يخطئ من يضع الفرنسيين جميعا في سلّة واحدة، ويعتبرهم كلّهم على شاكلة رئيسهم اليهودي المتصهين نيكولا ساركوزي الذي ما فتئ يعبّر عن الحقد الذي يكنّه للجزائر وللمسلمين كلّما أتيحت له مناسبة لذلك، سواء من خلال تصريحات أو قوانين أو قرارات، ففي فرنسا كثير من الشرفاء الذين يستحقون تحية تقدير وكثير من الاحترام والتوقير· ومن هؤلاء الفرنسيين الشرفاء أو هكذا نحسبهم وفق ما نسمعه من ظاهر كلامه على الأقل، الكاتب الصحفي الكبير إيدوي بلينال الذي لم يتوان في اعتبار ما حدث يوم 17 أكتوبر 1961 بباريس، حين تمّ قتل عدد غير قليل من الجزائريين بدم بارد (جريمة دولة)، مطالبا الدولة الفرنسية بالاعتراف بها، وهو موقف شجاع من فرنسي شريف لا يصحّ أن نضعه في نفس الخانة التي نضع فيها المتطرّف جون ماري لوبان مثلا أو ننظر إليه كما ننظر إلى الصهيوني ساركوزي الذي قال يوما لنا وهو على أرض بلادنا أن الأبناء لا يعتذرون عن أخطاء الآباء، وكأنه ينصحنا بأن ننسى أو نتناسى مطلب الاعتراف بجرائم الاستعمار والاعتذار عنها إلى الأبد! ولا يُعّد إيدوي بلينال الفرنسي الشريف الوحيد، فإضافة إلى عدد كبير من الفرنسيين الناقمين على (الفكر الاستعماري الساركوزي) والمُقرّين بأن ما فعلته بلادهم بالجزائر طيلة 132 سنة من الاستعمار هو مجموعة من الأعمال الوحشية التي تستوجب الاعتراف والاعتذار وليس الإصرار على الإنكار، إضافة إلى هؤلاء هناك فرنسيون نشطاء في جمعيات وهيئات مختلفة، لا يتوانون في رفع أصواتهم لمطالبة فرنسا بالاعتراف بجرائمها في الجزائر والاعتذار عنها· وضمن هذا السياق يمكن أن نصنف التحرّك الجمعوي الرّائع الذي تنوي عشرات الجمعيات والنّقابات الفرنسية القيام به يوم 17 أكتوبر، وذلك من خلال مسيرة تجري في موقع الجريمة·· جريمة السابع عشر التي ستبقى، كغيرها من جرائم الاستعمار، عارا في جبين فرنسا الاستعمارية وجبين كل المتطرفين والمتصهينين من أبنائها حكاما كانوا أو محكومين·