هكذا بدت غزّة بعد حرب الإبادة دمار.. جثث.. ومفقودون بدأ صباح الجمعة سريان الهدنة المؤقتة في قطاع غزّة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والاحتلال وأفادت المصادر بدخول نحو 100 شاحنة مساعدات حتى الآن عبر معبر رفح وهو ما يمثل نحو خمسة احتياجات سكان القطاع في الوضع الطبيعي وبلغ عدد الشهداء أكثر من 14 ألفا و854 شهيدا بينهم أكثر من 6150 طفلا وأكثر من 4 آلاف امرأة فيما لا يزال نحو 7 آلاف شخص في عداد المفقودين إما تحت الأنقاض أو جثامين ملقاة في الشوارع والطرقات أو ما زال مصيرهم مجهولا كما تجاوز عدد المصابين 36 ألفا. ق.د/وكالات بدأت هدنة مؤقتة لمدة 4 أيام بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والاحتلال في قطاع غزّة أمس الجمعة وتأمل وكالات إغاثة استغلال فترة وقف القتال لتكثيف إيصال المساعدات إلى القطاع المحاصر. ومع تفاقم نقص الغذاء والوقود ومياه الشرب والأدوية في الأسابيع القليلة الماضية حذرت وكالات تابعة للأمم المتحدة من تفشي الأمراض وهو ما قد يزيد عدد الوفيات بشكل حاد. ولم تصل أي مساعدات خارجية إلى أجزاء من شمال قطاع غزّة منذ أسابيع ووصف متحدث باسم الأممالمتحدة الوضع هناك بأنه جحيم على الأرض . وفي ما يلي تفصيل للوضع الإنساني في القطاع: نزوح هناك نحو 1.7 مليون من سكان قطاع غزّة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة فروا من منازلهم ونزحوا داخل القطاع. ويقول مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن قرابة مليون منهم يحتمون في مبان تديرها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وعدد تلك الملاجئ 156 على الأقل. والملاجئ مكتظة للغاية بما يفوق طاقتها بأكثر من 4 أمثال بعد أن فر عشرات الآلاف من المدنيين إلى جنوب القطاع هربا من وطأة القصف في الآونة الأخيرة لكن الجنوب أيضا تعرض لضربات جوية شرسة قتلت وأصابت مدنيين. وينام أغلب الرجال والشبان والفتية من النازحين في العراء قرب الجدران الخارجية للملاجئ وقال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن بعض الأسر نصبت خياما خارج ملجأ في خان يونس. المستشفيات لا يعمل أي مستشفى في شمال قطاع غزّة بشكل طبيعي بسبب شدة القصف ونقص الوقود ويقول مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن 8 من أصل 11 منشأة في الجنوب ما زالت تعمل وواحدة فقط منها متاح فيها إجراء عمليات جراحية معقدة وفقا لما تقوله منظمة الصحة العالمية. وقالت المنظمة أيضا إنها طلبت المساعدة لإخلاء 3 مستشفيات في الشمال وإن الخطط جارية في هذا الصدد. وتقول منظمة أوكسفام الخيرية إن عدد الولادات المبكرة ارتفع بنحو الثلث تقريبا على مدى الشهر الماضي في القطاع الذي يحاصره الاحتلال مع معاناة الحوامل من زيادة التوتر الشديد والصدمات النفسية. *إيصال المساعدات تم فتح معبر رفح بين قطاع غزّة ومصر والسماح بدخول مساعدات محدودة منذ 21 أكتوبر الماضي فيما ظلت باقي المعابر مع قطاع غزّة مغلقة. ودخلت من مصر اول أمس الخميس 80 شاحنة محملة بإمدادات إنسانية. وقالت مصر إن 130 ألف لتر من الوقود و4 شاحنات غاز ستدخل قطاع غزّة يوميا مع بدء الهدنة وكذلك 200 شاحنة مساعدات. *المياه سمحت عمليات إيصال للوقود في الأيام القليلة الماضية بإعادة تشغيل بعض آبار المياه ومحطات الضخ في جنوب قطاع غزّة لكن مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية يقول إن هناك مخاوف شديدة من الجفاف في شمال القطاع حيث لا تعمل محطة تحلية المياه ولا خط المياه من الاحتلال. وأضاف أن محطات معالجة مياه الصرف لا تعمل بكامل طاقتها بسبب أضرار لحقت بها ونقص الوقود. *الوقود يسمح الاحتلال بدخول كميات محدودة يوميا من الوقود إلى قطاع غزّة من مصر وتم إيصال 75 ألف لتر اول أمس الخميس. وتوزع الأونروا الوقود لدعم توزيع الأغذية وتشغيل مولدات المستشفيات ومحطات المياه والصرف والملاجئ والخدمات الضرورية الأخرى. *الجثث في كل مكان إلى ذلك عثر فلسطينيون أمس الجمعة على عشرات الجثث في شارع الرشيد بمدينة غزّة أثناء عودتهم لمنازلهم مع بدء الهدنة الإنسانية المؤقتة بين الاحتلال وحركة حماس . وأفاد شهود عيان بأنهم أثناء عودتهم لتفقد منازلهم بالمناطق الغربية لمدينة غزّة عثروا على جثث لعشرات الفلسطينيين الذين قتلهم جيش الاحتلال على شارع الرشيد غرب المدينة. وأوضح الشهود أن الجثث كانت متحللة ما يشير إلى مقتلهم قبل عدة أسابيع أثناء حركة النزوح من مدينة غزّة إلى جنوب القطاع. وخلال الأسابيع الماضية قتل جيش الاحتلال عشرات الفلسطينيين أثناء نزوحهم إلى الجنوب عبر شارعي الرشيد و صلاح الدين (شرق) وتركهم في أماكنهم قبل أن يتم نقل جثثهم تدريجيا عبر عربات تجرّها حيوانات إلى مناطق الجنوب. وأقدم جيش الاحتلال على استهداف النازحين الفلسطينيين وارتكب العديد من المجازر في الجنوب بالتزامن مع ترويجه أن الجنوب منطقة آمنة لتشجيع العدد الأكبر من أهالي الشمال على مغادرته. ودخلت الهدنة الإنسانية المؤقتة بين الاحتلال والفصائل الفلسطينية حيز التنفيذ عند الساعة 07:00 بالتوقيت المحلي. ويتضمن اتفاق الهدنة الإنسانية إطلاق 50 أسيرا صهيونيا من غزّة مقابل الإفراج عن 150 فلسطينيا من سجون الاحتلال وإدخال مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى كافة مناطق القطاع.