شهدت الجزائر خلال السنة الجارية جملة من الإضرابات التي مست مختلف القطاعات الاقتصادية والتربوية والتي عادت بالسلب على الحياة اليومية للمواطنين آخرها الإضراب العشوائي لقطاع النقل بالسكة الحديدية الذي شنه عمال القطاع صبيحة أول أمس ما أدى بعشرات العاملين إلى التأخر عن دوامهم وتعرضهم لمساءلات من طرف مسؤوليهم. إضراب عمال قطاع النقل بالسكك الحديدية المفاجئ أثار موجة من السخط والاستياء لدى مستخدمي القطار من العمال وحتى الطلبة حيث شهدت محطة أغا اليوم اكتظاظ المسافرين عن آخرهم الذين عبروا لأخبار اليوم عن استيائهم من هذه الإضرابات العشوائية والمتكررة حيث لا يراعي المضربون مسؤوليات المواطنين. وفي هذا الصدد أعربت إحدى العاملات التي كانت متوجهة غالى محطة الحراش أنها تفاجأت بإضراب العمال حيث انتظرت قرابة الساعة ليتم إعلامها رفقة المواطنين من طرف الإدارة آن العمال في إضراب الأمر الذي سيكلفها محاسبة عسيرة من طرف رئيسها في العمل الذي لن يتسامح عن تأخر ربع ساعة فما بالك بساعة كاملة، مؤكدة أنها تقع للمرة الثالثة في فخ إضراب العمال. سيدة أخرى في عقدها الرابع كانت متوجهة غالى جامعة باب الزوار أسرت لنا أنها مستاءة حيث ستتأخر عن طلابها حيث كان من المقرر أن تبدأ عملها في حدود الساعة الثامنة صباحا غير أن الإضراب سيكلفها إلغاء الدرس ومشقة إعادة برمجته في يوم آخر. أما الشاب "م. نبيل" فقد صرح لنا أنه تعود على استعمال القطار يوميا باعتباره الوسيلة الأكثر سرعة في الجزائر ولا تكلفه سوى بضع دقائق للوصول إلى عمله غير أن الإضرابات المتكررة للعمال ستجعله يعيد حساباته والبحث عن وسيلة نقل أخرى حتى يتجنب طرده من العمل بسبب الاحتجاجات الاجتماعية المتكررة بسبب أو بدونه. مصائب قوم عند قوم فوائد هذه هي العبارة التي بدأ "كمال" حديثه معنا حيث كشف أن إضراب العمال الذي سيدفع ثمنه غاليا الكثير من المواطنين بسبب تأخرهم عن مناصب عملهم سيعود بالفائدة على المضربين الذين لن تتوانى الوزارة في حل مشاكلهم وزيادة أجورهم في حين قد يكلف إضرابهم طرد شخص من عمله وغلق باب رزقه. نتائج الإضراب كانت وخيمة أيضا على الطلبة حيث وجدنا طالبتين تبدو عليهما علامات التذمر وبمجرد تقربنا منهما أكدت إحداهما أنهما اليوم معرضتان من الإقصاء من إحدى المواد والحصول على علامة صفر،حيث كانتا مبرمجتين لعرض بحثهما الأول ولكن لسوء حظهما اضرب عمال السكك الحديدية، كما أشارتا أن أستاذة المادة لا تقبل تأخر الطلبة عن الحصة 05 دقائق فما بال تغيبهم نهائيا وإلغاء البحث الذي كان مقرر مناقشته. نفس الأزمة شهدتها محطات القطار بكل من جسر قسنطينة وبئر توتة هذه الأخيرة عرفت اكتظا رهيب للمسافرين الذين كانوا في حالة غليان خاصة وان إدارة القطاع لم ترفع إشعاراً بالإضراب حتى يتجنبوا الوقوع في مشاكل مع مسؤوليهم في العمل.