أكد مفتي عام السعودية رئيس هيئة كبار العلماء وإدارات البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، اليوم الخميس، أن دخول وخروج شهر رمضان ودخول شوال كان صحيحاً، وحثّ الناس على عدم الجري وراء الشائعات. وشدد المفتي – بحسب صحيفة “عكاظ” السعودية – على أن التعليقات التي تتضمن تشكيكاً للناس باطلة ومردودة ومخالفة للشرع، وحث الناس على التوقف عن هذه المعلومات التي تشكك في رؤية الهلال ودخول الشهر. ومن جانبه، أكد رئيس قسم الفلك في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور حسن باصرة عدم إمكانية اللبس بين الكواكب والهلال وقال: “الأخير حجمه أكبر”، إضافة إلى أن المترائين من ذوي خبرة تمتد خبرتهم لثلاثين عاماً، مبيناً الرؤية للهلال إن صحت دلالة على امتلاك الرائين قدرة بصرية خارجة عن النطاق العادي، الأمر الذي يدعو متخصصي أعصاب العين لبحث علمي جديد في فيزياء العين! ووصف باصرة الجمعية الفلكية، التي أدلت بتصريحات بُثت على مواقع إلكترونية عن احتمالية أن الرائين لم يروا الهلال، بل إنهم رأوا كوكب زحل، بمجموعة هواة لا علاقة لهم بالفلك. ومن جهة ثانية، قال د. علي جمعة مفتي الجمهورية المصرية في تصريحات لصحيفة “الجمهورية” إن اللجان الشرعية الثمانية التابعة للدار اتفق أغلبها على رؤية الهلال، بل إن بعضها شاهد الهلال بالعين المجردة. وأضاف جمعة أنه يربأ بالمسؤولين في المملكة أو في دار الافتاء بمصر من التعدي على دين الله بالنقص أو الزيادة وتحمل ذنوب عباد الله تعالى. وفي ذات السياق، أكد الدكتور أشرف فهمي، مستشار مفتي الجمهورية، مسؤول ملف رؤية أهلة الشهور الهجرية، أن رؤية هلال عيد الفطر صحيحة 100% في مصر وأنه ثبتت رؤيته فعلياً بالعين المجردة في لجنتين تابعتين لدار الافتاء في توشكى وسوهاج. وأضاف في تصريحات ل”المصري اليوم”: “دار الإفتاء تتحرى الدقة في الإعلان عن رؤية الأهلة وما يقال بخلاف ذلك غير دقيق مطلقاً جملة وتفصيلاً”. وقد عبّر عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع عن استغرابه من تشكيك الجمعية الفلكية في محافظة جدة حول رؤية هلال شوال على رغم ثبوته لدى مواطنين ثقاة، بعد أن سجلوا شهاداتهم لدى المحاكم الشرعية المختصة. وقال المنيع لصحيفة “الحياة” السعودية: “أتساءل عن كيفية إجماع الفلكيين على أن القمر قد غاب بعد الشمس بدقائق لا قبلها، ولطالما هو غاب بعدها بدقائق وجاء المسلمون العدول الأتقياء الصالحون الذين شهدوا برؤية الهلال، ما يعني أن هذه الرؤية تعتبر مقبولة شرعاً لأنها منفكة عمّا يكذبها”. ولفت إلى أن مثل هذه المعلومات المخالفة لرأي المسلمين هي من “الشائعات” التي لا تجوز شرعاً، وهي من الأقوال الخاطئة والباطلة، مشدداً على أن رؤية “الهلال” المعلنة هي شرعية وصحيحة. ومن جهته، أوضح المستشار في الديوان الملكي الشيخ عبدالمحسن العبيكان عدم جواز التشكيك في دخول شهر شوال، مستدلاً بالحديث الشريف “صومكم يوم تصومون وفطركم يوم تفطرون وأضحاكم يوم تضحون”، واعتبر أن دخول الشهر من عدمه هو في ذمة الشهود. ومن جانبه، أشار القاضي بالمحكمة العامة في محافظة صامطة ياسر بن صالح البلوي إلى أن اعتقاد الجمعية الفلكية بجدة أن ما شاهدوه هو كوكب زحل، أدى إلى استياء الرأي العام وضجر من هذه الفوضى في التصاريح والمعلومات التي أثارت جدلاً واسعاً لدى المواطنين، وهو مخالف لإجماع الشهود الثقاة المسجلة في أبوزاهرة. ومن جهته، أكد رئيس الجمعية الفلكية في محافظة جدة المهندس ماجد أبوزاهرة أن جمعيته لن تشارك في رأيها للعام المقبل عن تحري هلال شوال سواء بثبوته أو عدمه، مضيفاً أن دورها سيقتصر في توثيقها لدى إدارته فقط، ولن يكون لها أي تعقيب على ما يصدر من المحكمة العليا بشأن مثل هذه المناسبات الدينية. وقال: “إن ما سيصدر من المحكمة العليا مستقبلاً، ستؤمن به الجمعية من دون إبداء الرأي، إذ ستكتفي بالتحري وعمل الحسابات الفلكية مع نشر صور التحري الموثقة على موقعها الخاص فقط، ولن يكون لها أي تعقيب على النتائج، وسيكون التحري كالعادة مفتوحاً للجمهور كعادتها السنوية”.