هكذا تباع أشياؤكم المسروقة، في مواقع الكترونية، وعلى صفحات الفايس بوك، وفي "الفورومات" كلها تحوّلت إلى مراكز تجارية لبيع الأشياء المسروقة، من الهواتف، إلى الملابس، والجواهر والحلي، وغيرها مما يمكن سرقته ثمّ يُصوّر ثمّ يوضع على الأنترنات ليُعاد بيعه، "أخبار اليوم" حققت في الموضوع، وتحدثت حتى إلى بعض الباعة المشبوهين، ونقلت نداء الضحايا الذين يُطالبون بأن يتابع اللصوص الذين يبيعون بكلّ حريّة على تلك المواقع. مصطفى مهدي ونحن نتصفح بعض المواقع الالكترونية اكتشفنا الظاهرة، بداية من تعليقات بعض الضحايا على مواقع التواصل الاجتماعي، وإقرؤوا هذه التعليقات كما قرأناها نحن: "ساعدوني لقد تمت سرقتي في ساحة الشهداء وبيع هاتفي النقال على أحد المواقع الإلكترونية ماذا أفعل؟". كان هذا تعليق على موقع لإحدى الجرائد، وتعليق آخر على صفحة الفايس بوك الخاصّة بشابة في العشرين: "لصوص نهبوا مني جواهر في سوق باش جرّاح، كانوا مراهقين، وهاهم يبيعونها على الأنترنات". هذه التعليقات التي جعلتنا نتجه إلى صديق لنا، إسلام عبد اللاوي وهو بائع لنا في "دلالة" باب الواد، والذي سبق وأن أفادنا بمعلومات عن هؤلاء اللصوص الذين يأتون إلى السوق ليبيعوا، ففكر أن في أنه قد يكون على علم بالظاهرة، ومن الممكن أن يفيدنا فيما نبحث عنه، ولكن أكثر من ذلك قال لنا ما إن سألناه عنها: "أجل، هناك من يفعل ذلك، هم أشخاص مراهقون، يتجهون إلى الأسواق والمحلات التي تكون عامرة بالبشر، يسرقون، وعوض أن يقدموا إلى هنا، وذلك خوفا من ترصدهم، أو حتى من أوليائهم الذين لا شكّ سيسألونهم:"من أين لك هذا الذي تبيعه؟" عوض ذلك يتجهون إلى تلك المواقع، و في الحقيقة لا أدري إن كان الأمر ناجحا أم لا؟ ولكن ما عسانا نقول، الله يهديهم ويصلح أحوالهم". وعن حجم المجازفة التي يقدم عليها هؤلاء يُضيف: "لا أظنّ أنّ هؤلاء اللصوص يمكن أن تتم متابعتهم خاصة وأنهم لا يضعون، على الأرجح، معلومات خاصّة بهم، ربما إلاّ أرقام الهواتف، ولكن لا يعني هذا أنّ نسبة المجازفة صفر، فمن يدري، قد يطلع الضحية، وبالصدفة، على الموقع فيرى شيئا خاصا به يباع، وقد يكون ذكيا، ويستدرجه، فيقبض عليه". كاد أن يحدث ذلك، مع الضحية الذي قال لنا أنه رأى هاتفه يباع على إحدى المواقع، اتصلنا به، عندما سألناه قال: "لم اصدق نفسي عندما رأيت هاتفي النقال يباع على أحد المواقع، وهو الأمر الذي أدهشني، في البداية شككت في الأمر، ولكني ارتكبت خطأ، ذلك أنني أرسلت رسالة إلى صاحب الموقع أدعوه فيها إلى أن يعيد لي شريحة الهاتف، وأن يحتفظ بالهاتف إن شاء، ولكن في اليوم الموالي، غير الموقع اسمه، حيث لم أستطع العثور عليه، وعندها اكتشفت أنّ الهاتف لي فعلا، وأنّ الموقع تم غلقه خوفا من اكتشاف أمرهم". ونحن نتصف بعض المواقع، وصفحات الفايس بوك التي تختص في البيع، اشتكى لنا أحد من صفحة تحمل اسم الممثلة ليندة ياسمين، اكتشفنا أنه موقع يبيع المسروقات بشكل رهيب، فاتصلنا بصاحبه، سألناه بداية عن سرّ تسمية الصفحة هكذا، فقال: "ليس نسبة للممثلة، ولكن لزميلتين أعرفهما الأولى اسمها ليندة والثانية ياسمين، هذا فقط". وعن بعض المسروقات التي تباع على صفحته، يرد: "أنا فتحت الصفحة للبيع، وليس لبيع المسروقات، وماذا تريدني أن أفعل إن نشر على صفحتي لص شيئا مسروقا، كيف لي أن أعلم؟" وعن طريقة انتقاء الأصدقاء الذين يضيفهم على الصفحة: "أقبل كلّ الدعوات التي تأتيني، ففي الغالب هم باعة أو زبائن، ولا أستطيع أن أحقق في الشخص الذي يرسل لي دعوة، فيما إذا كان لصا، أو إنسانا محترما، ولهذا فأنا لا أخاف من شيء، المهم عندي أنّ الأشياء التي أبيعها أنا ليست مسروقة، هذا فقط، وكل واحد مسؤول عما يفعل".