قد يتسلّل إلى دواخلك الشعور بترك أشياء جميلة وتعزم على أن تسير في درب المثابرة والوصول، وقد تجد من كانوا حولك ذات يوم ابتعدوا وتركوك وحيدا لأحزانك ليأسك فلا تستسلم· هناك من يتربّصون بك لكي يحطّموا معنوياتك، قد يستغلّون بعضا من ضعفك لكي يضعوا عليه شعار الإنتقام لا لشيء سوى لأنهم لم يعجبهم نجاحك الذي أقلقهم. قد يكون طريق النّجاح صعب الميراس إن صحّ التعبير، فهو يعلو وينحدر ويتّسع ويضيق لكن مساره واحد: الصبر والإيمان والثقة بالنّفس والاطمئنان· ومادام الإنسان يسطع ويلمع ويعطي ويبني فهو بلا شكّ سيتعرّض لحرب ضروس من التحطيم المعنوي لا هوادة فيها· أرأيتم أناسا ترفس كلبا ميّتا؟ فالجالس على الأرض لا يسقط والقافلة تسير والكلاب لا تكفّ عن النّباح· فلا تيأس أمام قبح الأعداء ومن ينسجون خيوط العنكبوت والقصص الزّائفة، حاول التقدّم وردّ عليهم فقط بعطاء أكثر وثمار أنضج فسوف يضمحلّون وتختفي أثارهم من الوجود بعد كلّ نجاح بعد كلّ تتويج وبعد كلّ هدف مسطّر تصل إليه، وإن غدا لناظره لقريب، فالحياة رحلة ولا شيء جميل سوف يتحقّق دون معناةو دون خسران ودون تضحية وكلّ إناء بما فيه ينضح· فأسفي عليكم، كم تسبحون في فلك الغلّ والكراهية، أسفي عليكم من فقدان البصيرة، فكلّ حاقد وحاسد سنأسف لحاله لأنه يريد أن يطوي جناحه على غضب مكتوم وضيق ظاهر ورغبة بزوال النّعمة عن الآخرين ولا يريحه لا انطفاء الشعلة المتوهّجة الجميلة فهم لا يكفّون عن التعرّض للنّجاح والتشكيك فيه وزرع الشبهات حوله، هم في كلّ واد سيتيهون وينفثون في مسارات النّاجحين كثيرا من السموم ويتقنون رمي العصي في دواليب الرّاكضين المتطلّعين إلى غد أفضل وقد يظهرون على هيئة (أعداء) وفي ذات الوقت أصدقاء وأعداء تحت التمرين، ليس ظاهرهم كباطنهم· قد يرى البعض النّجاح خطيئة يرتكبها المرء بحسن نيّة ومع ذلك لا يغفرها له الآخرون، فالجواب هو أن لا تيأس أمام قُبح أعداء النّجاح· * بقلم: إيلانو/ مدير منتدى الحصاد الجزائري