انتقد الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي عام المملكة السعودية رئيس هيئة كبار العلماء تخصيص مواقع إلكترونية وبرامج تلفزيونية لتعبير الرؤى وتفسير الأحلام. وأكد المفتي حسبما ورد بجريدة "الجزيرة" السعودية أن المواقع الإلكترونية أحدثت طرقا في تعبير الرؤى فأصبحت تهتم بذلك وتتنافس لأجله وأصبح هناك من يدعي التعبير وليس له أهلية لذلك، فالرؤيا شيء وتعبيره شيء آخر، محذرا من تتبع مفسري الأحلام لافتا إلى أنه لا يبنى عليها أحكام ولا تحقق شيئا. وأشار المفتي العام إلى أن كثيرا من الرؤى مجرد أوهام، فإن رأى العبد ما يسرُّه حمد الله وإن رأى ما يسوؤه يطبق التعاليم الشرعية في هذه الحالة، مشددا على المحافظة على الأذكار المشروعة التي تحفظنا في يقظتنا ومنامنا، محذرا في الوقت نفسه من ادعاء رؤية الحلم؛ لأن ذلك حرام والوعيد فيه شديد. وأضاف: "هناك قنوات خاصة يتصل بها من يتصل ويذكر أحلامه وكلها تعتمد على المادة يدفع هذا الرائي مبلغا يتقاسمه المعبِّر والقنوات والاتصالات بينهم فأصبحت تجارة تروج ومكاسب، والحقيقة أن كثيرا منها مزعج ومؤذ فربما وقع طلاق بين زوجين وهُدم البيت وتفرقت أسرة وتقاطع أرحام بأسباب هؤلاء المعبّرين الذين لا يحسنون ما يعبّرون ولا يتقون الله في ما يقولون". ووجه المفتي العام اللوم لمن يعبّرون الرؤى دون بصيرة وعلم واصفا إياهم بأنهم "لا علم عندهم إنما هي صناعة وتجارة ومكاسب من وراء تلك التعبيرات الخاطئة يتسنم لها من لا يحسن التعبير". ولفت المفتي إلى أن التعبير علمٌ لا شك فيه كما قال الله عن يوسف "ويعلمك من تأويل الأحاديث"، لكن المصيبة أن يدَّعيها من لا يحسنها ولا يفهمها ولا عناية له بمعرفتها ولا خبرة له بها وإنما مكاسب مالية ربما عبر تعبير الرؤيا في شق والتعبير في شق آخر، يخضع التعبير إلى المصالح المادية فربما أغرى شخصا بأمور وثبطه عن أخرى حسب ما يعطى. وبيَّن آل الشيخ أن المعبِّرين حقا من يتقون الله فيما يعبِّرون ولا يتخذون التعبير إضرارا أو إزعاجا للناس. ووضح آل الشيخ: "إياك أن تبحث عمن يعبِّر فإن رأيت خيرا فأحمد الله فإنها ما بين بشرى خير والتحذير من شر وإياك أن تتبع هؤلاء المعبِّرين فيوقعونك في مشكلات وهموم وغموم لا يعلمها إلا الله".