من المؤسف جدّا أن يصل الأمر بخروج الأندية الجزائرية من المنافسة القارّية بطريقة غير مشرّفة، في الوقت الذي كان من المفترض إعادة الاعتبار فيه لبريق كرتنا على المستوى الدولي، لأن الأموال الطائلة التي سخّرتها الفرق المعنية من أجل تدعيم صفوفها بلاعبين قيل إنهم قادرون على تحمّل المسؤولية والمساهمة لبلوغ ما كان مسطّرا وهو تأهّل هذه الفرق إلى أدوار متقدّمة، لكن ميدانيا حدث العكس. فبعد الخروج المبكّر لوفاق سطيف وشباب باتنة جاء دور شبيبة القبائل التي تبقى مرشّحة لمغادرة منافسة (الكاف) برصيد خالي من النقاط بعد الخسارة الخامسة على التوالي أمام منافس يعدّ من أضعف الفرق التي تنشط في البطولة المغربية، عكس الترجّي التونسي الذي أكّد قوّته وضعف مولودية الجزائر بالأداء والنتيجة لأن الوجه الهزيل الذي ظهر به (العميد) بقيادة النّاخب السابق عبد الحقّ بن شيخة هو دليل قاطع على أن مشكلة الكرة الجزائرية تكمن بالدرجة الأولى في تعفّن المحيط الكروي بسبب فتح المجال لكلّ من هبّ ودبّ في صورة منسّق الفرع ل (العميد) عمر غريب لتحمّل مسؤولية تسيير فريق بحجم مولودية الجزائر· وبالتالي، بات من الضروري على السلطات الوصية استحداث قوانين جديدة لغلق الباب في وجوه الأشخاص المحسوبين على الأطراف التي عاثت فسادا في كرة القدم الجزائرية، لأن تجسيد الاحتراف الحقيقي يمرّ عبر ضرورة احتراف الأعضاء المشكّلين لإدارة الفرق التي تدّعي أنها محترفة، وبالأخصّ مولودية الجزائر التي ما تزال تدفع ثمن تعفّن محيطها بالجراثيم·