أنهما متحمّسان للّعب للمنتخب القطري والتراجع عن حمل ألوان منتخب بلدهما الأصلي الجزائر؟ -- شخصيا لا أدري، فلست من يقرّر مكانهما وكلّ ما أسعى إليه هو إقناعهما بحمل الجنسية القطرية وإنهاء الإجراءات الإدارية في أقرب الآجال للاستفادة من خدماتها لأنني كمدرّب للمنتخب الأولمبي القطري أريد لاعبين من طرازهما· - ماذا عن تجربتك النّاجحة مع وفاق سطيف؟ وما هي الأسباب الذي كانت وراء مغادرتك للفريق؟ -- صحيح أنني أعتبر تجربتي القصيرة مع وفاق سطيف ناجحة إلى أبعد حدّ لأنني حقّقت الأهداف التي كانت مسطّرة من طرف الطاقم الإداري، وأنا شخصيا أعتزّ كثيرا بالأيّام الجميلة التي قضيتها في الجزائر، لكن وللأسف الشديد أرغمت على عدم مواصلة تدريب وفاق سطيف بسبب المشاكل العويصة التي حدثت لي مع أعضاء الطاقم الإداري. وأغتنم هذه الفرصة لكشف الحقيقة لعشّاق الوفاق وهي أنه ولأن علاقتي وطيدة مع سرّار فقد طلب منّي عدّة مرّات التراجع عن قراري، لكنني فضّلت عدم التراجع عن قراري بسبب مسيّر ليست له أيّ علاقة بمجال كرة القدم. - يقال إن مشكلة الكرة الجزائرية تكمن في ضعف القائمين على تسيير الفرق المحترفة بالدرجة الأولى، أليس كذلك؟ -- لابد من الاعتراف بأن هناك عملا كبيرا يقوم به المشرفون على تسيير شؤون الكرة الجزائرية لبلوغ الاحتراف الحقيقي، لكن لابد من بذل المزيد من الجهد وإعادة النّظر في العديد من الأمور التنظيمية لتجسيد الاحتراف طبقا لدفتر الشروط المعمول به من طرف (الفيفا)، خاصّة وأن الجزائر تملك إمكانيات ضخمة من شأنها أن ترفع أكثر مستوى الكرة الجزائرية، ومن ثمّة بلوغ الاحتراف الحقيقي بأتمّ معنى الكلمة·