قطعت تصريحات متطابقة، أدلى بها مسؤولون أمريكيون مختلفون ألسنة المتطاولين على الجزائر هنا وهناك، ممن حاولوا تقديم دروس لها في كيفية التعاطي مع بعض الأحداث، وفي مقدمتها ما يجري في ليبيا منذ شهور، حيث تقاطعت تصريحات المسؤولين الأمريكيين في الدفاع عن إستراتيجية بلادنا في مكافحة الإرهاب وكذا عن أداء دبلوماسيتها· وجاءت التصريحات الأمريكية التي من شأنها إخراس أصوات الفتنة و(التخلاط) التي تُسمع بين الحين والآخر من هنا وهناك بالتزامن مع تنظيم الجزائر لملتقى دولي حول الوضع في ليبيا وتداعياته الأمنية على المنطقة، وكذا بالتزامن مع حملة إعلامية وسياسية مسعورة تشنها بعض الجهات في ليبيا وقطر وفرنسا على الجزائر بدعوى قيامها ب(جريمة كبرى) بعد استقبالها عددا من أفراد عائلة العقيد معمر القذافي· وفي هذا الشأن، أكد سفير الولاياتالمتحدةبالجزائر السيد هنري انشر يوم الخميس بالجزائر بشأن استقبال الجزائر لأفراد من عائلة القذافي أن الجزائر ما فتئت تحترم القانون الدولي وتدعمه· وقال السفير الأمريكي خلال ندوة صحفية نشطها رفقة السيدة شاري فيلاروزا عضو مكتب تنسيق مكافحة الإرهاب لكتابة الدولة الامريكية والقائد الأعلى للقوات الأمريكية لإفريقيا (افريكوم) الجنرال كارت هام (نحن نثق في السياسة الخارجية للجزائر التي طالما احترمت ودعمت القانون الدولي)· من جهتها أكدت السيدة فيلاروزا أن الولاياتوالجزائر طالما احترمتا موقف الأممالمتحدة مضيفة أن (هناك العديد من اللوائح التي صادقت عليها الأممالمتحدة وأن الجزائر واعية بذلك)· ومن جانبه، أكد القائد الأعلى للقوات الأمريكية لإفريقيا (افريكوم) الجنرال كارتر هام أن مكافحة الإرهاب والنشاطات الإجرامية خاصة بمنطقة الساحل (انشغال متقاسم)· وسجل الجنرال هام في هذا الصدد أن تنظيم الجزائر لندوة دولية حول مكافحة الإرهاب لدليل على دورها (الرائد) في هذا المجال مشددا على (ضرورة) تضافر جهود (الجميع) من أجل التصدي للإرهاب· وبعد أن أبرز مشاركة العديد من البلدان والمنظمات في ندوة الجزائر الدولية حول الإرهاب أكد الجنرال هام أن المجموعة الدولية (مقتنعة) (بضرورة) مواجهة الخطر الإرهابي بمنطقة الساحل وغيرها من المناطق عبر العالم· مساهل سعيد بنتائج ندوة الجزائر أكد الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية السيد عبد القادر مساهل يوم الخميس بالجزائر العاصمة أن ندوة الجزائر الدولية أبرزت أن دول الميدان (الجزائر ومالي النيجر وموريتانيا) تتبنى رؤية موحدة واستراتيجية مشتركة في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والفقر· وأوضح السيد مساهل خلال لقاء صحفي نظم عقب اختتام أشغال ندوة الجزائر الدولية حول مكافحة الإرهاب بالساحل أن (ندوة الجزائر سمحت لدول الميدان بأن تظهر لشركائها امتلاكها لاستراتيجية حقيقية ولرؤية موحدة في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والفقر)· واعتبر مساهل يوم الخميس أن مسألة التنقل غير الشرعي للأسلحة من ليبيا إلى الدول المجاورة لدول الساحل تخص السلطات الليبية الجديدة· وقال الوزير أن مسألة انتشار الأسلحة الليبية بشكل لا شرعي عبر دول الساحل (تهم السلطات الليبية الجديدة) معبرا عن أمله أن تكون (قضية تسليم الأسلحة من أولويات السلطات الليبية الجديدة)· وأضاف في هذا الصدد (علمنا أن القضايا الأمنية ستكون ضمن أولويات السلطات الجديدة) مضيفا (نحن متفائلين لأننا انطلقنا من قناعة أن هذه السلطات ستعطي الأولوية لهذه القضية)· كما أكد عبد القادر مساهل أن دول الميدان لمنطقة الساحل وضعت آليات للتنسيق في مجال مكافحة الإرهاب والتي تستجيب لانشغالاتها ولا تحبذ التدخل العسكري بالمنطقة· وأعلن الوزير مساهل، من جهة أخرى، أن اجتماعا دوليا حول الإرهاب سيعقد في غضون ستة أشهر في أحد بلدان الميدان لمنطقة الساحل· وفي سياق ذي صلة، شدد وزير خارجية مالي السيد سومايلو بوباي مايغا على أهمية ندوة الجزائر الدولية حول الشراكة والأمن والتنمية بين دول الميدان (الجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر) والشركاء من خارج الإقليم التي انتهت أشغالها بالجزائر باعتبارها فضاء لتوحيد وجهات النظر حول استراتيجية مكافحة الإرهاب وتسطير مخططات التنمية·