صرّح الوزير المنتدب المكلّف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل أمس الأحد بالجزائر بأن الأزمة الليبية خلقت وضعا جديدا بمنطقة الساحل إثر تنقّل الأسلحة والعودة المكثّفة للأشخاص نحو بلدانهم الاصلية· وأوضح مساهل في ندوة صحفية عشية انعقاد ندوة حول الشراكة والأمن و التنمية بين بلدان الميدان والشركاء من خارج الإقليم أن (الأزمة الليبية خلقت وضعا جديدا، وقد يكون لهذه الأزمة انعكاسات على شبه المنطقة خاصّة بفعل ظاهرتين هما تنقّل الأسلحة والعودة المكثّفة للأشخاص نحو بلدانهم)، مضيفا أن (ذلك قد يصبح محلّ انشغال بالنّسبة لهذه البلدان التي لا تتوفّر على الإمكانيات التي تمكّنها من مواجهة هذا الوضع)· وأوضح مساهل في هذا السياق أن هذه النّدوة ستمكّن دول الميدان (الجزائر-مالي-موريتانيا-النيجر) خلال اجتماع وزراء خارجيتها عشية النّدوة من (تقاسم المعلومات بخصوص تنقّل الأسلحة والطريقة التي تسمح لنا بمواجهتها)، وأضاف أنه بإمكان الشركاء من خارج الإقليم تقديم مساهمة لصالح هذه البلدان من أجل مواجهة عودة الأشخاص من ليبيا· وفي سياق ذي صلة، أعلن مساهل أن منتدى عالميا لمكافحة الإرهاب بصدد التأسيس، موضّحا أن المنتدى يضمّ 35 بلدا من بينهم الجزائر، مبرزا أن (هذا المنتدى الذي سيعقد أوّل اجتماع له في 21 سبتمبر في نيويورك يضمّ البلدان التي تتوفّر على القدرات والخبرات التي تسمح بالقضاء على آفة الإرهاب)· وكشف الوزير أنه حتى وإن تعثّرت الأمم المتّحدة منذ سنوات حول تعريف الإرهاب فإن هذا لم يمنع المنظّمة الأممية من أن تكون لها هندسة عالمية لمكافحة آفة الإرهاب· في هذا الصدد ذكّر مساهل باللّوائح التي صادق عليها مجلس الأمن الأممي ومن بينها اللاّئحتان 1267 و1373 في سنة 2001 وهي (ملزمة كما تحدّد مجال عمل الدول في مكافحة الإرهاب)، وقال: (هناك الهندسة العالمية لمكافحة الإرهاب تمّ اعتمادها سنة 2006، وهي تنظّم على الصعيد القانوني والسياسي والعملي مكافحة الإرهاب)، موضّحا أنه تمّ وضع آليات لمتابعة تطبيق هذه اللّوائح· وأضاف مساهل أنه (بصرف النّظر عن تعريف مفهوم الإرهاب هناك استراتيجية عالمية لمكافحة هذه الظاهرة، ونحن ننضمّ إلى هذه الاستراتيجية)· وفي نفس الإطار ذكّر الوزير المنتدب بتبنّي مجلس الأمن للائحة 1904 التي تجرم دفع الفدية للجماعات الإرهابية مقابل إطلاق سراح الرهائن، مشيرا إلى لوائح أخرى صادرة عن مجلس الأمن تخص تمويل الإرهاب واتّفاقيات دولية حول مكافحة تمويل الإرهاب، مؤكّدا بهذا الخصوص: (هناك ترسانة قانونية كاملة وبإمكان البلدان التي تخوض مكافحة الإرهاب الانضمام اليها). وأضاف مساهل يقول: (العالم يواجه اليوم تهديدات كبيرة وشاملة تستدعي حلولا شاملة)، مشيرا إلى أن المشاركة (المميّزة) في ندوة الجزائر الدولية حول الإرهاب يعكس الإرادة (الحقيقية) في مرافقة بلدان الميدان (الجزائر-مالي-موريتانيا-النيجر) في مكافحتها للإرهاب· وعن دور الجزائر في مكافحة الإرهاب أكّد السيّد مساهل أن المكانة (المحورية) للجزائر في هذا الكفاح يشهد عليها كل العالم نظرا لتجربتها في هذا المجال ومساهمتها في وضح استراتيجيات مكافحة الإرهاب من خلال المنظمات الدولية·