قد لا يعي بعض الانترونوت الخطورة التي تنجر من وضعهم لبعض المعلومات الشخصية على الانترنات، معلومات حول الجنس، العمل، الدراسة، السكن، وغيرها من الأمور التي تبدو تافهة، ولكنها تنفع بعض اللصوص للتجسس، وتنفيذ مخططات اعتداء في غاية الدقة. "احذورا، لا تضعوا معلوماتكم الشخصية، والمواعيد على جدار صفحة الفايس بوك، قد يستعملها بعض اللصوص لسرقتكم".. هي الرسالة التي شاهدناها ونحن نفتح صفحتنا، والتي دفعنا إلى أن نتصل بالفتاة صاحبة التعليق، وهي هدى، والتي قالت لنا أنه حدث لها أمر عجيب، أو على الأقل لم تكن تنتظره، ولم تكن تنتظر أن يتجسس عليها لصوص الطرقات لكي ينفذوا اعتداءاتهم، تقول: "اتفقت مع صديقتي في نهاية السنة الماضية، وكان موعد الامتحانات أن نلتقي أمام الجامعة لندرس، وقد كتبت لها ذلك على الجدار، حيث يمكن للجميع الاطلاع عليه، ذلك أن الرسائل العادية والخاصة لم تكن ترسل بسهولة، وكنت مستعجلة، كما أخبرتها أننا سندرس في الغابة داخل جامعة بوزريعة، حيث الهدوء، وحيث نكون وحدنا، وحددت الموعد، وكل شيء، هذه المعلومة التي استعملها لص، وقدم إلى الجامعة، ولحسن الحظ أنه لم يعتدي علينا، فنحن فعلا كنا في مكان خالي، وكان من الممكن أن يقدم على شرّ" وتضيف: "النذل عندما سرق مني هاتفي، وهددنا بالسلاح قال وهو يفر أنّ عليّ أن أحتاط وأنا أضع تعليقات على الفايس بوك، ولكن من شدة الذهول لم أفكر في قاله لي، إلا وأنا افتح صفحتي في المساء، وارى التعليق الذي وضعته، واربط بين الأحداث، ولهذا فكرت في أن انصح غيري بان ينتبهوا، خاصة وانه وقعت لصديقة لي حادثة مشابهة، جعلتني أزداد احتياطا من جهة، وأبلغ عن الأمر". وجعلتنا التعليقات الكثيرة التي وضعها بعض الانترنوت على تحذير هدى نعلم أن ما وقع صار ظاهرة، فكان هنا من تفاجأ بالحادثة، ولن أيضا من قصّ ما وقع له، وشكه في أنّ و راء ذلك جواسيس الكترونيون، مثل مراد الذي صارحنا هو الآخر بأنّ ابن عمه تعرض لاعتداء من هذا النوع، حيث أنه هو الآخر واعد صديقا له على الخروج مساء، واخبره أن لا احد في بيتهم، وانه لذلك بإمكانه أن يتأخر في العودة، على أن لا يعودا قبل الثالثة صباحا، هذه المعلومات، يقول مراد، لم تكن كافية للص، فليس لديه لا العنوان، ولا المدينة التي يسكن فيها المراهق، إلا أن البحث في صفحة الضحية جعلته يربط بين المعلومات الموجودة عليها، والصور الموضوعة، وغيرها من الأمور التي ساعدت اللص على الاستدلال ببيت الضحية، وسرقته ليلا، رفقة أصدقاء له، ولعل من بين ما ساعد اللصوص هي بعض الخدمات التي صار يوفرها الموقع، حيث يجرك أحيانا على وضع رقمك الهاتفي، وكثيرون يجهلون أن الآخرين يمكنهم الاطلاع عليه، كما يوضع قرب التعليق المكان الذي يتواجد فيه صاحب الصفحة، وهذه المعلومات أيضا خطيرة، والأخطر أنّ البعض ممن لا يحسنون استعمال الموقع يتركون معلومات كهذه بأيدي أشخاص غرباء، قد يكونون لصوصا، بل وقطاع طرق.