كانت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تستهدف (توحيد الجزائريين ضمن ثقافة مشتركة) من خلال تعليم اللّغة العربية بغية الحفاظ على هويتهم حسب ما أعرب عنه أمس الأربعاء بولاية قسنطينة الجامعي ناصر لوحيشي. وأوضح ذات المحاضر خلال افتتاح الندوة الدولية حول دور جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في الحفاظ على اللّغة العربية وأثره في الهوية اللّغوية الجزائرية أن حركة التربية التي أطلقها علماء الجمعية وزعيمها عبد الحميد ابن باديس على وجه الخصوص كانت موجّهة للأطفال والكبار المنحدرين من مختلف الشرائح الاجتماعية وأضاف في هذا السياق أنه من خلال إرساء أسس تعليم اللّغة العربية وتشجيع بروز العديد من الجمعيات الثقافية والرياضية تمكّن ابن باديس من تجميع الجزائريين حول الدفاع عن اللّغة العربية والإسلام بالجزائر. ولدى تطرّقه إلي المشروع الطموح والجريء الذي عمل ابن باديس وتلاميذه على تجسيده أكّد ذات الجامعي أن رمز الحركة الإصلاحية الإسلامية بالجزائر كان قد أعطى لمشروعه بعدا (سياسيا واجتماعيا وثقافيا بارزا). وبعد أن أكّد أن فكرة تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين أملاها تنامي الحركة الإصلاحية في العالم العربي أشار السيّد لوحيشي إلى أنه في سنة 1924 أي قبل سبع سنوات من التأسيس الرسمي لجمعية العلماء المسلمين توجّه ابن باديس إلى ولاية سطيف عند الشيخ محمد البشير الإبراهيمي للتطرّق إلي الخطوط العريضة للمشروع الذي كان ابن باديس يعتزم تسميته (الإخاء العلمي).